هل كنت تتخيل يوماً أن قطعة ورق أو حدث مفاجئ قد يغير مجرى حياتك؟ إنه أمر قد يحصل في حال الوصية أو استحقاق الميراث وهو ما نتناوله ضمن مقالنا مع الحديث عن أبرز القوانين المرتبطة بذلك في تركيا.
والوصايا والإرث موضوعان حساسان كونهما قد يتسببان في الكثير من الخلافات والمشاكل فإذا كنت ترغب في حماية أموالك وممتلكاتك لا بد لك أن تعلم ما يقوله القانون التركي حيال كل ذلك.
والهدف من معرفة أساسية قانون الميراث والوصية تجنب الوقوع في متاهات الإجراءات القانونية المعقدة وضمان انتقال ممتلكاتك إلى ورثتك الشرعيين بطريقة سلسة وآمنة.
وفي القانون التركي قواعد وقوانين مختلفة لتنظيم مثل هذه المسائل حفاظاً على حقوق الورثة وتجنب الظلم واللجوء لخصومات ودعاوى قد تكلفك الوقت والمال وتزرع الخلافات بين أفراد الأسرة الواحدة.
الميراث والوصية في تركيا
ويدور التساؤل المتكرر عن ما نصت عليه قوانين الوصاية والميراث في تركيا والتفاصيل المرتبطة بها من شروط وطريقة التنفيذ وتوزيع الإرث وما شابهها من بنود فرعية.
وقانون الميراث التركي يساوي بين الجنسين ويمنحهم حصصاً متساوية وبالتالي يختلف عن قوانين الدول العربية التي تتخذ من أحكام الشريعة الإسلامية مصدراً لقوانينها.
ومن أبرز تفاصيل قوانين الميراث في تركيا:
1. قانون الإرث التركي
في حال عدم وجود وصية من المتوفى فإن الورثة الرئيسيون وفق قانون الميراث التركي هم:
- الأبناء: يتقاسمون نصف الميراث
- الزوج/الزوجة: يتقاسم أحدهما أو كلاهما نصف الميراث ويتقاسم أبناء المتوفى النصف الثاني بالتساوي وفي حال لم يكن هناك أبناء يمنح النصف الثاني للأم و الأب.
- بحال عدم وجود أبناء للمتوفى، سيتم تقسيم أملاكه بين الأم والأب. وسيأخذ الزوج أو الزوجة حصتهم كلاهما بالتساوي أو أحدهما إن كان أحد منهما على قيد الحياة.
- الأشقاء: بحسب تسلسل الورثة يأتي الأشقاء بعد الأم والأب أو الأبناء.
- الجد والجدة كلاهما أو أحدهما في حال عدم زواج المتوفى ووفاة والديه وليس له أخوة تذهب التركة لجديه وجدتيه من أمه وأبيه.
- يأتي الأحفاد في المرتبة الأخيرة في حال وفاة أبناء المتوفى ووجود أحفاد له.
- في نهاية المطاف بحال لم يكن للمتوفى أقرباء وكان المتوفى لا يملك أي أقرباء حددهم قانون التوريث التركي، تذهب ممتلكاته للحكومة التركية.
وتسري الأحكام التركية على الأجانب في قضايا التوريث ولا تطبق أحكام بلادهم ولا فرق أن يكون الأجنبي الذي توفي داخل أو خارج البلاد مادامت ممتلكاته داخل الأراضي التركية.
2. قانون الوصية في تركيا
تعرف الوصية بأنها بيان يوقعه الشخص قبل وفاته يوضح فيه أملاكه وكيفية توزيعها سواء بين ورثته أو لأشخاص آخرين من غير الورثة ويجب أن تكون موثقة لدى كاتب العدل لتأخذ حكم التنفيذ.
لكن يمكن أن تكون الوصية من خلال شهود في حال كان الموصي يعاني مرضاً شديداً قبل وفاته بحيث يوقع الشهود على شهادتهم ويتم توثيق الوصية الشفهية ضمن كاتب العدل أيضاً.
وعند اللجوء للمحكمة التركية لتوزيع الإرث تقوم قبل كل شيء بالتأكد من عدم وجود وصية تتعارض مع نقل ملكية المتوفي لبعض أمواله أو جميعها لأشخاص محددين وإن كانوا خارج حدود الميراث.
وبالتالي إذا أوصي العربي أو السوري أن يتم توزيع إرثه وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية يتم تطبيق ذلك باعتباره تنفيذاً للوصية.
وهناك 3 أنواع للوصية:
- الوصية الشفهية: وقد تحدثنا عنها قبل قليل وتكون في حال مرض الموصي مرضاً شديداً يحول دون قيام بكتابة الوصية بخط يدوي أو كتابتها عن طريق موظفي النوتر.
- الوصية النظامية: ويتم كتابتها وتوثيقها من خلال أحد الموظفين لدى النوتر. وهي أفضل أنواع الوصايا وأكثرها تداولاً وقبولاً بأروقة المحاكم التركية.
