صناعة السفن في تركيا.. الاقتصاد التركي من زاوية أخرى

27/04/2024 الساعة 02:00 م
تم التحديث: 27/04/2024 الساعة 02:00 م
مشروع ميلغم يُترجم القدرة الهائلة لصناعة السفن في تركيا، وتحديدًا الدفاعية منها
مشروع ميلغم يُترجم القدرة الهائلة لصناعة السفن في تركيا، وتحديدًا الدفاعية منها

يُعدّ النقل البحريّ التركيّ قطاعًا حيويًّا لاقتصاد البلاد، حيثُ يمثل 63.5 % من إجمالي التجارة الخارجية التي تمر عبر الموانئ البحرية العديدة، إذ إنّ صناعة السفن في تركيا أحد أبرز الأنشطة البحرية فيها.

تاريخ صناعة السفن في تركيا

يُقدّر عمر تاريخ صناعة السفن في تركيا ما يُقارب 600 عام في الأناضول، حيثُ تأسس أول حوض لبناء السفن في عام 1390 خلال عهد العثمانيين في جيليبولو.

أرسى السلطان محمد الفاتح قواعد تأسيس حوض القرن الذهبي لبناء السفن باسطنبول في عام 1455، وبحلول القرن السادس عشر، كانت أحواض بناء السفن التركية هي الأكبر في العالم. 

بعد تأسيس الجمهورية التركية، مُنحت أحواض بناء السفن في تركيا اهتمامًّا خاصًا، إذ يقع معظمها حول مضيق البوسفور والقرن الذهبي، والتي نُقلت بعد عام 1969 إلى خليج أيدينلي، توزال.

في ظل التطورات التقنية والمهارات التقليدية لصناعة السفن في تركيا، فقد حسّنت تركيا في السنوات الخمس الأخيرة صناعة بناء السفن بسرعة، وأصبحت خامس أكبر دولة لبناء السفن في العالم ضمن الموانئ البحرية العديدة فيها.

الخدمات المقدّمة في أحواض صناعة السفن في تركيا

تُقدّم أحواض صناعة السفن في تركيا المتواجدة في توزال ومرمرة ومناطق البحر الأسود والبحر األبيض المتوسط خدمات عديدة، وفيما يأتي توضيحها:

صناعة السفن الجديدة واليخوت

بُني خلال العمل بهذه الفترة 249 سفينةً بما مجموعه 550,000 طن من الحمل الساكن منذ عام 2014.

تباينت أنواع وقدرات حمولة السفن المُنتجة ما بين ناقلات البترول، وناقلات المواد الكيميائية، وقوارب الصيد، وسفن الحاويات، ناقلات البضائع السائبة.

إضافة إلى صناعة اليخوت، والقوارب الشراعية، وسفن الشحن العامة، والقوارب السريعة، إلى جانب السفن العسكرية والحربية خلال مشروع السفن الوطنية ميلغم.

صناعة اليخوت الضخمة

تميزت تركيا في مجال صناعة اليخوت الضخمة في السنوات الأخيرة، واحتلت بهذا المرتبة الثالثة في القائمة العالمية لصناع اليخوت الضخمة التي يتجاوز طولها 25 م.

خدمة إصلاح وصيانة للسفن

تُعدّ هذه الخدمة من أبرز الخدمات المُقدمة في تركيا، حيثُ بلغت عمليات صيانة الإصلاح في تركيا 5,500,000 طن من الحمل الساكن في عام 2008.

إعادة تدوير السفن

تُعتبر تركيا الدولة الوحيدة التي لديها شركات مدرجة في قائمة الاتحاد الأوروبي لإعادة تدوير السفن، حيثُ تشمل هذه الخدمة على هدم السفن القديمة والمفككة.

هناك 21 شركةً تركية تعمل بها، وتبلغ قدرة هذه الشركات على إعادة تدوير السفن مليون طن متري سنويًّا.

وفي الوقت الحاضر، ما يقارب 90 % من عمليات تكسير السفن العالمية تتم بواسطة تركيا وباكستان وبنغلاديش والصين، حيثُ أُعيد تدوير 113 سفينة تركية في عام 2022.

الإنجازات المُحققة في قطاع صناعة السفن في تركيا

وظفت أحواض بناء السفن في تركيا ما يقارب 79,900 شخصًا في عام 2021، وسلمت 23 سفينة في نفس العام، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأحواض كانت مسؤولة عن حوالي 30 مليون طن من إنتاج الإصلاح والصيانة في ذلك العام.

وفي الفترة بين عامي 2011 و2022، جلبت صادرات السفن السياحية والسفن المماثلة لنقل البضائع والركاب للاقتصاد التركي ما يقارب 7 مليارات دولار أمريكي.

وفي عام 2022، بلغت قيمة الصادرات السنوية لهذه السفن 568.5 مليون دولار أمريكي، وبالمقارنة، بنفس العام، صدرت تركيا قاطرات وسفن دفع بقيمة 306.8 مليون دولار أمريكي.

دور صناعة بناء السفن في الاقتصاد التركي

فرص عمل واقتصاد متقدّم 

تسهم صناعة بناء السفن الجديدة في دعم الاقتصاد التركيّ بمبلغ يُقدّر بـ 1.5 مليار دولار أمريكي، ومليار دولار أمريكي من أنشطة الإصلاح والصيانة. 

كما يساعد تطوير القطاع بشكل مستمر في تعزيز عملية الإنتاج المحلي للمواد والمعدات المستخدمة في بناء السفن.

وعلاوة على ذلك، تخلق هذه الصناعة فرص عمل كبيرة وتُقلل من البطالة، حيثُ يُمكن لـ 20,334 شخصًا العمل بشكل مباشر بها، ولـ 63,000 شخصًا العمل في الصناعات ذات الصلة.

صادرات عديدة

تمتلك صناعة بناء السفن التركية إمكانات تصديرية كبيرة، حيثُ حققت الصادرات 0.970 مليار دولار أمريكي في عام 2016.

وفي عام 2017 احتلت صادرات سفن وقوارب الرحلات السياحية وسفن الشحن لنقل الأشخاص أو السلع المرتبة الأولى بقيمة 680 مليون دولار. 

أمّا صادرات اليخوت وغيرها من السفن ذات الاستخدامات الأخرى، فقد احتلت المرتبة الثانية في إجمالي صادرات صناعة بناء السفن، كما حققت 270 مليون دولار أمريكيّ.

مصادر استعنا بها

كلمات دلالية