روائع الشعر التركي.. لمحة عن أشهر الشعراء الأتراك

24/06/2024 الساعة 10:00 ص
تم التحديث: 24/06/2024 الساعة 10:00 ص
كوكبة مميزة من أهم الشعراء الأتراك الذين تركوا بصمة مميزة في الأدب التركي والعالمي
كوكبة مميزة من أهم الشعراء الأتراك الذين تركوا بصمة مميزة في الأدب التركي والعالمي

يمثّل الشعراء الأتراك جزءاً مهماً من تراث الأدب التركي والأدب العالمي أيضاً، حيث ازدهر الشّعر التّركي عبر العقود بما حمله من مضامين فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية قوية.

يتميّز الشعراء الأتراك بتعبيرهم الفني العميق، وقدرتهم المميزة على تصوير جوانب الحياة المختلفة والعواطف الإنسانية المتناقضة بأسلوبهم الخاص، مما جعلهم مصدر إلهام للكثير من المبدعين حول العالم.

3 من أهم الشعراء الأتراك

يونس إمرة رائد الشعراء الأتراك

والآن، سنسلّط الضوء على مجموعة من أشهر الشعراء الأتراك الذين تركوا بصمة مميزة في الشعر التركي والأدب التركي والعالمي.

1. ناظم حكمت Nâzım Hikmet

الشاعر التركي ناظم حكمت من أشهر الشعراء الأتراك

يعد ناظم حكمت من الشعراء الأتراك الذين حملوا قضايا المجتمع التركي على عاتقهم وترجموها بأشعارهم بأسلوب رشيق وتصوير مبدع. ولد ناظم حكمت في 14 يناير/كانون الثاني 1902، وتوفي بنوبة قلبية في موسكو عام 1963.

هو شاعر وكاتب تركي، تُرجمت أشعاره إلى أكثر من خمسين لغة، وحصلت أعماله على العديد من الجوائز. وهو أول كتب الشعر الحر في تركيا وأحد أهم أسماء الشعر التركي المعاصر. 

جرى اعتقاله عدة مرات بسبب آرائه الشيوعية وعضويته في الحزب الشيوعي التركي المحظور (TKP) وقضى معظم حياته في السجن أو المنفى؛ تمت محاكمته في 11 قضية منفصلة في تركيا، وقضى أكثر من 12 عامًا في سجون إسطنبول وأنقرة وتشانكيري وبورصة.

قصيدة "لِمَن يقبع في السجن" للشاعر ناظم حكمت: 

كلمات قصيدة "لِمَن يقبع في السّجن":

"إذا كنت تؤمن بالوطن

بالعالم وبالانسان

فسيقودون خطاك الى المشنقة

أو سيلقون بك في الزنازين

ستبقى هناك عشر سنين

أو ربع قرن

ولكن مهما يكن الأمر

عليك ألّا تفكر حتى ولو للحظة

أنّهم لو علّقوك كالعلم على العامود

لكان ذلك أفضل ...

عليك أن تتمسّك بالحياة

رغم مسحتها التعسة

فواجبك أن تقاوم

وأن تعيش ليوم آخر نكاية بالأعداء

بعض نفسك سيبقى في الزنزانة وحيداً

كحجر في قاع البئر

لكن البعض الآخر سيمتزج بمشاغل الحياة

ستسترق السمع، وعلى بعد مئات الأميال،

لحفيف أوراق الشجر .

لتعلم أن انتظار الرسائل في الزنزانة

أو غناء أغنية حزينة

أو النظر في السقف حتى الصباح

نظرات جامدة، كل هذا حلوّ

يحوي طعم السّكر، لكنه خطر

انظر الى وجهك الحليق من حين لآخر

وانسى السنوات.. لكن حافظ على

الأمسيات الربيعية وامضغ طعام السجن

حتى الفتات ....واضحك عالياً

المهم ألّا تنسى صخب الضحك

واذا نسيتك محبوبتك 

فمن يدري؟ ! لا تقل سيان عندي

صدّقني.. يظن السّجين أن الريح تقوى

على الغصن الأخضر ...

