تدور في أذهان المستثمرين أو الراغبين بالاستثمار ضمن مختلف الولايات التركية أسئلة عديدة عن المزايا والحوافز التي تتيحها الحكومة ضمن سياستها في التشجيع على إدخال المزيد من الاستثمارات للبلاد، ومن ذلك شهادات الاستثمار في تركيا وفي هذا المقال نتحدث عنها وعن طرق الحصول عليها.
وتعد تركيا بيئة تنافسية للاستثمارات في مجالات متنوعة ورغم التحديات التي واجهتها مثل الزلازل والأزمات الاقتصادية العالمية إلا أنها حافظت على اهتمام المستثمرين بالمشاريع فيها ضمن مجالات وقطاعات متنوعة مثل الصناعة والزراعة والسياحة والخدمات المالية.
وتتيح تركيا برامج استثمارية مميزة في بنوكها ومؤسساتها المالية وهي من الدول الرائدة بمجالات الاستثمار المختلفة، التي تشكل عوامل جذب لرجال الأعمال والمهتمين بإقامة المشاريع فيها سواء من الأتراك أو الأجانب العرب والسوريين.
وتسمى شهادات الاستثمار باللغة التركية Kira Sertifikası أو (Sukuk) ويمكن أن تكون ذات دخل ثابت أو متغير.
ما هي شهادات الاستثمار في تركيا؟
ومع تطور البنوك في تركيا والعالم برز النظام المصرفي كأحد مجالات الاستثمار الجديدة التي تعتمد على حركة المال و تدفقات النقد للحسابات البنكية المختلفة واعتمدت العديد من الدول على هذا المجال لفوائده المتعددة المتبادلة بين المستثمرين والدولة.
ولهذا كانت الحكومة التركية من أوائل من عمل على إدخال هذا النوع من الاستثمارات حيز التنفيذ والتطوير مع حوافز ومزايا منها ما يتعلق بالإيداعات المالية في البنوك أو ما يطلق عليه "شهادات الاستثمار في تركيا" والذي نتحدث عنه في مقالنا هذا.
وأتاحت تركيا برامج استثمارية عديدة لجذب المستثمرين المحليين والدوليين ومنها شهادات الاستثمار وهي وثائق تصدر عن المصارف والمؤسسات المالية التي يتم إيداع مبالغ محددة فيها ويتم منحها وفق برنامج يتضمن شروط ومعايير معينة.
مزايا وتحديات شهادات الاستثمار التركية 2024
وشهادات الاستثمار في تركيا التي تثبت حقوق الملكية القانونية ويترتب عليها التزامات بين البنك والمستثمر تعد من الوثائق المعتمدة لدى الدوائر الرسمية التركية.
1. مزايا شهادات الاستثمار
ومن أبرز مزايا تلك الشهادات إمكانية حصول أصحابها على تمويل من المؤسسات المالية المانحة والعائدات الدورية بنسب ثابتة.
بالإضافة إلى ذلك تمنحك هذه الشهادة اطمئناناً نسبياً لاستثمار آمن ومضمون دون مخاطر رغم أن الأمر لا يخلو من التحديات والسلبيات المتعلقة بذلك.
2. شهادات الاستثمار بين السلبيات والتحديات
ومن أبرز المصاعب التي تتعلق بشهادات الاستثمار في تركيا الأرباح الأعلى التي قد تحققها مجالات الاستثمار ضمن قطاعات أخرى.
وبمعنى أوضح ربما لا تُساهم شهادات الاستثمار في نمو رأس المال بالمعدل نفسه الذي قد تُقدمه خيارات استثمارية أخرى مثل الأسهم أو العقارات.
وفي بعض الأحيان أيضاً قد يكون هذا العائد أقل من معدل التضخم، مما يعني أن قيمة أموالك في تركيا أو البنوك التركية التي تستثمر فيها قد تنخفض بمرور الوقت.
كما أنه من غير الممكن بيع شهادات الاستثمار أو التنازل عنها ولا يستطيع صاحبها استرداد القيمة المالية لها قبل مضي فترة زمنية معينة تصل إلى 5 سنوات أو أكثر.
ولتجنّب تلك المشاكل والتحديات ينصح المهتمون بشهادات الاستثمار تنويع مجالات استثماراتهم لتقليل آثار المخاطر المحتملة.
صلاحية وأنواع شهادات الاستثمار في تركيا
وتختلف صلاحية شهادات الاستثمار في تركيا حسب نوع الشهادة ومدة الاستثمار المُختارة لكن بشكل عام لا تقل صلاحية تلك الشهادات عن 3 سنوات بمعنى أن المستثمر عليه الاحتفاظ بها لفترة لا تقل عن مدة الصلاحية ليتمكن بعد ذلك من استرداد قيمتها.
ويجب أن تكون شهادة الاستثمار صادرة عن أحد البنوك التركية المعتمدة لمنح هذه الشهادات وعليك المستثمرين أن يأخذوا مختلف الشروط والبنود المرتبطة بذلك بعين الاعتبار.
أما بالنسبة لأنواع شهادات الاستثمار فتكون وفق الآتي:
- شهادات الاستثمار حسب صرف الأرباح وهي تلك التي يتم منحها وفق نسب الأرباح التي تعتمد على مقدار المبلغ الذي تم إيداعه والمدة الزمنية التي يتم فيها توزيع الربح.
- شهادات الاستثمار وفق نظام المصرف فهناك بنوك تمنح شهادات استثمار وفقاً لعقود ذات أصول ثابتة وأرباح متوافقة مع الشريعة الإسلامية وأخرى تعمل وفق نظام الفائدة والربا المحرم في الشريعة حسبما نقله موقع بنك البركة.
- شهادات استثمارية تخول الأجانب الحصول على الجنسية التركية لكن إذا تحققت الشروط والمعايير المطلوبة لذلك من ناحية المدة وقيمة المبلغ المودع في البنوك.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمار في تركيا خيار يفضله المستثمرون الأجانب بشكل خاص بفضل توفر القوى العاملة المؤهلة، فضلا عن وقوع البلاد على مفترق طرق بين آسيا وأوروبا وللمزيد عن ذلك يمكن قراءة المقال التالي: "8 مزايا تدفع الأجانب نحو الاستثمار في تركيا".