قد يكون الاندماج في مجتمع جديد من الأمور الصعبة، لا سيّما إذا كان المجتمع الذي انتقلنا إليه يحمل نسيجاً ثقافياً واجتماعياً مختلفاً عن مجتمعنا. وفي هذا المقال، سنستكشف معاً مجموعة من النصائح والاستراتيجيات تساعد في التأقلم مع المجتمع التركي للعرب.
كيف يمكننا التأقلم مع المجتمع التركي؟
يعاني كثير من العرب من صعوبة في التأقلم مع المجتمع التركي خصوصاً في الفترة الأولى من انتقالهم للعيش في تركيا. إذ يتملّك الإنسان شعور عميق بالغربة، وإحساس بالحنين إلى الوطن والأهل والأصدقاء.
بالإضافة إلى ذلك قد يشعر الشخص بصعوبة في التأقلم مع عادات المجتمع التركي، ومعاييره الثقافية وتقاليده الاجتماعية، في حين تشكّل اللغة التركية التي لا يفهمها العربي العائق الأكبر للتواصل مع الآخرين، وتحد من إمكانية التأقلم مع المجتمع التركي بشكل سريع.
وفيما يلي مجموعة من النصائح التي من شأنها مساعدتك على التأقلم مع المجتمع التركي بشكل فاعل:
1. سارع في تعلّم اللغة التركية
من أكثر الطرق فعالية للتأقلم مع المجتمع التركي والاندماج فيه أن تتعلّم اللغة الرّسمية للدولة، وهي اللغة التركية. وبالرّغم من أنّ العديد من الأتراك قد تجدهم يتحدّثون اللغة الإنجليزية، إلّا أنّ التحدث باللغة التركية سيفتح الأبواب أمامك للتواصل بشكل أفضل، ويوفّر لك فهماً أعمق.
ولتعلّم اللغة التركية، يمكنك أن تسجل في دروس اللغة التركية في المعاهد المتخصصة لتعليم اللغة لغير الناطقين بها، أو من خلال التسجيل مع معلّم متخصص، أو من خلال تطبيقات تعلم اللغة التركية الموجودة على الهواتف الذّكية و اليوتيوب.
أيضاً، يمكنك التّدرب على اللغة التركية من خلال ممارستها مع السكان المحليين، والمشاركة في المحادثات اليومية البسيطة لتحسين مهاراتك اللغوية، وذلك بالطبع في حال كنت تعرف اللغة التركية قليلاً.
لمعرفة الجامعات التي تدرّس باللغة العربية اطّلع على مقال: " 7 جامعات تدرس باللغة العربية في تركيا".
2. تعرّف على العادات الثقافية للمجتمع التركي وأعرافهم وتقاليدهم
إذا أردت التأقلم مع المجتمع التركي لا بدّ أن تتعرف على التقاليد والعادات التركية؛ لتجنب التسبب عن غير قصد في الإساءة أو سوء الفهم.
ومن أهم العادات التي عليك احترامها في المجتمع التركي أن تحترم كبار السن وعادات الضيافة وعادات الزواج، وتذكّر أنّ أهمية الأسرة متأصلة بعمق في الثقافة التركية.
ننصحك أن تأخذ الوقت الكافي للتعرف على الممارسات الدينية والآداب الاجتماعية والاحتفالات التقليدية لتتمكن من الاندماج في المجتمع التركي بسهولة، وتتفاعل معه بسلاسة وطلاقة.
3. تعرًف على المطبخ التركي وعادات الطهي
يلعب الطعام دورًا مركزيًا في الثقافة التركية، ويعد اكتشاف المأكولات المتنوعة واللذيذة طريقة ممتعة للاندماج والتأقلم مع المجتمع التركي.
تذوق الأطباق التقليدية مثل الكباب والمقبلات التركية الشهيرة وحلوى البقلاوة، ولا تنس الاستمتاع بفنجان من الشاي أو القهوة التركية مع السكان المحليين.
وإذا أردت التّعرف بشكل أفضل على المطبخ التركي والأكلات التركية الشهيرة في كل منطقة من المناطق التركية يمكنك مشاهدة الفيديوهات التي توفّر لك هذه المعلومات على الإنترنت.
جرّب مشاهدة برامج الطبخ الصباحية، أو المشاركة في دروس الطبخ أو جولات الطعام التي توفّر لك فرصة الاطلاع على تقاليد الطهي في تركيا.
ولمعرفة المزيد عن المصطلحات التي تحتاج إلى استخدامها في المطاعم، ننصحك بقراءة مقال: "تجربة الطعام في تركيا.. مصطلحات الطلب من المطاعم باللغة التركية".
4. شارك في الأنشطة المحلية والفعاليات المجتمعية المتنوعة
توفّر لك المشاركة في الأنشطة المجتمعية والمهرجانات والفعاليات فرصة التواصل مع السكان المحليين والانغماس في الثقافة التركية. سواء كان ذلك بحضور العروض الثقافية، أو الانضمام إلى النوادي الرياضية، أو التطوع في المبادرات المحلية.
تعزّز المشاركة في الحياة المجتمعية من الشعور بالانتماء وتخلق لك فرصًا للتفاعل بشكل أكبر مع الجيران والمقيمين على حد سواء.
5. احترم التنوع الديني والثقافي للمجتمع التركي
تركيا بلد متنوع يتمتع بنسيج غني من التقاليد الدينية والثقافية. يعد احترامك للمعتقدات الدينية والثقافية المختلفة عنك أمر ضروري يساعدك في التأقلم مع المجتمع التركي.
سواء كنت مسلمًا أو مسيحيًا أو يهوديًا، لا بد أن تحترم هذا التنوع الموجود في المجتمع التركي، وتتعامل معه بانفتاح وتقبّل ومحبة.
6. كن منفتحًا ومرنًا
من سبل النجاح في الغربة أن تمتلك القدرة على التعامل مع التغيرات التي تحدث معك بإيجابية، وأن تتحلى بالصبر اللازم، وتحاول التكيف مع التحديات والصعوبات التي تواجهك بحكمة.
حاول أن تتحلّى بالمرونة كي تتمكّن من تجاوز هذه التحديات بصحة نفسية جيدة، ودون أن تزيد من الضغط النفسي والتوتر على كاهلك.
انظر إلى التحديات بأنها فرص جديدة للتعلّم والتّطور، ولا تخف من العيش في ثقافة جديدة مختلفة عنك، ولا تخف من الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك.
تحلّى بالصبر والصمود والمرونة، وتذكّر أنّ ما تشعر به أمر طبيعي وأنّك قادر على تجاوز كل ذلك خلال فترة قصيرة، وفي نهاية المطاف ستجد أنك اندمجت بشكل جميل في هذا المجتمع النابض بالجمال والحياة، وستشعر بالانتماء والأمان فيه.