متعب التفكير في الزنزانة بالورد الجوري

ومريح التفكير بالجبال والبحور

حاول أن تقرأ أو تكتب أكثر 

وأن تشغل وقتك بالحياكة

أو في صناعة الزجاج

عندها يمكنك الصبر سنوات

ساعة تلو أخرى

المهم ألّا يبهت إشعاع

الماس المختفي في ناحية

صدرك اليسرى!! "

2. نامق كمال Namık Kemal

الشاعر التركي نامق كمال من أشهر الشعراء الأتراك

نامق كمال، هو أديب وشاعر تركي، ومترجم، وصحفي، ولد عام 1840، وتوفي في 1888. هو أول من أحضر نماذج من الأعمال الأدبية العالمية وترجمها إلى اللغة التركية من الأدب والشعر والمسرح والنقد الأدبي أيضاً.

تبنّى نامق كمال مفهوم "الفن من أجل المجتمع" واستخدم الفن كأداة لتغريب المجتمع. كان يهدف إلى كتابة أعماله بلغة بسيطة يمكن للجمهور أن يفهمها. ووصف المسرح بأنه "أنفع وسائل الترفيه"، واعتبره مدرسة، وأنتج أعمالاً ناجحة من حيث اللغة والتقنية المسرحية.

من أهم الأعمال الأدبية للشاعر والأديب التركي نامق كمال رواية  "الانتباه" ورواية "جيزمي"، ومسرحية "وطن ياهوت سيليستر".

قصيدة "Vaveyla"/ "فافيلا"  للشاعر والأديب التركي نامق كمال:

كلمات قصيدة "فافيلا":

"ينعكس اللون الأنثوي على بشرتك

يبدو وكأنه وردة أزهرت حديثاً

أنظر إليها بصدق! 

الشامة على رقبتك الجميلة

يا لك من ِنعمة، وأخيرًا رجع طيفك

يدخل أحلامي عندما أغمض عيني

إنه حلمي الخاص

هذا السحر لمس خيالي

آه، هل عاش أحد بهذه الطريقة من قبل؟

إنها ليست وردة فحسب، كملمس الحرير خلفها

أأنتِ أم أنت أيها البلد الفقير؟

لم أرى هذا الجمال في هذا العصر

هل هذا الكفن يناسب رقبته؟

بينما كل جزء من جسده جرح

لقد حملت طفلك بين ذراعيك

إذا رحلت فلا تظن أننا سنبقى

هل سيتوقف الناجون عن الدخول؟

الدم الأحمر موجود في الجلد أكثر منه في العمر

دع المتحدث يقول لك، لا تنخدع!

إذا رحلت، فسوف ندمر جميعًا

نشتاق إلى حضنك ونستحق"

3. محمد عاكف أرصوي Mehmet Âkif Ersoy

ولد محمد عاكف أرصوي في 20 ديسمبر/كانون الأول 1873، في مدينة إسطنبول، وتوفي في 27 ديسمبر 1936 في إسطنبول.

كان شاعرًا تركيًا وطبيبًا بيطريًا ومعلمًا وسياسيًا من أصل ألباني. وهو من أهم الشعراء الأتراك، ويلقَّب بـ "الشاعر الوطني" أو "شاعر الاستقلال".

f8e63a2d-40e3-468f-bb3e-5cb058f36439
 

محمد عاكف إرصوي هو مؤلف "مسيرة الاستقلال"، النشيد الوطني لجمهورية تركيا. ومن أهم أعماله "الصفحات" التي تجمع مجموعة من قصائد ملحمة جناق، وصدر له سبعة كتب شعرية بين عامي 1911 و1933، بالإضافة إلى تأليفه النشيد الوطني التركي. 

