لو كنت في ضيافة عائلة تركية، فإن أول ما سيقدم لك هو كأس من الشاي التركي تمتزج معه كلمات مديح وفخر بلذته وجودته التركية الأصيلة، وبعض الأمثال وكلمات الغزل.
ولو مشيت في الحارات والشوارع الشعبية في تركيا، سترى العديد من الطاولات الصغيرة الممتلئة بكؤوس الشاي وحولها الأصدقاء والأصحاب يتبادلون الأحاديث ويتسامرون ليلا ونهارا.
يعتبر الشاي التركي مشروبا تقليديا ووطنيا في تركيا وجزءا لا يتجزأ من الثقافة التركية، ورمزا للصداقة وحسن الضيافة.
لمحة تاريخية عن الشاي التركي
يعود تاريخ إنتاج وزراعة الشاي في تركيا إلى عام 1917، بحسب معلومات وزارة الغابات والزراعة التركية. وسنّ البرلمان التركي قانونا عام 1924 لزراعة عدة منتجات بينها الشاي.
أنتجت أول ورقة شاي خضراء وجافة عام 1938، وبعدها بعامين جرى وضع إنتاج الشاي تحت حماية الدولة، وهو ما ساهم في توسع المساحات المزروعة منه.
يُعد الشاي التركي ثالث أكبر سوق عالمي بعد الصين والهند، بينما تحتل البلاد المرتبة السابعة في العالم من حيث مساحة الحقول المزروعة.
زراعة الشاي في تركيا
موطن الشاي التركي هو منطقة شرق البحر الأسود. يزرع على مساحة 849 ألف دونم، في طرابزون وأرتفين وأوردو وغيرسون، وعلى وجه الخصوص في ولاية ريزة التي تتزين بحقول الشاي الخضراء الواسعة الجاذبة للعديد من السياح.
أهم ما يميز الشاي المزروع في منطقة شرق البحر الأسود هو عدم وجود مبيدات حشرية ومواد كيميائية تستخدم ضد الحشرات والفطريات وما إلى ذلك.
ويرجع السبب إلى زراعته على السفوح المرتفعة إلى علو ألف متر فوق سطح البحر وتساقط الثلوج مما يتسبب بقتل البكتريا دون الحاجة لمواد كيميائية.
بعض أنماط شرب الشاي في تركيا
تعتمد طريقة تحضير الشاي التركي على استخدام إبريق شاي من طابقين، أحدهما للماء المغلي والآخر للشاي، ويضاف الماء إلى منقوع الشاي لتخفيفه حسب رغبة الشخص.
وتختلف أنماط شرب الشاي من منطقة إلى أخرى. على سبيل المثال، في أرزروم والولايات الشرقية، يأتي بلون فاتح وبدون ملعقة ويشرب بطريقة خاصة تسمى Kıtlama وهو اسم يطلق على الحلوى الكبيرة والصلبة المنتجة في قارص وأرزروم والتي تقدم مع الشاي بدلا من السكر.
في الجنوب الشرقي، يشرب الأتراك ما يعرف باسم kaçak çayı أو الشاي المهرب، ويكون عادة بلون غامق وأكثر مرارة في الذوق. وتستخدم الكؤوس أكبر قليلا من المناطق الأخرى.
ومهما كانت الطريقة التي يشرب الشاي التركي بها، فإن الشغف المشترك للأتراك هو الكوب الزجاجي الذي يتيح رؤية لونه والشعور بدفئه.
ويحتل الأتراك المرتبة الرابعة في قائمة أكثر دول العالم شربا للشاي بمتوسط استهلاك سنوي يبلغ 2.3 كغ للفرد.
أنواع الشاي التركي
الشاي الأسود
أكثر أنواع الشاي نموا واستهلاكا في تركيا، إذ يستهلك الأتراك أكثر من 250 طنا منه سنويا.
يحتوي على أعلى مستوى من الكافيين ويمكن أن يسبب مشاكل صحية مختلفة إذا جرى شربه بإفراط.
أما إذا شرب بدون سكر وباعتدال فهو مفيد لصحة الإنسان بشكل عام ويساعد في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية.
