في عصر الشاشات الرقمية والهواتف الذكية قد يعتقد البعض أن الاهتمام بالقراءة بات معدوماً إلا أن ذلك غير دقيق تماماً فهناك الكثير من المناهج والكتب دخلت إلى مختلف أنحاء العالم بفضل التطور التقني ومنها روايات تركية مترجمة باتت رائجة في الدول العربية.
وتبرز أهمية الكتب في الماضي والحاضر كوسائل للتفكير والمعرفة ورغم بساطتها الظاهرية، إلا أنها أداة مهمة لفتح آفاق جديدة للعقل، وبمثابة غذاء للروح، ولها دور كبير في تشكيل شخصيتنا.
ورغم تنافس التقنيات الحديثة على جذب انتباهنا، إلا أن الكتب بمختلف أنواعها من روايات وغيرها ومنها تلك التركية الرائجة في الدول العربية تعد بمثابة حجر الأساس في بناء المعرفة وتطوير الذات. وجلب الإلهام الذي يطور المجتمعات ويساهم في بناء جيل قوي مبني على المعرفة والحكمة.
وساهم دخول الطلاب العرب في الجامعات التركية وافتتاح تخصصات دراسية تركية بمختلف جامعات العالم في تزايد الاهتمام بالكتب التركية خاصة تلك المترجمة التي تعكس التراث والأدب التركي وتثري القارئ أو الطالب المهتم بتعزيز ثقافته وتقوية صلته بالتجارب العلمية والأدبية المختلفة.
روايات رائجة في الدول العربية
تتنوع الكتب والروايات التركية الرائجة في الدول العربية ما بين روايات أدبية وكتب تعليمية ومناهج دراسية لكن تأتي في الصدارة الروايات التي تحكي القصص المشوقة والممتعة وتجذب إليها الكثير من محبي الإطلاع والقراءة.
وباتت المعارض العربية تضم تشكيلة واسعة من الكتب والروايات التركية حتى أصبح لها جناح خاص في مختلف المكتبات.
ومن أبرز تلك الكتب:
1. رواية يوسف أتلغان: "الوطن الأم"
تعد هذه الرواية من أشهر الروايات في المكتبات العربية والتي ندعوك لقراءتها سواء من خلال اقتناء الكتب الخاصة بها أو عبر الإنترنت وتحكي قصة شاب ثلاثيني يملك فندقاً ويعيش منعزلاً عن العالم الخارجي.
لكن يقع بالحب بسبب موقف واحد جرى معه لتدور أحداث مثيرة ومشوقة وقد تم إنتاج فيلم بنفس الاسم والقصة Anayurt Oteli سنة 1987 وهو ما نال اهتماماً واسعاً ومتابعات قياسية عربياً ودولياً وكل ذلك جعل الرواية من أفضل الروايات التركية.
2. رواية رشاد نوري غونتكن: "الأوراق المتساقطة"
تعد هذه الرواية من روائع الأدب التركي وقد أنتج منها مسلسل يحمل نفس الاسم تم تناول قصته في موقع أوراق تركيا Yaprak Dökümü وهي قصص متنوعة لكل فرد من العائلة تحكي طموح وأحلام يخوضها الناس للخروج من مأزق الفقر والحاجة.
والرواية تعد من روائع الأدب التركي الرائجة ويعود نجاحها للأسلوب السلس والجذاب الذي يناقش فيه التحولات التي طرأت على المجتمع في تركيا والتأثر بالتطور الغربي.
يتناول العمل قصة كفاح علي رضا بيك الذي يواجه العديد من المصاعب بسبب صرف نقوده على ترميم منزله وتواجه أسرته تهديدات من أوس الذي يتوعد بناته بالسقوط مثل أوراق الشجر ومن هنا جاء اسم العمل.
3. رواية أورهان باموك: "ذات الشعر الأحمر"
من الروايات التركية الرائعة التي تصدرت المكتبات في مختلف دول العالم وقد وصفتها الصحف الإنكليزية بالبسيطة بقدر ماهي عميقة إذ ستشدك حتى سطورها وصفحاتها الأخيرة.
ويستعرض الكاتب فيه فترة الثمانينيات ويتناول حكاية أب وابنه البالغ من العمر 16 سنة والعلاقة التي تتوتر بينهما إذ يقرر الابن فجأة ترك أبيه والبحث عن بديل مع حفّار آبار.
في ذلك المكان يلتقي الرجل مع امرأة غامضة بشعر أحمر ويبدأ في مغازلتها رغم أنها تكبره بأعوام كثيرة.
ويظهر الجانب السياسي في هذه الرواية بشكل واضح مع بعض المواقف الرومانسية المتداخلة مع التوتر والقلق.
4. رواية يشار كمال: "محمد يا صقري"
تعد من أفضل الروايات التركية المترجمة التي تجمع قصتها بين التشويق والإثارة والرومانسية وتحكي قصة من داخل الأناضول لفتى يدعى ميميد ينشأ داخل قرية صغيرة ويواجه التعذيب والقسوة من عبدي آغا الذي يعمل لديه.
لكن الشاب يقع في غرام شابة تدعى هاتشي ويقرر الزواج منها والهرب معها إلى مكان بعيداً عن القرية، وحين يدرك عبدي آغا هذه الخطة لا يتركه ويسعى وراءه.
وقصة الرواية الرائجة في الدول العربية باختصار تتحدث عن مغامرة تجمع بين الانتقام والرغبة في الحفاظ على الحب مع محاولة إيجاد الطريق للنجاح وهي من تأليف يسار كامل.
وصدر الكتاب سنة 1955 وحققت شهرة كبيرة في الدول العربية وفازت بجائزة فارليك التي تعتبر أعلى جائزة أدبية في تركيا.
كما نالت الرواية شهرة عالمية عام 1961 عندما تم ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية وتحولت إلى فيلم عام 1984، وترجمت إلى اللغة العربية.