يطلق على الفستق العنتابي (أي فستق غازي عنتاب) لقب "الذهب الأخضر" نظرا لقيمته الاقتصادية العالية، وشهرته الواسعة ومذاقه الرائع الذي يضفي على المأكولات طعما لذيذا.

تعود تسميته نسبة إلى ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا، والتي تنتج واحدا من أفضل أنواع الفستق على مستوى العالم.

تحتل تركيا المرتبة الثالثة بين الدول الأكثر إنتاجا له بعد الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.

أما محليا، فتتصدر ولاية شانلي أورفا جنوب شرق تركيا المرتبة الأولى بين الولايات التركية الأكثر إنتاجا واستهلاكا للفستق، تتبعها ولاية غازي عنتاب في المرتبة الثانية، وولاية سيرت في المرتبة الثالثة، تليها أديمان وديار بكر.

يعد الفستق مصدر رزق لآلاف المزارعين، ومكون رئيسي للطهاة داخل المطبخ التركي.

زراعة الفستق العنتابي في تركيا

تعد منطقة الشرق الأوسط الموطن الأصلي للفستق، تحديدا المنطقة الجغرافية التي تضم تركيا وسوريا وإيران والعراق.

تذكر بعض المصادر التاريخية أن استهلاك الفستق العنتابي يعود إلى عام 6750 قبل الميلاد، وتقول إنه كان حاضرا على طاولات ملوك الحضارات القديمة.

ويعد الفستق العنتابي أحد أهم المنتجات في تركيا، وتتزايد مناطق زراعته وإنتاجه في المقاطعات التركية خاصة الواقعة جنوب شرق الأناضول، بالإضافة إلى بدء زراعته مؤخرا في ولايات وسط الأناضول.

تُزرع أشجاره في 22 مقاطعة تركية اليوم، إلا أن ما نسبته 85% من إجمالي شجر الفستق مزروعة في الولايات الواقعة جنوب شرق تركيا.

وتمتلك شانلي أورفا أكبر حقول الفستق المزروعة في تركيا، إذ تبلغ مساحة الأراضي المزروعة فيها وحدها قرابة مليون و411 دونما.

تصدير فستق غازي عنتاب

بحسب إحصائيات عام 2022، حققت صادرات تركيا من الفستق العنتابي في الأشهر الستة الأولى 111  مليونا و456 ألف دولار.

وفي بيانات أحصتها وكالة الأناضول من اتحاد مصدري جنوب شرقي الأناضول، حققت صادرات الفستق نموا بنسبة 30 ٪ خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني ويونيو/حزيران 2022، مقارنة بالفترة نفسها من العام 2021.

وفي النصف الأول من العام 2022، وصلت صادرات القطاع نفسه، إلى أسواق 91 دولة، بكمية بلغت 12 ألف و258 طن.

وتصدرت ألمانيا قائمة المستوردين بواقع 17 مليونا و43 ألف دولار، تلتها قيرغيزستان بـ 9 ملايين و363 ألف دولار، ثم العراق بـ 6 ملايين و828 ألف دولار.

وبالعودة إلى إحصائيات العام 2021، وصلت صادرات تركيا من الفستق العنتابي إلى أسواق 110 دول حول العالم، بقيمة بلغت 209 ملايين و686 ألف دولار، بزيادة 76 بالمئة مقارنة بعام 2020.

استخدامات الفستق في تركيا

فضلا عن طعمه اللذيذ وقيمته الغذائية العالية، فإنك إذا ما زرت مدينة غازي عنتاب وتذوقت أطباقها اللذيذة، ستلاحظ أن الفستق مكون أساسي في جميع أصناف الأكل والحلويات هناك، فهو يُستخدم للتزيين ولإضافة نكهة عنتابية مميزة وفريدة على جميع الأطباق.

ونجحت غازي عنتاب في إدماج الفستق مع الكباب التركي الشهير المشوي على الفحم، ما أدى إلى إنتاج صنف شهي جديد من الكباب.

بالإضافة إلى استخدام الفستق العنتابي في مأكولات أخرى مثل "اللحم معجون" والكبة المقلية وغيرهما الكثير.

ويستخدم الفستق أيضا في صناعة الحلويات مثل البقلاوة التقليدية، والقطايف والحلقوم التركي والبوظة والعديد من المنتجات الأخرى.

عادات متعلقة بالفستق العنتابي

إضافة للقيمة الغذائية والاقتصادية العالية التي يتمتع بها الفستق العنتابي، يولي الأتراك أشجار الفستق أهمية بالغة، خصوصا أولئك الذين يسكنون الولايات الواقعة جنوب شرق الأناضول.

فعند ولادة مولود جديد لعائلة تركية في شانلي أورفا أو غازي عنتاب، تخصص العائلة قطعة أرض باسم المولود الجديد وتزرعها بأشجار الفستق العنتابي كهدية، ومن أجل أن تكون مصدر رزق له عندما يكبر.