بخاخ للدفاع عن النفس.. ما قانونية استخدام رذاذ الفلفل في تركيا 2023؟

24/06/2023 الساعة 11:00 ص
تم التحديث: 24/06/2023 الساعة 11:00 ص
يتم استخدام بخاخ أو رذاذ الفلفل في تركيا أحياناً بغرض الدفاع عن النفس
يتم استخدام بخاخ أو رذاذ الفلفل في تركيا أحياناً بغرض الدفاع عن النفس

لطالما سمعنا عن بخاخ الفلفل كسلاح تستخدمه السلطات وبعض الأشخاص للدفاع عن أنفسهم، لكن هل استخدام رذاذ الفلفل في تركيا مسموح في القانون سواء من ناحية التجارة أو لأغراض الاستخدام المختلفة؟

بخاخ أو رذاذ الفلفل وما يعرف بالتركية Biber gazı يتم تصنيعه ضمن معامل خاصة ويمكن صناعته بشكل منزلي من خلال خلاصة مواد حارة مثل الفلفل الأحمر الحار الناعم المطحون مع بعض من الزيت والكحول ويباع في بعض مواقع الإنترنت مثل أمازون وغيرها.

عادة ما يتم استخدام رذاذ الفلفل في تركيا وغير من دول العالم من قبل عناصر الشرطة والأمن وحفظ النظام بهدف منع حالات الشغب وحتى ذلك يخضع وفق القوانين لضوابط تستهدف تطبيق مبدأ عدم التعسف في استخدام القوة المفرطة.

يتم استخدام بخاخ أو غاز الفلفل أحياناً بغرض الدفاع عن النفس لاسيما من النساء اللواتي يحملنه بهدف حماية أنفسهن من الاعتداءات والتحرش، وهو ما نشاهده عادة في الأفلام والمقاطع القصيرة عبر منصات التواصل.

العديد من النساء أيضاً تفضل استخدام رذاذ الفلفل لحماية أنفسهن
العديد من النساء أيضاً تفضل استخدام رذاذ الفلفل لحماية أنفسهن

ويسمح رذاذ الفلفل للأشخاص المعرضين للخطر بالهروب بسبب تعريض الآخر للعمى المؤقت وكبح جماحه عبر إزعاج عينيه لكنه قد يسبب آثارا التهابية للشخص المستخدم ضده إلى جانب ضيق تنفسي وحرقة بالرئتين.

ما حكم رذاذ الفلفل في تركيا 2023؟

رغم أن القانون التركي لم ينص صراحة على ما يمنع استخدام غاز الفلفل إلا أن تقييم الأمر قانونياً يجري وفق المادة السادسة من قانون العقوبات.

وأكدت تلك المادة أن غاز الفلفل يعد بمثابة سلاح مثل: الأسلحة النارية، المتفجرات، جميع أنواع أدوات القطع أو الثقب أو الثني للهجوم أو الدفاع.

كما تشمل الأسلحة بحسب المادة كل ما يسبب الحرق، التآكل، الخنق، التسمم، التعرض للمواد النووية والمشعة والكيميائية والبيولوجية التي تسبب الإصابة أو المرض.

رذاذ الفلفل مادة بيولوجية يحتاج استيرادها إلى تصريح وترخيص
رذاذ الفلفل مادة بيولوجية يحتاج استيرادها إلى تصريح وترخيص

وبمعنى آخر يمكن اعتبار رذاذ الفلفل في تركيا سلاحاً حسب نص المادة المذكورة، لكن هل يحتاج Biber gazı إلى رخصة من أجل حمله أو استخدامه؟ 

مخالفة القانون التركي من خلال رذاذ الفلفل

وفق بنود القانون التركي لا يوجد ما ينص على ضرورة توفر رخصة لحمل رذاذ الفلفل، وبناء على ذلك لا مشكلة قانونية في حمله، وتكون المساءلة بحسب الغرض المستخدم لأجله "كاستخدامه لغرض الإيذاء أو القتل أو الدفاع عن النفس أو ما شابه من أغراض".

ولذلك فإن مستخدم رذاذ الفلفل في تركيا لغرض الإيذاء أو القتل يعد مرتكباً للجرم المذكور بسلاح كأي سلاح آخر مثل المسدس أو السكين.

