باتت الدراسة في تركيا إحدى الوجهات الشهيرة للطلاب الدوليين الذين يسعون للحصول على تعليم عالي الجودة وتجربة ثقافية ثرية.
أحد الأسئلة التي غالبًا ما يطرحها الطلاب الأجانب هو ما إذا كانت هناك فرص عمل متاحة لهم أثناء دراستهم وبعد التخرج في تركيا.
الإجابة المختصرة هي نعم، هناك فرص عمل للطلاب الأجانب في تركيا، سواء أثناء دراستهم أو بعد التخرج. ومع ذلك، وهناك بعض العوامل المهمة التي يجب مراعاتها في هذا الإطار.
عمل الطلبة العرب والأجانب أثناء الدراسة في تركيا
يسمح القانون التركي للطلاب الأجانب أثناء دراستهم في تركيا بالعمل بدوام جزئي أثناء الدراسة، بحد أقصى 24 ساعة في الأسبوع خلال العام الدراسي وبدوام كامل خلال فترات الراحة المقررة.
ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن حاجز اللغة يمكن أن يكون عقبة كبيرة في العثور على عمل، حيث تتطلب العديد من فرص العمل إتقان اللغة التركية. لذلك، قد يتمتع الطلاب الذين يجيدون اللغة التركية بميزة في العثور على عمل بدوام جزئي.
على سبيل المثال، أحد الخيارات الشائعة للطلاب الدوليين هو العمل كمدرس لغة، وتقديم دروس خاصة أو جماعية بلغتهم الأم.
وأحياناً يتم تنظيم هذه الدروس تحت اشراف مؤسسات حكومية تركية كمؤسسة منحة الحكومة التركية المعروفة اختصاراً بـ YTB.
إذ تنظم المؤسسة داخل مكاتبها في مدن تركية مختلفة دورات لتعلم للغات عديدة، يكون المعلمين فيها والقائمين على تنسيقها هما الطلبة الدوليون أنفسهم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن الحصول على بعض الوظائف المكتبية البسيطة داخل هذه المكاتب التابعة للمنحة.
هناك أيضًا طلب كبير على معلمي اللغة الإنجليزية في تركيا، والعديد من مدارس اللغات والمؤسسات الخاصة تقدم وظائف تدريس بدوام جزئي.
وفي حالة أن الطالب يدرس في مدينة غير شاغرة بالطلبة أو فرص عمل الطلبة، يمكنه إعطاء الدروس الخاصة عن طريق الانترنت.
وتعد ثقافة الدراسة عن بعد شائعة داخل تركيا وخصوصاً بين طلبة الجامعات والثانوية، وبجانب المواقع العالمية المشهورة في هذه المجال، يوجد العديد من المواقع التركية.
ومن أشهرها موقع تركي باسم اوزال درسز OZELDERS.COM أي دروس خاصة يمكن للطلبة عرض وطلب مهاراتهم عليه ومساعدتهم مقابل أجر مادي معين يتم الاتفاق عليه مسبقاً بين الطرفين.
ولا تقف الدروس في هذا الموقع عند المواد الدراسية فقط، بل تتنوع بين تعلم رياضات، وتعليم قيادة السيارات، والآلات الموسيقية والعديد من المهارات.
خيار آخر للطلاب هو البحث عن عمل في الحرم الجامعي. إذ يوجد في العديد من الجامعات في تركيا مراكز توظيف يمكنها مساعدة الطلاب في العثور على عمل بدوام جزئي، مثل العمل في المكتبة أو كمساعد باحث.
فرص عمل للطلاب العرب والأجانب بعد إتمام الدراسة في تركيا
بعد التخرج تتمثل إحدى الميزات المهمة التي يتمتع بها الخريجون الأجانب في رؤيتهم الدولية الواسعة ومهاراتهم اللغوية، والتي يمكن أن تجعلهم أصولا قيمة للشركات التركية التي تتطلع إلى توسيع نطاق انتشارها العالمي.
فهناك العديد من الشركات التركية في طريقها نحو السوق العالمي، وفي أغلبها شركات صناعية في مجالات عديدة كالصناعات الدفاعية والبرمجيات.
لذلك، تهتم هذه الشركات خصيصاً بالطلبة الأجانب المتفوقين أثناء دراستهم في تركيا من خلال فتح باب التدريب بأجر أو العمل بدوام جزئي.
بجانب ذلك، بدأت تركيا منذ أكثر من عقد تطوير العديد من المؤسسات البحثية عالية الجودة.
فنجد العديد من الجامعات التركية اليوم لديها مراكزها البحثية التي تستوعب عددا من طلابها أثناء الدراسة وبعدها، مثل ادتو تكنوكنت ODTÜ TEKNOKENT.
وهذا المركز أول حديقة تكنولوجية وأكثرها ابتكارا في تركيا يتبع لجامعة الشرق الأوسط التقنية، وبه العديد من الطلبة الأجانب والأتراك لتطوير التقنيات التي من شأنها زيادة القدرة التنافسية لتركيا في الساحة الدولية.
ويوجد العديد من هذه المراكز مثل:
بالإضافة إلى الشركات التركية، يوجد العديد من الشركات متعددة الجنسيات في تركيا، والتي تعتبر فرصة إضافية كبيرة للخريجين الأجانب للعمل بها.
ونظرا لازدياد السياحة في تركيا وخصوصاً الهجرة من بعض الدول إليها، يرتفع الطلب على العاملين بقطاع الترجمة وخصوصاً اللغة العربية.
ولا يقتصر عمل المترجمين على الشركات السياحية أو المؤسسات الصغيرة، بل يمتد لمشاريع كبيرة برعاية الأمم المتحدة والعديد من المنظمات الدولية التي تعمل داخل تركيا.
لذلك، تستهدف هذه المنظمات الطلبة الأجانب وخصيصاً خريجي مرحلة البكالوريوس، نظرا لأنهم قضوا فترة أطول للدراسة في تركيا مما يجعلهم ملمين أكثر باللغة والمجتمع والثقافة التركية بجانب لغتهم الأم كميزة ثانية.
خيار آخر للخريجين من الجامعات التركية هو بدء أعمالهم التجارية الخاصة داخل البلد.
ومن هذه الناحية، اتخذت الحكومة التركية خطوات لتسهيل بدء رواد الأعمال الأجانب عملا تجاريا في البلاد، وهناك عدد من الحوافز المتاحة لتشجيع الاستثمار.
ما يميز الدراسة في تركيا توافر فرص العمل للطلبة الأجانب سواء أثناء الدراسة أو بعدها.
لكن أحياناً يكون حاجز اللغة عقبة، خاصة بالنسبة لفرص العمل أثناء الدراسة. وقد يكون للخريجين آفاق أفضل، خاصة إذا كانت لديهم مهارات لغوية ومنظور دولي واسع.