تعد كابادوكيا واحدة من أشهر المراكز السياحية الفريدة من نوعها في تركيا، تجذب الآلاف كل عام للاستمتاع بطبيعتها الرائعة، والوديان الخيالية والكنائس والأديرة التاريخية وغيرها من المتاحف والمنحوتات والصخور والمعالم السياحية.
تقع كابادوكيا وسط الأناضول وتشتهر بالمناطيد التي تضفي على المدينة مناظر ساحرة ومتعة استثنائية تشهد إقبالا واسعا من جميع الزوار سواء من داخل تركيا أو خارجها.
تتميز المدينة باسمها الفريد الذي يحمل معنى "أرض الخيول الجميلة" بلغة الفرس. ويُعتقد أنها باللغة الفارسية كانت تسمى Katpatuka، نسبة لوجود خيول برية في غاية الروعة.
تاريخ مدينة كبادوكيا التركية
ضمت كابادوكيا في الواقع مزيجا من الحضارات إلا أن تاريخها مليء بالغموض، والمجهول منه أكثر بكثير من المعروف بحسب ما ذكر موقع kapadokyadayim.
تنتشر حول المدينة المئات من الشائعات والروايات المتناقلة شفويا بين سكانها، وتحت كل قصة أسطورة مختلفة تتحدث عن تكوين مداخن الجنيات إلى حياة الرهبان وغيرها الكثير.
تعود أول مستوطنة بشرية في تاريخ كابادوكيا إلى فترات العصر الحجري القديم، إلا أن البراكين التي نشطت بعد هذه الفترة لم تسمح بالاستيطان البشري لفترة طويلة، حتى العصر الحجري الحديث.
حسب التسلسل الزمني، فإن الآشوريين (1750 - 3000 قبل الميلاد) هم أقدم حضارة معروفة في تاريخ كابادوكيا.
كانت الفترات التي شوهدت فيها الكتابة لأول مرة في الأناضول هي الفترة الآشورية. وقد لوحظ أنه في النصوص المسمارية القديمة المعروفة باسم ألواح كابادوكيا، هناك مواد تنظم قوانين عدة مثل قانون التجارة والزواج.
بعد الآشوريين، دخل الحثيون الذين أتوا من أوروبا عبر القوقاز، وأسسوا حضارة استمرت لفترة طويلة بما يكفي لترك آثارها في كل مكان تقريبا في المنطقة.
نحت الحثيون آثارا لممرات مهمة، ومناطق صخرية على ضفاف النهر، ونقشوا الحدود التي وصلوا إليها وقصصهم على الطرق التي مروا بها.
وبعدها ظهر الفريجيين على الساحة في تاريخ كابادوكيا، وجرى تدمير المدن الحثية في وسط الأناضول واحدة تلو الأخرى.
وفي السنوات التي بدأت فيها الإمبراطورية الرومانية بالانقسام، استمر التأثير الروماني الشرقي لفترة طويلة في المدينة.
ونتيجة للحروب بين الساسانيين والبيزنطيين في النصف الأول من القرن السابع، أخذ الساسانيون المنطقة تحت حمايتهم لفترة قصيرة جدا.
تعرضت المدينة بعدها للعديد من الحقبات التي دمرت أجزاء كبيرة منها، وتزامنا مع غزو السلاجقة لمدينة قيصري عام 1082، بدأت فترة السلاجقة في كابادوكيا.
ولا يزال الفن السلجوقي ظاهرا بوضوح في الكثير من معالم المدينة وأماكنها التاريخية مثل قصر صاريهان، ومسجد علاء الدين وغيرهما.
وفي الفترة العثمانية شهدت كابادوكيا أكثر فتراتها ازدهارا، ووجرى الترحيب بالمسيحيين بتسامح، وتم بناء المساجد والنوافير والمجمعات في عدة مناطق.
بعد قيام الجمهورية التركية، وتحديدا بين عامي 1924 و1926، غادر معظم المسيحيين المنطقة، تاركين وراءهم هياكل تحمل آثار كل الحضارات، وهذا ما جعلها مميزة للغاية، إذ تغلغلت بداخلها العديد من الثقافات والمعتقدات.
السياحة والطقس في كابادوكيا
تشهد كابادوكيا ذروة موسمها السياحي في فصل الصيف، لاعتباره فصلا مناسبا للاستمتاع بنشاطات مميزة فيها مثل ركوب المنطاد وجولات ركوب الخيل والدراجات وغيرها.
لكنها تعد أيضا من أهم وجهات السياحة الشتوية في تركيا، إذ تستمر المناطيد بالتحليق خلال فصل الشتاء في الأيام التي لا يكون الهواء فيها شديدا.
وقبل بدء جولتك فيها، سيكون من المهم الحصول على معلومات حول أحوال الطقس في المنطقة، لتحديد ما يجب أن تحزمه في حقيبتك.
ويختلف الطقس في المدينة باختلاف الخصائص العامة لمنطقة وسط الأناضول.
وعادة ما يكون الصيف حارا جافا، والشتاء بارد وقاس فيها. وتظل درجة الحرارة أقل من صفر درجة مئوية في 70 يوما في السنة و+30 درجة مئوية لمدة 20 يوما.
وفي المنطقة التي لا تظهر فيها تغيرات مفاجئة في الطقس، يكون عدد الأيام الممطرة منخفضا أيضا، وعلى شكل ثلج في منتصف الشتاء.
أبرز الفعاليات والأنشطة في مدينة كابادوكيا التركية
- ركوب المنطاد: أكثر ما يجذب السياح للمدينة هو الرغبة بتجربة ركوب المنطاد أو ما يعرف باسم بالونات الهواء الساخن حيث يأخذك المنطاد في رحلة خيالية ومثيرة فوق معالم المدينة الصخرية.
ويختلف سعر ركوب المنطاد حسب الشركة، وعدد الأشخاص المتواجدين في المنطاد، ومدة الجولة، والخدمات المتوفرة داخل المنطاد مثل الطعام والشراب.
- جولات ركوب الخيل: نظرا لأن معنى اسم كابادوكيا هو "أرض الخيول الجميلة" لا تزال تتوفر فيها فرصة رائعة للاستمتاع بركوب الخيل صيفا وشتاء.
- زيارة مدينة الجن: تسمى ديرين كويو وتعرف باسم "مدينة الجن" وتعتبر واحدة من أغرب المدن في تركيا وأكثرها إثارة.
تتكون من عدة طوابق وتضم بداخلها كنائس وممرات مائية وقاعات للطعام، لها أوقات ورسوم دخول لزيارتها.
- نزهة في وادي الحب: أحد أروع الوديان في المنطقة، يحتضن تكوينات صخرية مذهلة تشعرك بجمال وسحر المدينة، ويعتبر مكانا ملائما للاستمتاع بنزهة هادئة والتقاط الصور التذكارية.
- جولة في متحف جوريم في الهواء الطلق: يمكن الاستمتاع بجولة رائعة أثناء زيارتك لمتحف جوريم، فهو يضم دير البنات والبنين، مصلى القديسة باربرا، كنيسة القديس باسيل، كنيسة التفاح، الكنيسة المظلمة، وغيرها من الكنائس والمعالم الأثرية المذهلة.