مساجد تفقد زوارها في رمضان بعد زلزال تركيا

23/03/2023 الساعة 11:30 ص
تم التحديث: 25/03/2023 الساعة 04:37 م
مسجد أحمد حجي في غازي عنتاب بعد الزلزال سيفقد رواده في رمضان
مسجد أحمد حجي في غازي عنتاب بعد الزلزال سيفقد رواده في رمضان

أثر الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا سيبقى لفترة ليست بالقصيرة، حتى تستفيق منه البلاد، وما زاد من تأثيره أنه تزامن مع اقتراب شهر رمضان المبارك، الذي تكون فيه المساجد عامرة بالمصلين.

ومن سوء حظ المدن التي ضربها الزلزال في 6 فبراير/شباط 2023، أن مساجدها ستفتقد الكثير من زوارها المعتادين والعكس بالعكس.

وأدى الزلزال الذي كان مركزه كهرمان مرعش وأثّر على 10 مدن تركية، إلى تدمير وتصدع مئات المساجد في تلك المدن، ما جعل عدد كبير منها غير صالح لأداء الصلاة فيها، أو أنها بحاجة إلى هدم وإعادة بناء مجددا بسبب ما أصابها من ضرر.

عدد مساجد تركيا التي تأثرت بالزلزال 

بلغ عدد المساجد التي تأثرت بالزلزال 1402 مسجدا في 10 محافظات، وتعرضت لأضرار ما بين جسيمة ومتوسطة وخفيفة.

وحدثت تصدعات في مآذن بعض المساجد القديمة، وبعضها الآخر دمر تدميرا كاملا.

وتأثرت مراكز العبادة بالزلزال في كهرمان مرعش، هاتاي، أديامان، غازي عنتاب، كيليس، ملاطيا، شانلي أورفا، ديار بكر، أضنة وعثمانية.

وطالبت رئاسة الشؤون الدينية التركية بعدم إقامة الصلاة في المساجد التي تعرضت لأضرار جسيمة ومتوسطة وتجنبها.

مسجد عثمان غازي في كهرمان مرعش
مسجد عثمان غازي في كهرمان مرعش

أهم مساجد تركيا التي ستفقد زوارها في رمضان

سنتعرف في هذا التقرير على أهم المساجد التاريخية التي تأثرت بشكل كبير من الزلزال وتدمرت، وبذلك لن تكون صالحة لاستقبال المصلين خلال أيام شهر رمضان وستغيب صلاة التراويح عنها.

مسجد أولو التاريخي في هاتاي

مسجد أولو التاريخي الذي يعتبر أقدم مسجد في هاتاي، تدمر بالكامل بعد الزلزالين الكبيرين الذين ضربا البلاد.

لم يصدق أهالي هاتاي أعينهم عندما رأوا مسجد أولو التاريخي قد دمر بمئذنته، وأصبح رمادا، بعدما كان أحد أبرز المعالم التاريخية في المدينة.

مسجد هاتاي
ركام مسجد أولو التاريخي في هاتاي

يقع المسجد في مركز المدينة، ويُعتقد أنه بني عام 1271 من قبل السلطان المملوكي بيبرس الأول، لكن التاريخ الدقيق للبناء غير معروف، إذ أن المسجد من أقدم المباني التاريخية في المدينة.

خضع لأعمال ترميم مختلفة في عامي 1986 و2000، ويضم مجمع المسجد، مدرسة ومسجد صيفي ونافورة وقبور ومطبخ للفقراء ومتاجر مختلفة.

جامع هاتاي الكبير قبل الزلزال
مسجد أولو التاريخي قبل الزلزال

مسجد عمره 405 أعوام في كهرمان مرعش

مسجد سراتشهانه التاريخي البالغ من العمر 405 أعوام، واحد من آلاف المباني التاريخية التي تدمرت في مدينة كهرمان مرعش.

وتضرر 42 مبنى تاريخيا في كهرمان مرعش، من بينها 39 مسجدا، وأبرزها مسجد شراتشهانه الذي تدمر بالكامل في الزلزال.

بني مسجد سراتشهانه في عام 1618 من قبل الحاج عبد الله بك، أحد أبناء السلطان بيازيد.

مسجد عمره 300 عام في أديامان

أثّر الزلزال على الجامع الكبير، الذي بني في القرن الثالث عشر الميلادي في أديامان وجرى ترميمه في فترات مختلفة، بالكامل.

وتضرر العديد من المساجد في أديامان بشدة جراء الزلزال، وتدمر مسجد أولو الواقع في ساحة أديامان سومر بالكامل بسبب الزلزال الأول الذي بلغت قوته 7.7 درجة.

رمم المسجد عام 1902 واتخذ شكله الحالي، كما جرى ترميمه وصيانته في العام 2022.

لم تحدث الأضرار فقط في مسجد أولو ولكن أيضا في العديد من المساجد التاريخية في أديامان، وتدمرت مآذن العديد منهم، وانهارت وألحقت أضرارا بالمساجد.

جامع أديامان.jpeg
الجامع الكبير  في مدينة أديامان بعد الزلزال

مسجد يني التاريخي في ملاطية

سيفتقد المصلون في شهر رمضان، مسجد يني التاريخي الواقع في منطقة الحميدية في مدينة ملاطية، بعد دماره في الزلزال، فقد انهار ولم يبق منه سوى جزء من جدرانه.

وللمسجد مكانة تاريخية إذ دعم بنائه السلطان عبد الحميد الثاني، وهو معروف أيضا باسم "مسجد تيزه".

مسجد يني الكبير بعد الزلزال
مسجد يني في ملاطية بعد الزلزال

بدأ بناء المسجد في موقع مسجد حاجي يوسف الذي دمر في زلزال 3 مارس/آذار 1894 في ملاطية، واستمر بناؤه بمساعدة الأهالي ومساهمات السلطان عبد الحميد الثاني.

كما تضرر الجامع الذي اكتمل بناؤه عام 1913 في الزلزال الذي وقع في 14 مارس/آذار 1964، بتشققات على القبة وبعض جدرانها وسقطت حجارة المخروط العلوية.

مسجد يني الكبير في ملاطية
مسجد يني الكبير في ملاطية قبل الزلزال

مسجد المحرمية التاريخي في أنطاكيا

تدمر مسجد المحرمية الذي يبلغ عمره 600 عام بالزلزال، وتهدمت جدرانه وأجزاء كبيرة منه ما جعله من المساجد التي سيغيب عنها المصلون في رمضان.

لم يتبق سوى مدخل المسجد التاريخي الذي تشير التقديرات إلى أنه بني بين القرنين 14 و15.

مسجد المحرمية بعد الزلزال.jpeg
مسجد المحرمية بعد الزلزال

مسجد أحمد حجي في غازي عنتاب

المآذن التي بنيت منذ فترة في مسجد أحمد حاجي في غازي عنتاب، والتي تضررت من الزلازل، لم تستطع تحمل الاهتزازات التي حدثت من الزلزال.

تسببت الزلازل في انهيار العديد من المباني في غازي عنتاب وإلحاق أضرار جسيمة بها، ومن ضمنها مسجد أحمد حاجي في منطقة أصلانلي الذي تأثر بشدة.

هدمت المئذنة القديمة في الجامع وتضررت المئذنتان اللتان شيدتا مكانها من جراء الهدم.

مسجد أحمد حاجي في غازي عنتاب
مسجد أحمد حاجي في غازي عنتاب سيفتقد لزواره في رمضان


وهذا فيديو لمسجد آخر من ضمن المساجد التي تأثرت من الزلزال في مدينة غازي عنتاب وبقيت مئذنته شامخة.

مسجد عثمان غازي في كهرمان مرعش

تدمر جزء كبير من مسجد عثمان غازي في كهرمان مرعش إلا أن مئذنته ظلت صامدة ولم تسقط من الزلزال.

تضررت المساجد في جميع أنحاء المدينة أيضا، وهدمت العديد من المآذن، لكن ما كان غريبا حدوث العكس في مسجد عثمان غازي الذي بني عام 1990، حيث انهارت جدران المسجد بعد الزلازل لكن مئذنته لم تتأثر.

مسجد عثمان غازي
مسجد عثمان غازي سيفقد زواره في رمضان

مسجد عثمانية

بعد الزلزال الذي حدث في كهرمان مرعش في 6 فبراير/شباط 2023، أصبح 115 مسجدا في عثمانية غير صالح للاستعمال.

وأصبح 115 مسجدا من أصل 265 في جميع أنحاء المحافظة غير صالح بعد الزلزال، حيث تدمرت العديد من المآذن أو تضررت بسبب الأضرار التي لحقت بالمساجد.

من أهم المساجد التي تأثرت بالزلزال في عثمانية، مسجد عثمانية إنفيرول حميد الذي يبلغ عمره 133 عاما.

مسجد عثمانية2
جزء من الدمار الذي لحق بمسجد عثمانية

مساجد ظلت شامخة رغم الزلزال

رغم تأثر عدد كبير من المساجد بالزلزال في المدن العشرة، هناك مساجد لم تتأثر أبدا أو تأثرت بشكل بسيط جدا، وبقيت قادرة على استقبال ردواها المصلين في شهر رمضان المبارك.

ولعل أبرز مسجد سنتطرق للحديث عنه في هذا التقرير، هو مسجد عبد الحميد خان الشهير في كهرمان مرعش، والذي يعد أحد أهم معالمها.

مسجد عبد الحميد خان أو عبد الحميد الثاني

رغم تضرر أعداد كبيرة من مساجد كهرمان مرعش، لم يتضرر مسجد عبد الحميد الثاني أبدا من الزلزال، رغم أن المنطقة المحيطة به تأثرت بشكل واضح وفق ما ظهر في اللقطات التي نشرت من المكان بعد الزلزال.

مسجد عبد الحميد الثاني أحد أكبر المساجد في تركيا، ويتسع لـ 10 آلاف شخص.

بني المسجد على منطقة عالية فوق تلة مارجميك بحيث يمكن رؤيته من جميع أنحاء المدينة، وجرى الانتهاء من بنائه عام 2011 وفتح للعبادة منذ ذلك الحين.

ويحتوى على العديد من المرافق التي تجعل منه مزارا مهما ومكانا يقصده السياح، ويطل على معظم المدينة.

 

مصادر استعنا بها

كلمات دلالية