هل يمكن التنبؤ بالزلازل قبل وقوعها؟ هذا السؤال الأكثر بحثا عبر محركات البحث بعد وقوع كارثة زلزال تركيا وسوريا المدمر، والذي أودى بحياة أكثر من 6000 آلاف شخص.
ويزداد هذا السؤال إلحاحا مع كشف حجم الدمار الناتج عن الكارثة، ومعرفة أن الزلازل تسببت في وفاة حوالي 750 ألف شخص على مستوى العالم ما بين عامي 1998 و2022، وتضرر أكثر من 125 مليون شخص.
وأثار زلزال تركيا وسوريا تساؤلات عدة حول مدى إمكانية التنبؤ بحدوث الزلازل قبل حدوثها بوقت كاف، فيما يقول خبراء إن التنبؤ بالهزات الأرضية من أصعب العمليات التي يواجهها الجيولوجيون.
وعلى الرغم من ذلك، يوضح الباحثون أن التنبؤ بالزلازل أمرٌ ممكن بواسطة المختصين ولكنه غير سهل.
فيما أجروا العديد من الدراسات حول البنية التحتية وتوصلوا إلى العديد من الطرق والتي يمكن من خلالها توقع حدوث الزلازل.
التنبؤ بالزلازل قبل حدوثها
وفقاً لما ورد في موقع USGS الأمريكي المتخصص برصد الزلازل، يعتقد العلماء أن التنبؤ بالزلازل القوية ليس أمراً من الممكن تحقيقه في المدى المنظور على الأقل.
ويقول المسؤول عن شبكات الرصد في المركز الوطني للجيوفيزياء التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، رشيد جمعة إن التنبؤ بالزلازل أمرٌ غير وارد من الناحية العلمية.
ويضيف أن مساعي التنبؤ بالهزة قبل ثوان قليلة من الحصول يحتاج إلى موارد هائلة، مؤكدا أن الزلزال حدث آني يحصل على نحو مفاجئ.
والحقيقة أن التنبؤ أمر صعب لكن يمكن التحضير للكارثة، من خلال التوعية لتقليل المخاطر قدر الإمكان، مع العلم بأن الزلزال عنصر طبيعي من عناصر الحياة على الأرض، فلولاه لما كانت ثمة جبال.
وعلميا لم يتطور العلم لدرجة يستطيع معها العلماء التنبؤ بالزلازل بدقة كافية، وفقا لثلاثة عناصر: تاريخ وقوع الزلزال وساعة حدوثه، وموقعه، ودرجة قوته.
أما عن التنبؤات الصادرة عن غير المختصين فهي غالبا لا تستند إلى أدلة علمية ولا تستطيع تحديد العناصر الثلاثة سابقة الذكر بدقة.
ويعتمد غير المختصين في التنبؤ بالزلازل على أمور مثل تغيرات ملحوظة في سلوك الحيوانات أو على حركة الغيوم، لكنها مؤشرات غير كافية للتنبؤ بزلزال ما بشكل دقيق.
الخبير الذي تنبأ بزلزال تركيا
بعد وقوع زلزال تركيا تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة لخبير الزلازل الهولندي فرانك هوجربتس، والذي أثار بدوره جدلا في فحواها.
وتوقع هوجربتس حصول الزلزال بتفاصيله وذلك قبل ثلاثة أيام من وقوع الكارثة، حيث كتب "عاجلاً أم آجلاً، سيحدث زلزال بقوة 7.5 درجة مئوية في جنوب وسط تركيا والأردن وسوريا ولبنان".
وعاد هوجربتس للتغريد بعد الزلزال، مؤكدا إلى أنه استند في توقعه على هندسة كوكبية دقيقة.
وقال: "على غرار عامي 115 و526، هذه الزلازل تسبقها عادة هندسة كوكبية حساسة، كما حدث في 4 و5 فبراير/شباط 2023".
ما هو الزلزال؟
الزلزال اهتزاز مفاجئ وسريع يحدث إما بسبب الانفجار البركاني الذي يرافقه زلزال، وإما بسبب تصدع وانزلاق الصخور في باطن الأرض، وفي هذه الحالة تسمى الزلازل بالزلازل التكتونية.
وتحدد درجة الزلزال بمؤشر من 1 إلى 10، حيث إن:
- الزلزال بين 1 و4 من الممكن الإحساس به، لكن قد لا تحدث بسببه أية أضرار.
- الزلزال بين 4 و6 تحدث بسببه أضرار متوسطة للمباني.
- الزلزال بين 7 و10 يعتبر زلزالا من الدرجة القصوى ويستطيع تدمير مدينة بأكملها.
وعلى الرغم من استحالة التنبؤ بالزلازل بشكل دقيق قبل وقوعها، فإن العلماء لا يزالون عاجزين على تحديد قوة الزلزال وموقع بؤرته في اللحظة التي تبدأ فيها عملية الاهتزاز.
فالموجات الزلزالية تنقسم إلى قسمين، ويرمز للقسم الأول بالرمز (P)، وتتميز هذه الموجات بسرعة انتشارها الشديدة.
أما القسم الثاني من الموجات الاهتزازية فيرمز له بالرمز (S)، ولهذه الموجات سرعة انتشار أقل، لكنها هي المسؤولة عن الأضرار التي تخلفها الزلازل.
ومع تقدم التكنولوجيا وعلم الجيولوجيا بات العلماء قادرين على تحليل الأمواج الأولية (P) عند اقترابها من بؤرة الزلزال، وحين تحديد قوة الزلزال ومركزه يُمكن حينها تحديد قوته في أيّ موقع آخر.