قبل الخوض في معرفة رؤساء تركيا خلال الـ 100 عام الماضية علينا أن نعرف طبيعة نظام حكمها.
ففي 2017، شهدت تركيا استفتاءً شعبيا، أفضى إلى إقرار تعديلات دستورية تتضمن الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي، وزيادة عدد نواب البرلمان، وخفض سن الترشح للانتخابات البرلمانية.
وبناءً على تلك التعديلات، شهدت تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية، عام 2018 فاز بالرئاسة فيها مرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، رجب طيب أردوغان، كما حقق الحزب، بالشراكة مع "الحركة القومية"، أغلبية في البرلمان.
حكم تركيا 12 رئيسا خلال 100 عام.. تعرف إليهم
مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك
في عام 1881 ولد أتاتورك في مدينة سلانيك الواقعة اليوم شرقي اليونان وكان ذلك في ظل قيام الدولة العثمانية، تولى مهام أول رئيس في تركيا عام 1923 في 29 أكتوبر/تشرين الأول، وهو يوم إعلان تأسيس الجمهورية التركية، وانتهت ولايته بوفاته في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 1938 في مدينة إسطنبول.
يُعرف مصطفى كمال باسم "أتاتورك"، أي "أبو الترك"، وهو لقب منحه إياه البرلمان التركي سنة 1934.
لا شك بأنه هو أبرز زعماء حزب الشعب الجمهوري، إذ يصفه الكثيرون بأنه الشخص الوحيد الذي خالف الدستور في قضية الفترة الرئاسية، نتيجة عدم تنحيه عن الرئاسة بعد انتهاء دورتيه الرئاستين عام 1937.
عصمت إينونو
كان أيضا قياديا في حزب الشعب الجمهوري، تولى رئاسة تركيا في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1938 وتنحى عنها بتاريخ 22 مايو/أيار 1950.
ولد عام 1884 وتوفي عام 1973، ووضع صورته الشخصية على النقود بدلا من مصطفى كمال أتاتورك.
ولكن لم يستمر ذلك إذ جرى إرجاع صورة أتاتورك، إلى النقود بعد تنحي إينونو عن الرئاسة. وخلال فترة حكمه أطلق على نفسه لقب "الزعيم القومي".
جلال بايار
يعد أول رئيس تركي ينتخبه البرلمان المنتخب بشكل ديمقراطي من قبل الشعب، فقبل عام 1950 لم يكن هناك سوى حزب الشعب الجمهوري على الساحة السياسية وكان الأتراك ينتخبون مرشحي حزب الشعب الجمهوري فقط.
بايار الذي ولد عام 1883 وتوفي عام 1986، يطلق عليه من قبل الكثير من المؤرخين بأنه أول رئيس ديمقراطي في تركيا.
تولى الحكم بتاريخ 22 مايو/أيار 1950، وتنحى عنه في 27 مايو/أيار 1960 إثر الانقلاب العسكري الدموي الذي حدث في ذلك التاريخ.
جمال غورسال
لا ينتمي إلى أي جهة سياسية، ولد عام 1895 انتهت ولايته بوفاته في 2 فبراير/شباط 1966.
تولى الرئاسة التركية بتاريخ 27 مايو/أيار 1960، بمساعدة ضباط عسكريين أقل رتبة منه.
واستمر رئيسا كجنرال عسكري إلى تاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 1961 إذ بعد هذا التاريخ تم انتخابه من قبل البرلمان بشكل رسمي.
جودت سوناي
لا ينتمي لأي حزب، وُلد عام 1899 وتوفي عام 1982، تولى الحكم في 28 مارس/آذار 1966 حتى ذات اليوم والشهر من عام 1974.
فخري كوروتورك
هو أيضا مستقل سياسا، ولد عام 1903 وتوفي عام 1987، تولى حكم البلاد في 6 أبريل/نيسان 1974، حتى ذات اليوم والشهر من عام 1980.
كنعان إيفرين
يُعتبر الرئيس الوحيد الذي لم يجر انتخابه من قبل البرلمان بل قام بتنصيب نفسه، وُلد عام 1917 وتوفي عام 2015.
تولى الرئاسة بتاريخ 12 سبتمبر/أيلول 1980 بعد الانقلاب العسكري الذي نفذه في ذلك التاريخ.
شهدت فترته تناحرا حادا بين العسكر بقيادته والمدنيين مُمثلين بالأحزاب السياسية البرلمانية في ذلك الوقت.
إذ كان يسعى الطرفان إلى فرض سيطرته على المؤسسات الحكومية التابعة للدولة، وتنحى عن الرئاسة بتاريخ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1989.
تورغوت أوزال
الرئيس الثامن للجمهورية التركية، تقلد منصب الرئاسة عام 1989، وظل في منصبه حتى مات فجأة إثر أزمة قلبية في 17 أبريل/نيسان 1993.
وتميز أوزال بنزعته الإصلاحية، وكان محبوباً من قبل الشعب التركي، إلا أن وفاته المفاجئة ظلت سراً غامضاً.
سليمان دميرال
وُلد عام 1924 وتوفي عام 2015، وتنحدر أصوله السياسية إلى حزب الطريق القويم.
تولى الرئاسة بتاريخ 16 مايو/أيار 1993، حتى 16 مايو/أيار 2000.
قضى أطول فترة في العمل السياسي في تاريخ السياسة التركية، إذ بدأ عمله في السياسة عام 1965 كرئيس وزراء وانتهى من العمل السياسي عام 2000 بعد انتهاء فترته الرئاسية.
أحمد نجدت سيزار
وُلد عام 1941، تولى الرئاسة بتاريخ 16 مايو/أيار 2000 وتنحى عنها بتاريخ 28 أغسطس/آب 2007، وهو مستقل سياسيا.
عبدالله غُل
خبير اقتصادي وسياسي تركي، كان أول رئيس من التيار الإسلامي، وآخر رئيس ينتخب بالاقتراع غير المباشر.
بدأ مساره السياسي في حزب الرفاه ثم الفضيلة، ثم كان من مؤسسي حزب العدالة والتنمية، وقد كان الرجل الثاني في الحزب.
ولد عام 1950، وتولى الرئاسة في 28 أغسطس/آب 2007، حتى أغسطس/آب 2014.
رجب طيب أردوغان
وُلد عام 1954، تولى الرئاسة في 28 أغسطس/آب 2014 كأول رئيس تركي منتخب من قبل الشعب بشكل مباشر.
خلال فترة حكمه تم التصويت على تعديل الدستور التركي، وذلك في 16 أبريل/نيسان 2017.
شملت التعديلات الأخذ بالرئاسة التنفيذية التي تحل محل نظام الحكم البرلماني القائم، وإلغاء منصب رئيس الوزراء، ورفع عدد المقاعد في البرلمان من 550 إلى 600 وإجراء تغييرات في المجلس الأعلى للقضاة والمدعين العامين.
فاز أردوغان في 24 يونيو/حزيران 2018، بالانتخابات الرئاسية التركية، عقب تعديل الدستور وتغيير نظام الحكم إلى رئاسي، وهو ما زال رئيسا حتى تاريخ هذا المقال.