بدأت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في عامي 2016 و2017 إتاحة الفرصة لإعادة توطين اللاجئين، لكن الكثير من المعلومات الخاطئة باتت تتناقل حول ذلك مثل التقديم على إعادة التوطين وشائعات أخرى نناقش تفاصيلها في هذا التقرير.
إعادة توطين اللاجئين أو ما يعرف بالتركية Üçüncü ülkeye yerleştirme [vj منذ سنوات بشكل رئيسي للسوريين في تركيا ودول أخرى مثل لبنان و الأردن وهي مستمرة منذ ذلك الوقت، فماذا تعني هذه العملية وما تفاصيلها؟
دمج اللاجئين في تركيا
إعادة التوطين هي عملية نقل اللاجئ من دولة اللجوء إلى بلد آخر يوافق على السماح له بالدخول ويمنح الإقامة وفق معايير الأمم المتحدة استناداً لظروف بلده التي تعاني الحروب والصراعات والاضطهاد.
وتدور معلومات خاطئة عن إمكانية التقديم على إعادة التوطين في تركيا وغيرها واختيار البلد أو الخلط مع مصطلح إعادة توزيع اللاجئين.
وجرت عمليات إعادة التوطين خلال السنوات الماضية من تركيا ولبنان والأردن ومصر وتنزانيا الاتحادية وفق ما تذكره المفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR.
وتحقق تلك الاستراتيجية فوائد للاجئين والبلد المستضيف، إذ تقوم الحكومات الفاعلة ضمن المفوضية والمنظمات الأخرى غير الحكومية بدعم خدمات تسهل إدماج اللاجئين.
كما تقدم الحكومات والجهات الداعمة للاجئين بعد إتمام عملية إعادة التوطين جلسات التوجيه الاجتماعي لهم والتدريب اللغوي والمهني وبرامج تشجع على الوصول للتعليم وفرص العمل.
حقيقة إتاحة التقديم على إعادة التوطين في تركيا
تؤكد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مراراً أن الأنباء التي تتحدث عن إمكانية التقديم على إعادة التوطين أمر غير صحيح ولا تقوم مكاتب الأمم المتحدة بتقديم استشارات شخصية في أي من مكاتبها كما أشيع مؤخراً.
يمكن فقط للاجئين في تركيا التواصل مع المفوضية على خط الاستشارة التابع لها 4444868 أو مراسلتها عبر البريد الإلكتروني turan@unhcr.org للحصول على معلومات بشأن قضايا الحماية والمساعدة أو الدعم.
وما تم نقله من أنباء مؤخرا عن تلقي طلبات في أنقرة وغيرها من أجل التقديم على إعادة التوطين منفي جملة وتفصيلاً وفق المفوضية لأن تلك العملية قائمة على مراجعة الحالات الأكثر ضعفاً بالتنسيق مع إدارة الهجرة.
وعند ترشح شخص ما لإعادة التوطين تتصل به المفوضية وتبلغه بالأمر في حال تم اختيار ملفه للنظر فيه.
ولا يعني ذلك قبول الملف بل هناك موقع يمكن التحقق عبره من حالة الملف استناداً لرقمه أو لرقم بطاقة هوية الاجئ.
وموقع التحقق من ملف عملية إعادة التوطين هو https://results.unhcr.org.tr ويمكن الاتصال بخط الاستشارة للمفوضية على الرقم 68 48 444 للتحقق من حالة الملف أيضاً.
وإجراء مقابلة إعادة التوطين لا يعني القبول أيضاً فالعملية طويلة وقد تستغرق شهوراً أو أكثر من سنة وكما تم التأكيد مراراً، لا يمكن بأي شكل التقديم على إعادة التوطين حاليا.
إعادة التوطين وتوزيع اللاجئين
تساعد إعادة التوطين ذوي الظروف الصحية أو القانونية الخاصة بشكل أساسي وتعني إرسال طالب اللجوء إلى بلد ثالث غير بلده الأصلي.
ينطبق أمر إعادة التوطين على من تم الاعتراف بهم كلاجئين لدى الأمم المتحدة مثل السوريين في تركيا ولبنان والأردن.
أما إعادة توزيع اللاجئين فتعني نقل طالبي اللجوء من دولة أوروبية إلى أخرى للبت بطلب لجوء في بلد جديد.
تعد اليونان النموذج الأوضح لعملية إعادة توزيع اللاجئين حيث يتم تقديم طلبات للجوء فيها.
وبموجب عضويتها لدى الاتحاد الأوروبي واتفاقيات الهجرة تقوم بعض الدول الأوروبية الأخرى بالتعامل مع المهاجرين وطالبي اللجوء فيها بإعادة توزيعهم ونقلهم إليها للتقديم بطلبات لجوء فيها.
ويعني ذلك أن أساس عملية إعادة التوزيع هو التقدم بطلب للجوء في دول مثل اليونان وإيطاليا فيما لا يمكن نهائياً التقديم على إعادة التوطين التي تخضع للتنسيق بين مديريات الهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين UNHCR.
تركيا.. اختيار بلد إعادة التوطين
كما أنه لا يمكن التقديم على إعادة التوطين، لا يمكن أيضاً اختيار بلد إعادة التوطين إذ أن المفوضية تقوم باختيار هذا البلد من خلال مطابقة الحالة مع المعايير المحددة من البلد الذي يعلن كل سنة عن عدد اللاجئين الذين يرغب في قبولهم لديه ويعني ذلك أن الدول لا تلزم بقبول اللاجئين وإعادة توطينهم.
وتخصص عملية إعادة التوطين لأصحاب احتياجات الحماية وفي حال استدعاء المفوضية للاجئ وفتح ملف لإعادة التوطين لا يعني ذلك القبول إنما يجب متابعة ملفه ضمن الموقع أو الرقم المحدد كما يمكن للاجئين في تركيا الاستعلام عن أي معلومة تخص هذا الشأن بالاتصال على الرقم 157.
تتوفر خدمات التواصل مع مركز استعلامات الأجانب "YİMER 157" للاستعلام عن معلومات بخصوص إعادة التوطين وغير ذلك من قضايا الهجرة واللجوء بمختلف اللغات وفي مقدمتها العربية والتركية والإنكليزية.
وفي حال تمت الموافقة على طلب إعادة التوطين يتم إلغاء الإقامة للاجئ في تركيا أو أي دولة أخرى أياً كان نوعها.
تبدأ حياته الجديدة في الدولة التي سيتم إعادة توطينه فيها وعندها عليه أن يفعل كل ما بوسعه للاندماج والتعرف على ما يلزم لإقامة آمنة وقانونية في بلد اللجوء الجديد.
تعد دول السويد، ألمانيا، وكندا أحد أكثر الدول التي استقبلت لاجئين عن طريق إعادة التوطين وإعادة توزيع اللاجئين ولطالما كانت الوجهة المفضلة للاجئين السوريين في تركيا والدول المجاورة لسوريا.