وإن كان بغرض الدفاع عن النفس يتم تقييم الفعل كمن استخدم سلاحاً مرخصاً لمنع خطر يهدد حياته وبالتالي يجري قياس مدى تناسب استخدام رذاذ الفلفل مع التهديد.

وسيلة مستخدمة من قبل أجهزة الدولة لضبط الأمن
وسيلة مستخدمة من قبل أجهزة الدولة لضبط الأمن

وإذا جرى إيذاء الآخرين برذاذ الفلفل عمداً، يأخذ حكم من جرح شخصا بسلاح ناري أو سكين ويعاقب بالسجن من عام إلى 5 أعوام وغرامة تصل إلى 10 آلاف ليرة تركية وفق ما نقله موقع سي إن إن ترك عن المحامي ريزان إبوزدمير.

ومن يبيع أو يشتري أو يحمل رذاذ الفلفل أو يخزنه لأغراض تجارية مع علمه أنه أحضر إلى تركيا بطريقة التهريب وبشكل غير قانوني يحكم عليه بالسجن من عام إلى 3 أعوام وغرامة تصل إلى 5 آلاف ليرة.

ووفق المحامي علي كمال يلدز، يعد رذاذ الفلفل في تركيا مادة بيولوجية يحتاج استيرادها إلى تصريح وترخيص من السلطات.

وبالنسبة لمن يحمله وهو مرخص أو قانوني، يتعلق الأمر بعد ذلك بأمور قانونية من قبيل الإجابة على تساؤل: "لماذا وكيف يتم استخدامه؟".

ومن الأعراض التي قد تصيب الآخر في حال استخدام رذاذ الفلفل: "سيلان العين والأنف" لكن قد يتخذ جرم الإيذاء بحق مستخدمه إذا علم الأخير أن لدى المهاجم إصابة بالربو وأن هذا السلاح سيؤدي لإصابته بمرض أو أذى أو تعريض حياته للخطر.

النساء واستخدام رذاذ الفلفل في تركيا

برز رذاذ الفلفل في تركيا ومختلف دول العالم كأداة للدفاع عن النفس وهو وسيلة مستخدمة من قبل أجهزة الدولة لفض التجمعات التي تتحول لأعمال شغب وضبط الأمن.

لكن العديد من النساء أيضاً تفضل استخدام رذاذ الفلفل لحماية أنفسهن من التحرش أو الاعتداء وهي ثقافة برزت لمواجهة العنف وانتشرت على شكل فيديوهات توعية في منصات التواصل.

وفي أوغندا منحت السلطات للفتيات الذين تتراوح أعمارهن ما بين 12 و18 رذاذ الفلفل بشكل مجاني لحمايتهن من الاعتداء بمختلف أشكاله.

هناك العديد من الوسائل الناجعة التي تتيح حماية النساء في تركيا عدا رذاذ الفلفل
هناك العديد من الوسائل الناجعة التي تتيح حماية النساء في تركيا عدا رذاذ الفلفل

ونقلت سي إن إن ترك عن العديد من النساء قولهن إنهن يفكرن في شراء رذاذ الفلفل في تركيا لحماية سلامتهن من التهديدات المحتملة.

لكن هناك العديد من الوسائل الناجعة التي تتيح حماية النساء بوسائل سريعة ورسمية معتمدة من السلطات مثل تطبيق قدس  KADES الذي أعلنت عنه وزارة الداخلية قبل أعوام.

ويمكن معرفة المزيد عن تطبيق قدس الذي يعد اختصاراً لمصطلح Kadın Destek أي دعم المرأة، عبر المادة التالية: KADES.. تطبيق لحماية المرأة في تركيا

والخلاصة أن حمل رذاذ الفلفل في تركيا بعد الحصول عليه بشكل مرخص لا يخالف القانون، وتتم المحاسبة على طريقة استخدامه أو في حال الحصول عليه بشكل غير قانوني وفي حال علم حامله أنه وصل إلى الأراضي التركية بطريقة غير قانونية.

مصادر استعنا بها

كلمات دلالية