كتاب "تركيا القرن الجديد".. نظرة أكثر عمقاً على السياسة والأحزاب التركية

24/12/2023 الساعة 11:00 ص
تم التحديث: 01/10/2024 الساعة 09:50 ص
أصدر مجموعة من الباحثين كتاب "تركيا القرن الجديد"
أصدر مجموعة من الباحثين كتاب "تركيا القرن الجديد"

تعد الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية تاريخاً رمزياً مهماً سلط الضوء على العديد من التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم وتركيا على وجه الخصوص، وهو ما دفع معهد الدراسات المستقبلية "FSI"، لإصدار كتاب "تركيا القرن الجديد" عن النظام السياسي التركي والأحزاب التي تتصدر المشهد الحالي بالإضافة إلى جماعات الضغط في البلاد.

الكتاب الذي صدر باللغة العربية حمل عنوان: "تركيا القرن الجديد.. النظام السياسي والأحزاب وجماعات الضغط" في خطوة مهمة لشرح المشهد السياسي التركي المعقد بما يمكن القارئ من فهم تركيا بصورة أفضل.

وقدم الكتاب البروفيسور  أمر الله أشلر، نائب رئيس مجلس الوزراء التركي السابق.

ولا يخفى على أحد نجاح تركيا في تأثيرها كلاعب إقليمي وحتى دولي بالكثير من الملفات المهمة، حيث تعد المنطقة العربية من أبرز ما تنخرط فيه السياسة التركية بفاعلية كبيرة مثل سوريا والعراق وفلسطين وغيرها.

كل ذلك يزيد الحاجة إلى فهم الخريطة السياسة التركية في سياقها الصحيح بعيداً عن أي نزعات استشراقية أو تغريبية أو حوامل أيديولوجية حسبما يؤكده نائب رئيس الوزراء التركي السابق البروفيسور أمر الله إشلر في مقدمة الكتاب الجديد الذي أصدره معهد الدراسات المستقبلية.

ومعهد الدراسات المستقبلية هو مركز أبحاث يُعنى بالأوراق العلمية التي تسعى إلى استشراف مسارات الظواهر والأحداث والتطورات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والنقدية والسياسية والعسكرية في المستقبل المنظور، وتأثير ذلك على استقرار الدول والمجتمعات والأسواق، وعلى جودة الحوكمة، ونمو القطاعات الحيويّة، وانعكاساتها على المخاطر الاستثمارية. تأسس في بيروت في العام 2014، وتصدر عنه مجلة دراسات مستقبلية.

يتضمن كتاب
يتضمن كتاب "تركيا القرن الجديد" خمسة فصول تبدأ بمناقشة النظام السياسي التركي

كتاب "تركيا القرن الجديد" 

يتضمن كتاب "تركيا القرن الجديد" خمسة فصول تبدأ بمناقشة النظام السياسي والصراع على إعادة تشكيله عبر نظام رئاسي يواجه أطروحة النظام البرلماني والنظام الانتخابي بما يشمل المنافسة وقواعدها.

يلقي الجزء الأول من الكتاب اهتمامه على تناول عوامل اعتماد النظام الرئاسي في تركيا وتفاصيله من ناحية أدوار السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية ومراكز القوى وتناول فحوى وتفاصيل النظام البرلماني المعزز الذي تنادي به المعارضة في تركيا.

ويشرح الكتاب للقارئ العربي العوامل والدوافع السياسية لتطبيق النظام الرئاسي في تركيا والأحداث التاريخية التي شهدتها البلاد ودفعتها للانتقال نحو هذا النظام مع الأخذ بالحسبان صلاحيات البرلمان التي لا زالت مؤثرة وحاسمة في الكثير من القضايا المهمة للدولة بالرغم من هذا التحول.

