في عالم يزداد فيه الاعتماد على التكنولوجيا بشكل يومي، قد تدور تساؤلات عن السر الكامن وراء التطبيقات ومواقع الويب، ولا شك أن كل ذلك نتاج جهود مهندسي البرمجيات وهو تخصص مميز توفره الجامعات التركية نتحدث عنه ضمن مقالنا.
ولم تعد البرمجيات تقتصر على الاستخدامات الحاسوبية البحتة، فقد باتت جزءاً حيوياً من الحياة اليومية، سواء في الأعمال التجارية، التعليم، الصحة أو حتى الاتصالات وغيرها من القطاعات.
وهذا العلم الذي يسمى باللغة التركية Yazılım Mühendisliği بات جزءاً مهماً لصناعة المستقبل، كون المهندسين والأكاديميين الخبراء في هذا المجال يشكلون واقعنا الرقمي فهو من المجالات التقنية الرائدة التي تحظى بشعبية واسعة في السنوات الأخيرة.
وفي الجامعات التركية تشهد مثل هذه التخصصات أهمية متزايدة كونها خيار جيد للتوجه نحو مستقبل مهني مشرق من خلال اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة لتطوير البرمجيات وإدارة المشاريع التقنية.
هندسة الحاسوب والبرمجيات في تركيا
هناك فرق بين تخصص هندسة البرمجيات والحاسوب فالأول هو جزء من الثاني وهو تخصص في دراسة لغات البرمجة وكيفية إعداد البرامج ومواقع الويب في حين أن الثاني يجمع بين مجالات متعددة من علوم الحاسوب وهندسة الإلكترونيات.
أي أن البرمجيات هي جزء من العلوم التي يدرسها الطالب في كلية هندسة الحاسوب في حين تكون تخصص يتناول علم البرمجة بشكل دقيق في فرع Yazılım Mühendisliği.
وإذا كنت ترغب في التخصص ودخول مجال البرمجة سيكون تخصص هندسة البرمجيات خيارك الأفضل أما إن كانت علوم الكمبيوتر عموماً مهمة بالمجمل لك دون شغفك بتخصص معين بحد ذاته ستكون هندسة الحاسوب أو بالتركية Bilgisayar Mühendisliği الخيار الأنسب.
أفضل جامعة تركية لدراسة هندسة البرمجيات
تتيح العديد من الجامعات في تركيا تخصص Yazılım Mühendisliği ويتبع لكلية الهندسة ويركز على علوم تطوير البرمجيات ويستمر عادة لمدة أربعة أعوام بالنسبة لمرحلة البكالوريوس.
وقد يتساءل البعض عن أفضل جامعة تركية لدراسة هذا الفرع ولاستنتاج ذلك يمكن الإطلاع على الجامعة الأعلى تصنيفاً في الترتيب المحلي والعالمي سواء بشكل عام أو من ناحية إتقان الهندسة والاعتراف بها دولياً بشكل خاص.
وفق ما نقله موقع Yuuni فإن جامعة بهتشة شهير Bahçeşehir Üniversitesi لهندسة البرمجيات هي الأفضل في هذا التخصص وتحتل المرتبة 148 محلياً و3154 على مستوى آسيا و8038 على مستوى العالم.
ومن الجامعات الأخرى التي ذكرها المصدر وأكد أنها رائدة في مجال تدريس هندسة البرمجيات في تركيا:
- جامعة إزمير الاقتصادية İzmir Ekonomi Üniversitesi وتأتي أهمية هندسة البرمجيات فيها من الفرص التي تقدمها في مجالات الهندسة وعلوم البرمجة التي باتت جزءاً مهماً من حاضرنا ومستقبلنا.
- جامعة تيد Ted Üniversitesi التي توفر الوصول إلى أدوات البرمجيات الحديثة وتتيح للطلاب تطوير واختبار مشاريعهم وتحسين مهاراتهم في البرامج والتطبيقات ولعب دور رائد في العلوم التكنولوجية.
- جامعة جانكايا Çankaya Üniversitesi التي تتميز بطاقمها التدريسي ذو الخبرة والمهارة الكبيرة مع بيئة تعليمية مدعومة بأحدث التقنيات والمختبرات لهذا يقبل عليها الكثير من الطلاب رغم أن رسومها الدراسية مرتفعة مقارنة بغيرها.
- جامعة أنقرة Ankara Üniversitesi وتعتمد نهج تعليمي حديث وتوفر للطلاب فرصة تطوير البرمجيات وهياكل البيانات والخوارزميات.
ويمكن الإطلاع على لائحة الجامعات التركية التي تتيح دراسة تخصص هندسة البرمجيات فيها من خلال موقع yokatlas.
معدل قبول هندسة البرمجيات بالجامعات التركية
تتطلب تخصصات الهندسة في الجامعات التركية بشكل عام معدل عالي في اختبارات القبول الجامعي سواء كانت ثانوية أو امتحانات خاصة بالأجانب والأتراك مثل يوس أو سات وغيرها.
ويرجع ذلك إلى مدى أهمية هذا التخصص وكونه فرعاً علمياً مهماً لا يقل أهمية عن الأفرع الطبية مثل الطب البشري في تركيا أو طب الأسنان وغيرها.
ويبلغ متوسط المعدل المطلوب للقبول 85% ما بين شهادة ثانوية ويوس وبالنسبة للجامعات الخاصة تصل إلى 70 وحتى 75% .
مستقبل دراسة البرمجيات في الجامعات التركية
يوفر تخصص هندسة البرمجيات للخريجين العديد من الفرص المهمة ضمن سوق العمل في تركيا وحتى قبل التخرج يمكن للطالب اكتساب مهارات وخبرات عملية من خلال الدخول جزئياً في أجواء المؤسسات بمختلف أنواعها.
يمكن للطالب العمل في مجالات مختلف أبرزها وفق ما نقله موقع kariyer:
- مطور تطبيقات ويب
- مطور تطبيقات جوال
- مهندس نظم
- محلل نظم
- مهندس برمجيات
- خبير تطوير برمجيات
- مسؤول مشاريع تقنية
- مطور قواعد بيانات
- مطور ذكاء اصطناعي
لكن تلك المزايا والفرص تصطدم بتحديات مهمة للغاية مثل استمرار مواكبة التطور لتلبية متطلبات السوق وتكامل مناهج الجامعات التركية بين النظريات والتطبيقات العملية.
والخلاصة أن أهمية دراسة هندسة البرمجيات أو علوم الحاسوب تتجاوز حدود التخصص الأكاديمي لتصبح جزءاً رئيسياً للحياة الحديثة، وأحد المجالات الواعدة للطلاب والأكاديميين.
