يحتفي العالم في 5 ديسمبر/كانون الأول باليوم العالمي لـ "القهوة التركية" كواحدة من أكثر المشروبات اللذيذة والمميزة بنكهات خاصة.
تمتلك القهوة التركية تقليدا فريدا من نوعه بطعمها ورائحتها ورغوتها وطريقة إعدادها وتقديمها، وتحتل بنكهتها التقليدية مكانة مهمة للغاية في ثقافة الشعب التركي.
وعلى إثر أهميتها الكبيرة وانتشارها الواسع، أعد وقف "توركيش كوفي ليدي" عام 2021 فيلما وثائقيا بعنوان "حكايات الأناضول عن القهوة التركية" جرى تصويره في سبع ولايات، ويعرض فيه صنع القهوة بعدة طرق مختلفة.
تاريخ القهوة التركية
يقال إن مسقط رأس القهوة هو أرض الحبشة وأن أصلها كان منطقة كافكا في جنوب الحبشة، التي تسمى إثيوبيا في هذا العصر، ومنها انتشرت في جميع أنحاء العالم مع بداية القرن الرابع عشر.
لا يعرف بالضبط متى أو من اكتشف القهوة لكن تقول إحدى الأساطير إن راعيا إثيوبيا كان يعزف الناي ليجمع عنزاته في المساء للعودة إلى البيت، عزف في أحد الأيام للعنزات ولكنها لم تستجب، وبدأ في البحث عنها.
وبعد عناء وبحث طويل وجدها تأكل أوراق شجرٍ ما وتقفز وتتناطح، وفي اليوم التالي تكرر الأمر ذاته.
فقرر أن يتذوق بذور الشجرة المرة ويمضغها، فأعجبته، وهكذا كان اكتشاف البن، وفقا للأسطورة التي ذكرها موقع جمعية ثقافة وأبحاث القهوة التركية.
وتقول إحدى الروايات إن حاكم اليمن في الحقبة العثمانية أوزديمير باشا، جلب حبوب البن إلى إسطنبول، وبفضله تحولت القهوة إلى عادة لدى السلاطين العثمانيين، وجرى تخصيص "مقهى" داخل القصر لهم.
ومنذ ذلك الوقت حظيت القهوة بشعبية كبيرة، لدرجة أنه أصبح هناك موظفا بدرجة "رئيس المقهى" في القصر ويعد مسؤولا عن طهي قهوة السلطان، بحسب موقع ميلييت التركي.
وعلى إثر ذلك انتشرت المقاهي في جميع أرجاء إسطنبول ومن ثم الأناضول عامة، وتطورت طرق صنع القهوة ونكهاتها مع مرور السنين.
طريقة تحضير القهوة التركية
يمكن استخدام أي نوع من أنواع حبوب البن لصنع قهوة تركية، لكن ما يميزها هو طريقة تحضيرها.
تصنع عن طريق تحميص حبوب البن بشكل خفيف أو متوسط، إذ تعد مرحلة التحميص أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على نكهة القهوة.
بعد التحميص يعدّ الطحن ثاني أهم جانب لضمان نجاحها، فهي تحتاج إلى طحن دقيق يشبه المسحوق أو قوامه مثل مسحوق السكر.
يجري عادة غلي القهوة التركية بثلاث طرق إما على الرماد، أو الرمل، أو الفحم، ويمكن إضافة المستكة لجعل طعمها مختلف ومميز.
كما يمكن التفنن بإضافة نكهات تكميلية أيضا كالشوكولاتة والفانيلا والبندق والكراميل.
تمتلك القهوة التركية أنواعا عدة مثل قهوة مانانغيش (Menengiç) المميزة بطعمها الأقرب للفاكهة، وقهوة ديبك التي تكون عادة خفيفة من حيث النكهة واللون، وقهوة ميرا التي تتميز بمرارتها.
وتقدم عادة بفناجين خزفية ذات حجم صغير، وعادة ما يرافق شرب القهوة الحديث بالقضايا والمسائل المهمة.
القهوة التركية المالحة للعريس
هي واحدة من العادات المميزة في الثقافة التركية التي ما زالت مستمرّة إلى يومنا هذا. تُقدَّم للعريس، عندما يأتي لخطبة عروسه، قهوة بالملح بدل السكر، وعليه أن يشربها كاملة.
وتقول الروايات الشفوية المتناقلة بين الأتراك أن الفكرة من وراء ذلك هي اختبار مدى تحمل وصبر العريس.
فإذا شربها بكل راحة وسرور دلّ ذلك على صبره وحبه للعروس، أما إذا ظهرت عليه علامة النفور فيدل على قلة صبره وتحمله.
صادرات القهوة التركية
تضاعفت صادرات القهوة التركية أكثر من الضعف في 5 سنوات ووصلت إلى 65.5 مليون دولار، إذ حلت في أفواه 144 دولة من الولايات المتحدة إلى بيلاروسيا، ومن هولندا إلى روسيا.
زادت صادراتها أكثر من ضعفين في الفترة 2016-2020 وبلغت 65 مليونا و518 ألف دولار في 5 سنوات.
وبينما كانت صادرات البن عند مستوى 9.2 مليون دولار في عام 2016، فقد ارتفعت إلى 10.7 مليون دولار في عام 2017 و12.1 مليون دولار في عام 2018، و13.3 مليون دولار عام 2019، و20.2 مليون دولار عام 2020 بحسب ما ذكرت وكالة الأناضول.
البلدان ذات الطلب الأعلى على القهوة التركية
تغيرت البلدان التي تمتلك أعلى طلب على القهوة التركية على مر السنين.
كانت المملكة العربية السعودية وجمهورية شمال قبرص التركية وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والعراق من أكبر 5 دول مستوردة للقهوة التركية في الفترة ما بين 2016-2019.
أما في العام 2020 فقد حلت روسيا من بين أكثر 5 دول استهلاكا للقهوة التركية بدلا من الولايات المتحدة الأميركية.
وبحسب آخر إحصائيات جرت في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول 2021، فقد سجلت واردات تركيا من البن 165.3 مليون دولار، بحسب وكالة الأناضول.