نقرأ في كتب التاريخ أن لكل مدينة من المدن الكبرى لقبا يطلقه أهلها عليها، ولإسطنبول عدة ألقاب أبرزها مدينة التلال السبعة.
هذا الوصف ورثته إسطنبول إثر بناء المدينة قديما على النموذج الروماني، وما زال اللقب يطلق على المدينة العريقة.
تقع التلال السبعة التي بُنيت عليها إسطنبول حول سور المدينة، أي شبه الجزيرة التاريخية الذي يغطي المثلث الممتد من منطقة إدرنة كابي إلى سراي بورنو.
هذه التلال السبعة التي بنى عليها البيزنطيون كنائسهم وعمرها العثمانيون بجوامع السلاطين الكبيرة مليئة بمعالم تاريخية من قصور وأضرحة وميادين.
نتعرف معا على هذه التلال السبعة التي بنيت عليها هذه المدينة التاريخية التي عشقتها كل الحضارات.
تل سراي بورنو
تأسست مدينة بيزنطة القديمة على تل سراي بورنو، وهي واحدة من أكثر الأماكن ازدحاما بالسياح على جانب إسطنبول الأوروبي.
أهم معالم هذا التل قصر توبكابي الجليل الذي شيده السلطان محمد الفاتح بين عامي 1460 و1478 والذي لم يكن مقر إقامة السلاطين العثمانيين فحسب، بل كان المركز الإداري والتعليمي للدولة.
هناك أيضا مضمار سباق الخيل (ميدان الحصان) وقريب منه صرح آيا صوفيا وقصر إبراهيم باشا والمسجد الأزرق وغيرها من المعالم.
تل السليمانية (بايزيد)
أحد أبرز التلال والثاني في الأهمية بعد سراي بورنو، وفيه مسجد ومجمع السليمانية الذي بناه المعمار سنان وله إطلالة بديعة على مضيق البوسفور وجانب إسطنبول الآسيوي.
تل تشامبرلي تاش
تقع في تلك المنطقة مدرسة تشورلولو علي باشا ومسجد نور عثمانية والسوق المسقوف، وهي مليئة بالشواهد والأضرحة التاريخية.
عامود تشامبرلي تاش Çemberlitaş بناه الإمبراطور قسطنطين عام 330 بعد الميلاد. وكلمة تشامبرلي تاش تعني "الحجر الدائري".
تغير لون الحجر وتلف بسبب حريق وجرى وضع العامود في حلقة حديدية عام 1701 للمحافظة عليه من خطر الانهيار.
تلة الفاتح
بعد فتح إسطنبول، بنى السلطان محمد الفاتح مسجد ومجمع الفاتح على هذا التل، حيث كانت تقع كنيسة الرسل الاثني عشر خلال الفترة البيزنطية.
على هذه التلة وفي هذا الجامع ضريح السلطان محمد الفاتح واكتمل بناء المسجد في ديسمبر/كانون الأول 1470.
جرى ترميم هذا الجامع مرات عديدة وأعيد بناؤه من جديد بفعل تعرض إسطنبول للكثير من الزلازل.
تل يافوز سليم
على هذا التل الخامس يقع مسجد السلطان يافوز سليم الأنيق والمتواضع وهو تل هادئ وجميل.
وداخل حديقة هذا المسجد يقع قبر السلطان يافوز سليم.
تل إدرنة كابي
على هذا التل يقع أحد أعمال المهندس المعماري سنان البديعة، وهو مسجد مهرماه.
ويوجد مسجدان باسم مهرماه في إسطنبول. أحدهما في أسكودار على الجانب الأناضولي والآخر في إدرنة كابي.
وطبقا للأقوال، اختار سنان أول مسجد في أسكودار لمهرماه والآخر على التل السادس ليكون مناسبا لاسم مهرماه، التي تعني "الشمس" و"القمر".
إذ أنه في يوم معين من السنة، تغرب الشمس خلف جامع مهرماه بإدرنه كابي ويظهر القمر بين مآذن الجامع الواقع في أسكودار.
من ناحية أخرى، صنع البيزنطيون كنيسة خورا التي جذبت الانتباه بفسيفسائها اللافتة للنظر.
ويعد هذا التل الأعلى في إسطنبول، وفيه أيضا قصر تكفور ومسجد كاريه.
تل كوجا مصطفى باشا
يختلف هذا التل عن التلال الستة الأخرى لأنه الوحيد القريب من بحر مرمرة. يبدأ من منطقة أكسراي ويمتد إلى أسوار ثيودوسيان.
يقترب ارتفاع التل من 60 مترا فوق مستوى سطح البحر. اشتهر موقع التل بسوق العبيد في كل من العصر البيزنطي والعثماني حتى القرن التاسع عشر.
هذا التل هو الوحيد في إسطنبول باتجاه جانب تراقيا، وأهم مبنى عليه هو مسجد جراح باشا، الذي بناه الوزير الأعظم جراح محمد عام 1593 على يد المعمار داود آغا