مع الحيرة التي أصابت بعض اللاجئين في الأراضي التركية قرر بعضهم الرجوع إلى بلاده، لكن هناك خطوات مهمة مطلوبة من السوريين لإتمام العودة الطوعية من تركيا نتناولها في هذا المقال.
واستقبلت تركيا منذ أعوام أكثر من 3 ملايين من اللاجئين السوريين وقدمت لهم بالاشتراك مع منظمات إغاثية أوروبية وأممية مساعدات إنسانية ومأوى ورعاية الصحية لكن الكثير من الأمور تغيرت خلال السنوات الأخيرة دفعت البعض للعودة إلى بلاده.
ومن تلك التغيرات الأزمات الاقتصادية الصعبة التي عمت العالم ولحقت بتركيا جراء الحروب والكوارث الصحية والطبيعية، والتحديثات في التعليمات واللوائح للتعامل مع المخالفين لقواعد الإقامة والعمل القانوني في الأراضي التركي.
كل ذلك حتم على البعض خيارات محدودة كان من بينها العودة الطوعية من تركيا إلى سوريا وحتى هذا الإجراء يحتاج لخطوات وملاحظات ينبغي الاهتمام بها قبل الإقدام على الرجوع بشكل فعلي.
العودة الطوعية من تركيا
تشجع العديد من الأطراف الدولية والمحلية التركية المهاجرين السوريين على العودة الطوعية من خلال المساعدات الإنسانية وجهود لإعادة الإعمار، وتلتقي تلك الرغبة مع سعي بعض اللاجئين للرجوع إلى بلادهم وإكمال ما تبقى من حياتهم فيها بعد سنوات من معاناتهم فيما يشبه "المنفى".
والعودة الطوعية للاجئين السوريين يفترض أنها خطوة تنبع من كامل إرادة السوري ويتم من خلالها الرجوع إلى البلد الأم بشكل طوعي ودون أي ضغط أو إجبار.
وهناك العديد من العوامل التي تدفع اللاجئين السوريين إلى التفكير في العودة إلى سوريا مثل الوحدة والضياع في البلدان التي لجؤوا إليها، والظروف الاقتصادية الصعبة في البلدان المضيفة.
كما تعاني العديد من البلدان المضيفة للاجئين السوريين من ظروف معيشية تزداد صعبة على أبناء البلد المضيف نفسه، مما يجعل من الصعب على اللاجئين السوريين العيش فيها.
ولا يخلو الأمر من بعض الضغوط الاجتماعية والثقافية، فمن لم يستطع الاندماج مع المجتمع المضيف من غير المستغرب أن يواجه مشاكل عديدة تدفعه لاتخاذ قرار العودة.
خطوات العودة الطوعية من تركيا
وينبغي على السوري الخاضع للحماية المؤقتة ويريد العودة الطوعية إلى سوريا القيام بعدة خطوات قبل مغادرته الأراضي التركية بحسب ما أورده موقع رئاسة الهجرة التركية والخطوات هي:
- يجب على اللاجئ السوري الذهاب إلى المديرية العامة في المدينة التي حصل منها على بطاقة الحماية المؤقتة وتقديم طلب لعودته إلى سوريا.
- ينبغي تسجيل الطلب للاجئ وإجراء التدقيق من قبل الجهات المختصة.
- يقوم اللاجئ بعد ذلك بتعبئة استمارة خاصة بطلب العودة الطوعية.
- يعطى اللاجئ السوري "إذن سفر" يسمح له بالتوجه إلى المعابر السورية التركية الحدودية في غضون 15 يوماً.
- على اللاجئ السوري أن ينهي جميع الأمور القانونية من تدقيق وغيرها للسماح له بمغادرة الأراضي التركية إلى سوريا.
- على اللاجئ السوري الراغب بإتمام إجراءات العودة الطوعية من تركيا أن ينهي قيده ومغادرة الأراضي التركية إلى سوريا.
واللاجئ السوري الذي يغادر تركيا ويوقع على وثيقة العودة الطوعية يبلغ بأنه سيتم رفض طلبه في حال قرر العودة إلى تركيا من جديد عدا عن حالة رفع دعوى تظلم إدارية تشير إلى ظرف قهري حال دون بقائه في الأراضي التركية.
ووفق موقع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا، يجب على أفراد الأسرة البالغين التواصل مع مديرية المحافظة لإدارة الهجرة PDMM للتوقيع على العودة الطوعية.
خدمات استشارية لأجل العودة الطوعية من تركيا
وحسب الأمم المتحدة فإنه عند توقيع اللاجئ السوري على وثيقة العودة الطوعية من تركيا إلى سوريا فإن ذلك ينهي حمايته المؤقتة.
وخصصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الرقم “4444868” للاتصال من أجل الحصول على الخدمات الاستشارية للاجئين حول مايخص العودة الطوعية إلى وطنهم أو عدمها بحسب موقعها الرسمي في تركيا.
وشهدت الولايات التركية في الآونة الأخيرة تشديدات أمنية مكثفة لملاحقة المهاجرين غير الشرعيين استهدفت فيها اللاجئين السوريين غير المسجلين بشكل نظامي كمقيمين في تركيا.
وأعطت السلطات التركية للمخالفين مهلة حتى 24 أيلول/سبتمبر الماضي وللمزيد حول تلك المهلة يمكنكم قراءة المقال التالي: "بعد انتهاء مهلة العودة للولايات.. ما مصير السوريين المخالفين في إسطنبول؟".
وهناك قسم كبير من اللاجئين الهاربين من الحروب متواجدين ضمن الأراضي التركية، تبدو فكرة العودة الطوعية هي الحل الوحيد لهم بسبب انعدام الطرق الأخرى الآمنة للمعيشة بشكل قانوني.
العودة إلى سوريا ليست آمنة بالكامل
ومن المهم الإشارة إلى أن العودة الطوعية من تركيا إلى سوريا ليست خياراً جيداً أو آمناً بالنسبة للملايين حيث يعاني الاقتصاد في مختلف أنحاء الأراضي السورية من الركود فضلاً عن الوضع الأمني الغير مستقر والبنية التحتية المدمرة بفعل الحرب.
ولطالما كان الوجود السوري في تركيا أحد أهم الملفات في حملات الانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية.
ورغم انتهاء تلك الفترة إلا أن الملف لم يختف تماما من التداول السياسي والإعلامي، وقد يرجع السبب إلى اقتراب الانتخابات المحلية التي قد تعيد هذا الملف للواجهة.
يذكر أن وجود السوريين في تركيا على مدار سنوات لا يندرج تحت بند اللجوء، بل في إطار الحماية المؤقتة الواردة في المادة رقم 91 من قانون الأجانب والحماية الدولية لعام 2014.