كما تطرق الكتّاب إلى المقترحات التي تطرحها بعض الأحزاب السياسية التركية بالانتقال للنظام البرلماني المعزز وتطوير المعارضة لتحالفها السياسي وتأسيسها ما يعرف باسم الطاولة السداسية التي ضمت 6 أحزاب.

تسعى تلك الأحزاب لتطبيق أطروحة النظام البرلماني المعزز بشكل رسمي كنظام بديل عن النظام الرئاسي ويشرح الكتاب الجديد "تركيا القرن الجديد.. النظام السياسي والأحزاب وجماعات الضغط" كل ما يتعلق بذلك من تفاصيل ومعلومات تلبي كافة تساؤلات القارئ.

كتاب تركيا القرن الجديد من تقديم البروفيسور نائب رئيس الوزراء التركي السابق أمر الله إشلر
كتاب تركيا القرن الجديد من تقديم البروفيسور نائب رئيس الوزراء التركي السابق أمر الله إشلر

الأحزاب التركية الحاكمة 

وفي الفصلين الثاني والثالث من الكتاب، قدم الأكاديميون والباحثون معلومات عن الأحزاب في السلطة التركية وفي المعارضة ودور حزب العدالة والتنمية في إعادة تشكيل البلاد بالشراكة مع حزب الحركة القومية والحزب المحافظ الصاعد "الرفاه الجديد".

يتناول الكتاب ظروف نشأة الحزب الحاكم في تركيا وتجربته في الحكم وتطبيق برنامج الإصلاح السياسي وإعادة تشكيله السياسة الخارجية بما يساهم في تحقيق التطلعات التركية الرامية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بما لا يخل في الإصلاحات والمكاسب الديمقراطية.

يتعمق الباحثون في الحديث عن الحزب الحاكم الذي نجح في تفكيك السيطرة العسكرية والبيروقراطية وقدم خطاباً جديداً للوصول إلى كافة الشرائح المجتمعية رغم كل التحديات التي واجهها في سنوات حكمه الأولى وحتى اليوم.

وتطرق الكتاب الجديد "تركيا القرن الجديد.. النظام السياسي والأحزاب وجماعات الضغط" إلى شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومساهمة شعبيته في استقرار حزب العدالة والتنمية و استمراريته في الحكم لما بعد الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية.

يشرح الكتاب الجديد للقارئ العربي العوامل والدوافع السياسية لتطبيق النظام الرئاسي في تركيا
يشرح الكتاب الجديد للقارئ العربي العوامل والدوافع السياسية لتطبيق النظام الرئاسي في تركيا

الأحزاب المعارضة وجماعات الضغط

ولفهم متوازن لمختلف أطراف السياسة في تركيا، تطرق مؤلفو الكتاب إلى كافة أطراف السياسة التركية سواء تلك الشريكة للأحزاب الحاكمة أو التي تقود وتشكل الأحزاب المعارضة وجماعات الضغط.

وقدم الخبراء والأكاديميون فكرة واضحة عن نقاط الخلاف بين الأحزاب ذات التوجهات المختلفة التي تعكس ديمقراطية كبيرة في البلاد وتنوع قد لا تجده في الكثير من دول العالم.

تناول الكتاب مواقف الأحزاب التركية من قضايا اللاجئين وشرح رؤية كل حزب من هذه المسألة وقضية السوريين وإنهاء الحرب في بلادهم وضمان العودة الآمنة لهم ومسائل الأمن القومي والسلام المجتمعي في تركيا والمسألة الكردية التي تعد قضية حساسة متعددة الأبعاد.

كما تطرق الباحثون للعلاقات التركية للأحزاب الحاكمة والمعارضة مع العالم العربي والدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والعلاقات مع روسيا والصين وغيرها من دول العالم.

يذكر أن رؤية قرن تركيا في مئويتها الجديدة تشمل تطوير كافة المجالات والقطاعات الصناعية والتجارية والسياسية، وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي: "رؤية قرن تركيا.. 100 عام جديدة من التقدم".

كلمات دلالية