أينما وليت وجهك في شوارع تركيا ستجد محلات على أبوابها سيخا ضخما من لحوم الدواجن أو الأبقار يلتف حول نفسه، وخلفه شعلة نار أو حطب ليصنع الشاورما التركية.

وعندما تتجول في مختلف المدن التركية يندر أن تراها خالية من الشاورما التي يسميها الأتراك "الدونر"؛ فهي أكلتهم الشعبية الأولى، ولها مكانتها الخاصة في قلوبهم.

الأمر ذاته نشاهده في محلات منتشرة في دول عربية، وهي واحدة من الأكلات الأكثر شعبية وتحظى بإقبال واسع، كونها من الوجبات السريعة الشهية.

وبغضّ النظر عن الأصول الأولى لإعداد الشاورما، تُعتبر اليوم من أشهى أطباق الوجبات السريعة، وهي جزء من الوجبات الشامية التقليدية، وتحظى بشعبية كبيرة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية.

وعلى الرغم من تعدد أنواعها بحسب المنطقة التي تقدمها، فإن المكونات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في الأكلة، مشتركة بين جميع الدول المحبة لها والتي تقدمها.

ومع أن الشاورما التركية تشبه الشاورما العربية في طريقة الشواء والشكل، فإن لكل منهما نكهة مميزة تعطي لها رونقا خاصا وتجذب عشاقها، ويتم وضع منكهات وبهارات مختلفة. ولكن ما الفرق بين الشاورما التركية والعربية؟

الشاورما التركية

تقدم إما على شكل سندويتشات مع الخبز التركي، أو على شكل لفات بأرغفة الخبز المشروح، كما تقدم على طبق فوق الأرز، ويجري تناولها إلى جانب العيران (لبن أب).

وتقدم أيضا مع نوع خبز آخر يدعى "بارمكلي"؛ وهو عبارة عن رغيف خبز سميك، أو خبز لافاش (Lavaş) الذي يشبه إلى حد ما خبز الصاج العربي.

كما أن التوابل المستخدمة في الشاورما التركية مختلفة، بالإضافة إلى الخضار مثل الباذنجان، والبطاطا، والفلفل بجميع أشكاله.

أما الصلصة المصنوعة من الطماطم والزيت والبهارات والفلفل فتعد مكونا أساسيا يضاف إلى الشاورما التركية، وتشتهر بذلك ولاية هاتاي.

وبالنسبة للحم يستخدم الأتراك صدر الدجاج أو لحم الضأن، ويتبّلونه بالصلصة الحارة. وتتبيلة بهارات الشاورما التركية تتكون من 3-4 أنواع بهارات.

ويعتمد الأتراك بشكل أكبر على الصلصة الجاهزة والصوص الحار ودبس الفليفلة، وقد تُضاف البطاطا إلى السندويش بحسب الرغبة، ويُقدم البقدونس والبصل والمخللات.

الشاورما العربية

تقدم إما على شكل سندويتشات مع الخبز العربي، أو على شكل لفات بأرغفة خبز التنور العراقي أو الخبز السياحي اللبناني أو السوري. 

وبينما تخلو الشاورما التركية من البهارات الكثيرة فإن نظيرتها العربية تعتمد على البهارات بالدرجة الأولى إذ يتفنن طهاتها بوضع توابل مختلفة للحصول على أفضل طعم لها.

وكما أن الصلصة الحمراء مكونا أساسيا في الشاورما التركية، فإن صلصة الثوم أو الطحينة والمايونيز تشكل أساس الشاورما العربية مما يعطيها نكهة شهية.

ولنقُل إن أكثر ما يميز الشاورما العربية هي صلصة الثوم والمايونيز، وإدراج المكونات في رغيفٍ من الخبز إضافة إلى البهارات المختلفة التي تُضاف إلى اللحمة وتُخمّر فيها.

وقد يصل عدد البهارات إلى 15 صنفا بحسب الرغبة، منها: البهار الأبيض والأسود والقرنفل والزنجبيل والهال، والملح وجوزة الطيب، وبودرة البصل والماجي، وغيرها من النكهات والبهارات المشكّلة.

من أين جاءت كلمة شاورما؟

تعود أصل كلمة شاورما إلى اللغة التركية، تحديدا إلى منطقة الأناضول في تركيا، وهو يعرف باسم تشيفيرما çevirme وهي تعني الدوران نظرا إلى دوران السيخ على النار. 

وبحسب الرواية الأكثر شهرة، يعود تاريخ الشاورما التركية إلى الدولة العثمانية في مدينة بورصة، على يد مخترعها اسكندر أفندي.

وقد كانت الشاورما التركية موجودة قبل ذلك إذ كانت تطهى بشكل أفقي قبل أن يبتكر اسكندر أفندي طريقة طهي الشاورما بشكل عمودي حين كان يعمل مع والده.

وفي رواية أخرى يعتقد أن مخترع الشاورما هو الشيف حمدي أوسطا من مدينة كاستامونو، ولا يزال تلاميذه وأحفادهم يعملون في بيع الشاورما التركية حتى يومنا هذا.

ما هي الشاورما؟

الشاورما عبارة عن لحم مشوي بطريقة خاصة بواسطة الحرارة والإشعاع الناتج من مصدر الحرارة والذي يمكن أن يكون مصدراً كهربائياً أو غازياً أو من الفحم. 

وتباع الشاورما في مطاعم الوجبات السريعة، ويكون اللحم عادة من اللحم البقري أو لحم الجمل أو لحم الضأن أو لحم الدجاج.

ويوضع اللحم مرصوصاً على سيخ معدني ويكون اللحم المعد للشي بأقطار مختلفة وقد يصل قطرها إلى نصف متر.

يوقف عمود اللحم عموديا بجانب النار التي تكون من جهة واحدة ويدور لينال نصيبه من النار.