رغم عدم صدور أي تصريح رسمي جديد بخصوص تحركات ملفات الجنسية التركية وتحديداً الاستثنائية، إلا أن أنباء عديدة بوسائل التواصل تحدثت عن تغييرات جديدة وتحركات قادمة في المراحل العالقة منذ سنوات بعد انتهاء الانتخابات المحلية وانتقال قسم واسع من الملفات لمراحل جديدة متنوعة.
ويدور حديث بين بعض الباحثين والصحفيين المهتمين بشؤون العرب والسوريين في تركيا عن توجه تركي لحسم قضية ملفات الجنسية الاستثنائية العالقة بشكل كامل والبت فيها بالقبول والرفض وعدم بقائها في هذا الوضع الذي استمر لسنوات بالنسبة لآلاف المرشحين لنيلها.
وحتى أواخر أبريل/نيسان 2024 لم يصدر أي تصريح رسمي من قبل أي جهة تركية بخصوص تحركات ملفات الجنسية التركية سواء حول الانتقالات الجديدة أو الحديث عن الملفات بشكل عام.
واقتصر الأمر على تحليلات واستنتاجات من باحثين وصحفيين تؤكد توجهات سابقة بتنظيم العملية بشكل أكبر وإعادة تقييم كافة الملفات بما فيها تلك التي حصل أصحابها على الجنسية.
تحركات ملفات الجنسية التركية الاستثنائية
وبدأ الحديث عن تغييرات جديدة بعد حصول عمليات انتقال فعلية للعديد من الملفات إلى مرحلة تدمج ما بين الأرشيف والدوام وقد كانت موجودة في السابق وليست مرحلة جديدة كما ظن الكثيرون، فالعديد من الملفات في الماضي كانت تمر بها.
ونص المرحلة المقصودة جاء بالشكل التالي: "Vatandaşlık başvurunuza ilişkin arşiv araştırması yapılmak üzere ilgili kurum(lar)a gönderilmiş olup araştırma ve değerlendirme süreci devam etmektedir".
ويعني النص المذكور: "تم إرسال طلب الجنسية الخاص بك إلى عملية البحث والأرشفة ضمن المؤسسة أو المؤسسات ذات الصلة وتستمر عملية البحث والتقييم".
ويمكن الإطلاع على المرحلة التي وصلت إليها بعدة طرق تستطيع التعرف عليها من خلال المقال التالي: "موقع جديد لتتبّع مراحل الجنسية التركية.. ما مصير الملفات العالقة؟".
إزالة عبارة "الاستثنائية" من ملفات الجنسية
ويلاحظ من النص إزالة عبارة الاستثنائية التي كانت موجودة في تحركات ملفات الجنسية التركية سابقاً مع الإبقاء على معلومات وتفاصيل كانت موجودة سابقاً وكان الكثيرون يدخلون تلك المرحلة إما بشكل مؤقت أو طويل.
وجرت في السابق خطوة إعادة الملفات المزالة واستدعاء أصحابها وإجراء مقابلات مع قسم منهم لاستكمال الأوراق الناقصة أو تصحيح معلومات والتأكد من أخرى ما يعني أن خطوة التقييم مجدداً تجري بشكل مؤكد.
لكن عملية البت في الملفات العالقة وحسم هذه القضية بالرفض أو القبول لم يصدر فيها حتى اليوم أي تصريح رسمي ما يعني أن كل ما صدر بهذا الخصوص ليس سوى في إطار التحليلات والتنبؤات وربما تكون صحيحة وصادرة عن مصادر مطلعة على عملية دراسة وتقييم ملفات الجنسية التركية الاستثنائية.
باحث تركي يوضح
الباحث التركي جلال دمير رئيس جمعية بيت الإعلاميين العرب التي تأسست سنة 2017 لتنظيم حضور الصحفيين في تركيا أوضح في سلسلة منشورات له على حسابه ضمن فيسبوك العديد من النقاط بخصوص تحركات ملفات الجنسية التركية الاستثنائية.
ودمير صاحب علاقات واسعة مع جهات تركية وأخرى معنية بشؤون اللاجئين بحكم منصبه في بيت الإعلاميين وعمله السابق كمدير لمخيم نزيب الذي يعد أكبر المخيمات التركية التي استضافت السوريين جنوبي البلاد.
ومن أبرز ما ذكره الباحث التركي بخصوص تحركات ملفات الجنسية التركية:
- تحدث عن تحديث وتعديل سيستم (نظام) الجنسية التابع تقنياً لدائرة النفوس.
- أكد تعديل المعايير الخاصة بالحصول على الجنسية من حيث الملفات الموجودة حالياً ضمن السيستم.
- تحدث عن توقف حالي في الحصول على الجنسية الاستثنائية مع استمرار إمكانية التقديم على أنواع الجنسية الأخرى في حال استيفاء شروطها.
- لفت إلى أنه يمكن الاتصال بالرقم 199 والاستفسار عن كل تلك المعلومات.
- أوضح أن الجنسية القانونية عن طريق "الزواج، الاستثمار أو الأصول" تكون عبر مراجعة دائرة النفوس مباشرة ولا صلة لدائرة الهجرة بذلك.
- أكد عزم السلطات إنهاء البت بجميع ملفات الجنسية التركية الاستثنائية بالرفض أو القبول وتنظيم ملفات التجنيس بشكل تام.
ما سبب تأخر ملفات الجنسية الاستثنائية لسنوات؟
عن التأخير الذي حصل في تحركات ملفات الجنسية التركية الاستثنائية ذكر جلال دمير أن البت في ذلك ليس مجرد قرار روتيني وأنه يحدد مستقبل آلاف المتقدمين وهو مسؤولية كبيرة على عاتق المسؤولين.
وأردف أن قرار التجنيس الذي يمتد ويطول لسنوات هو قرار يتعلق بتحديد مستقبل المراجع الذي يربط كل مخططاته الحياتية من استقرار اجتماعي ومهني على أساس نتيجة هذا القرار.
وفي منشور آخر تحدث دمير عن عدم وجود مراحل للجنسية قانونياً وأن تلك المراحل هي إجراءات يتم تحديثها أو تغييرها من قبل الموظف وفق العمل الذي جرى ضمن الملف.
وأوضح الباحث التركي أنه يتم التعامل مع كل ملف من ملفات الجنسية حسب وضع صاحبه وحالته ضمن خطوات: "المراجعة أو القبول ومن ثم الدراسة وأخيراً النتيجة".