الشاي الأخضر
يُستهلك في الغالب في بلدان الشرق الأقصى مثل اليابان والصين في الماضي، ويعتبر اليوم من أكثر أنواع الشاي استهلاكا، ويتمتع بالعديد من الفوائد الصحية. وهو مدرج في قوائم النظام الغذائي في تركيا.
الشاي الأبيض
على الرغم من أنه غير معروف بشكل كبير في تركيا، فإنه نوع من الشاي يجري تناوله بشكل متكرر خاصة في الدول الأوروبية. يُعرف أيضا باسم "الشاي الأكثر طبيعية" لأنه الشاي الذي لم يخضع لعمليات صناعية.
يشرب بشكل خاص في فصل الشتاء، ويحتوي على أعلى معدل مضاد للأكسدة، ويقوي جهاز المناعة، ويساعد بالتغلب على بعض الأمراض مثل الأنفلونزا والبرد.
أشهر شركات إنتاج الشاي التركي
- شاي كور Çaykur: تعد شركة شاي كور Çaykur العامة التابعة للدولة أكبر منتج للشاي في تركيا، وتشتري ما يقرب من 60 % من الشاي المزروع. تنتج الشركة الشاي الأخضر والأبيض والأسود والعضوي.
- شاي دوغوش Doğuş çay: تأسست كشركة عائلية عام 1985. تنتج العديد من أنواع الشاي وبنكهات عديدة ولذيذة في 5 مصانع لمعالجته في ريزة ومصنع آخر للتعبئة في أوردو، وتبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية 50 ألف طن.
- شاي ليبتون lipton: شركة عالمية لإنتاج الشاي، مملوكة لشركة يونيليفر. أسسها توماس ليبتون عام 1890 في أسكتلندا، وتنتشر فروعها في أكثر من 110 دولة حول العالم، بينها تركيا. تنتج الكثير من أنواع الشاي وتتميز بنكهاتها اللذيذة ورائحتها المنعشة.
صادرات الشاي التركي
بلغت عائدات تركيا من صادرات الشاي 11 مليونا و365 ألفا و591 دولارا، خلال الأشهر الـ 4 الأولى من العام 2023.
وقال أحمد حمدي غوردوغان، نائب رئيس المجلس الإداري لاتحاد مصدري شرقي البحر الأسود في تركيا، إن صادرات الشاي وصلت أسواق 98 دولة ومنطقة حرة بالعالم، منذ مطلع 2023.
وأضاف أن الفترة بين يناير/ كانون الثاني - أبريل/ نيسان 2023، شهدت تصدير ألفين و323 طن شاي.
غوردوغان أشار إلى نمو عائدات صادرات الشاي التركية 39 بالمئة خلال الفترة المذكورة، مقارنة بنظيرتها من العام الفائت.
وعلى صعيد الدول الأكثر استيراداً للشاي التركي، تصدرت بلجيكا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة القائمة على الترتيب.
وتوقع غوردوغان زيادة حجم وعائدات صادرات الشاي بحلول نهاية العام الجاري، في ظل الاستراتيجيات التي ينتهجها المجلس لتحقيق هذا الهدف.
بعض مما قيل في عشق الشاي التركي
Çay varsa umut var demektir
إذا وجد الشاي يعني أنه يوجد أمل
Çay; dünyanın gürültüsünü unutmak için içilir
الشاي يشرب لتنسى ضجيج الدنيا
Çaylar şirketten değil yürekten afiyetle için dostlar
لا تشربوا الشاي من الشركة، اشربوه بالعافية من القلب يا أصدقاء
Bu havada çay içilir mi deme, çay her havada içilir lakin herkesle içilmez
لا تسأل إذا كان بإمكانك شرب الشاي في هذا الطقس، فالشاي يشرب في كل طقس ولكن ليس مع الجميع
Basit yaşayacaksın basit, sanki bir gün yaşamın sona erecekmiş gibi basit; çay, simit ve peynirle
ستعيش بسيطا كما لو أن حياتك ستنتهي يوما ما ببساطة مع الشاي والخبز والجبن