النشيد الوطني التركي الذي ألّفه الشاعر محمد عاكف أرصوي:

كلمات النشيد الوطني التركي:

" لا تحزنْ، لن تخمدَ الرايةُ الحمراءُ في شفقِ السماءْ

قبلَ أن تخمدَ في آخرِ دارٍ على أرضِ وطني شعلةُ الضياءْ

إنها كوكبٌ سيظلُّ ساطعاً فهي لأمتيَ الغراءْ

إنها لي ولشعبي دونَ انقضاءْ

هلالَنا المدلل، أرجوكَ لا تقطبْ حاجبَ الجمالْ

ابتسمْ لعرقي البطلِ ! ما هذهِ الهيبةُ وذاكَ الجلالْ؟

وإلا لن تصبحَ دماؤُنا الزكيةُ لكَ حلالْ

من حقِّ أمتي التي تعبدُ الحقَّ الاستقلالْ

كنتُ حراً منذُ الأزلِ وأحيا حراً

أيُّ أرعنٍ يقيدُني بالسلاسلِ ، ما أعجبه أمراً !

إنني كالسيلِ الهائجِ أكسرُ السدودَ وأندفع فوراً

أحطمُ الجبالَ ، أملأُ الأرجاءَ ، أنتفض فيضاً

لو أحاطَ الجدارُ المدرعُ آفاقَ الغربِ

فإن حدودَ بلادي في صدري كالإيمانِ الصلبِ

لا تخفْ فأنت الأعزُّ وليست لخنقِ الإيمانِ بالغالبِ

تلك الحضارةُ التي ما هي إلا وحشٌ وحيدُ النابِ

يا صاحبي، إياكَ أن تجعلَ الوطنَ عرضةً للأدنياءْ

كن سداً منيعاً أمامَ الغزوِ السافرِ كالأقوياءْ

فستشرقُ تلكَ الأيامُ التي وعدَها اللهُ للعظماءْ

ومن يدرِ لعلَّ غداً أو قبلَه ينتشرُ الضياءْ

لا تحسبنَّ ما تحتَ رجليكَ تراباً وأيقنْ

واحتسبْ لآلافِ الراقدينَ من دونِ كفنْ

أنتَ ابنُ الشهيدِ لا تؤذِ الأجدادَ واركنْ

لا تفرطْ بجنتكَ ولو أعطوكَ الكونَ بلا ثمنْ

من منا لهذا الوطنِ الجنةِ لا يقدمُ نفسا ؟

تفيضُ الأرضُ بالشهداءِ لو لمستَها لمسا !

بروحي وحبي وملكي للهِ طبتُ نفسا،

إلا الوطنَ لا أستطيعُ دونَه العيشَ أنسا

تتضرعُ نفسي لكَ يا إلهي بالدعاءْ

لصون المعابدِ من الأيدي الملطخةِ للأعداءْ

ليبقى الأذانُ بالشهادةِ صادحاً في العلاءْ

فهو عمادُ ديني يتخلدُ في وطني بالجلاءْ

ويسجدُ لكَ شاهدُ قبري وإن يكُ حينئذٍ بالوجدْ

بدموعٍ داميةٍ يا إلهي من كلِّ جرحٍ للفؤادْ

فيقفزُ نعشي من الأرضِ كالروحِ المجردْ

وتسمو هامتي لذرا العرشِ بامتدادْ

رَفرفْ كالشفقِ الأحمرِ يا أمجدَ هلالْ

لتكنْ دماؤُنا كلُّها لكَ حلالْ

لن يصيبَك ولا عرقيَ الاضمحلالْ

والحريةُ من حقِّ رايتي الحرة لا جدالْ

ومن حقِّ أمتي التي تعبدُ الحقَّ الاستقلالْ".

ولمعرفة المزيد عن الشاعر محمد عاكف آرصوي، يمكنك قراءة مقال: "رحلة في الأدب التركي، من هو محمد عاكف آرصوي".

كلمات دلالية