- الوصية اليدوية: و تتم كتابتها بخط يد الموصي تتضمن توقيعه مع تاريخ كتابتها. ولابد أن تكون موثقة لدى دائرة النوتر كي يتم اعتمادها.
وفي الوصية الشفهية يقوم الشهود بتصديق هذه الوصية من خلال كاتب العدل وفي كل الأحوال يجري التوثيق ضمن نوعي الوصية الأخرى النظامية واليدوية.
تفيد الوصية في منع خلافات الميراث بنسبة 50% حسبما أكدته جريدة ملييت التركية وترجمه موقع أوراق.
شروط الوصية بالقانون التركي
يمكن لكل من يقيم داخل تركيا من مواطنين وأجانب كتابة الوصية شرط الالتزام بقواعد وأحكام قانون الأحوال المدنية التركي.
وهناك شروط عديدة يفرضها القانون على من يكتب الوصية أو يريد أن يوصي ومن أبرزها:
- تجاوز عمر كاتب الوصية 18 عاماً وبحال كان سنه أقل من ذلك فالوصية تكون لاغية.
- كتابة الوصية بشكلٍ شخصي وبإرادة الشخص دون أي إكراه أو إجبار.
- تمتع كاتب الوصية بأهلية كاملة ويجب أن يكون غير محجور عليه.
- في حال الوصية الشفهية من الأفضل وجود محامي مرخص مع شاهدين اثنين ليوقعا على الوصية.
- يشترط تثبيت الوصية لدى كاتب العدل ليتم المصادقة عليها واعتمادها من المحكمة التركية بعد الوفاة.
ومن الأفضل صياغة الوصية رسمياً في محاكم الصلح أو لدى دوائر العدل.
أوراق إعداد وصية في تركيا
يتعين على الأجنبي الذي يرغب بكتابة الوصية تأمين العديد من المستندات والأوراق.
ومن أبرز تلك الوثائق بالنسبة للأجانب:
- جواز سفر ساري المفعول مترجم إلى التركية ومصدق من النوتر.
- 4 صور شخصية حديثة.
- رقم الهوية التركية أو الرقم الضريبي.
- سند إقامة يثبت عنوان السكن.
وتبقى الوصية الرسمية هي الأكثر تفضيلاً لأنها مسجلة لدى كتاب العدل وإذا كان الموصِي أجنبياً في تركيا ويرغب بترك وصية يجب كتابتها وفقاً لقانون الميراث التركي، وفي خلاف ذلك يتم اعتبار الوصية غير رسمية.
وشرط نفاذ الوصية هو الوفاة كما هو معروف و يمكن لكاتب الوصية سحبها بشروط وقوانين محددة.
نقل الملكية العقارية بعد الوفاة في تركيا
بشكل عام يتم توريث العقارات سواء للمواطنين الأتراك أو الأجانب لكن في حال كان الورثة يحملون جنسية بلد يخضعون لقوانين المعاملة بالمثل أو اتفاقيات تمنع عنهم تملك العقار فيمكنهم اللجوء للقضاء وبيع المنزل من خلاله وتوزيع قيمته عليهم وفق أحكام القانون التركي.
وبشكل عام هناك العديد من الأوراق التي يجب تقديمها لوراثة العقار أو قيمته في حال لم يكن من الممكن تملك هذا العقار.
ومن أبرز المستندات المرتبطة بذلك وفق ما نقله موقع milliyet:
- صورة عن الطابو العقاري
- تقرير الوفاة مصدق رسمياً
- كتاب إعلام التوريث صادر عن النوتر التركي
- أرقام ضريبية بأسماء الورثة القانونيين
- صور جوازات السفر للورثة مترجمة للغة التركية ومصدقة من النوتر
- صور شخصية للورثة
قد يطلب مستندات أخرى إضافية وخطوات معقدة في حال كان الوارث لا يمكنه التملك ومن الأفضل توكيل محامي لضمان عدم ضياع الحق المطالب به كون الممتلكات مهددة بالذهاب لملكية الدولة في حال عدم المطالبة بها أو عدم استحقاقها.
ضرائب الميراث
تفرض الدولة التركية ضريبة خاصة للميراث سواء للعقارات أي الممتلكات غير المنقولة أو المنقولة وكانت تتراوح قيمتها بين 1 و 10 % من القيمة الإجمالية للعقار.
وتحدد قيمة الضريبة العقارية في حال الميراث، حسب موقع العقار الجغرافي ونوع الإقامة للوريث.
وضريبة ميراث العقار يتم دفعها من الأجانب خلال مدة أقصاها 3 أعوام علماً أنه لا فرق كبير بالنسبة لدفع الضرائب بالنسبة لمواطني الدولة التركية وغير المواطنين.
ويمكن الإطلاع على المقالات التالية لمزيد من التفاصيل والنصائح حول معاملة حصر الإرث للعرب والسوريين: