تختلف عادات الصوفيين الأتراك في رمضان وفقاً للمعتقدات والتقاليد التي يتبعونها في ذلك.
ويلتزم العديد من الصوفيين بالصيام والقيام وأداء صلاة التراويح جماعة في المساجد، ويحرصون على الاهتمام بالعبادة والتقرب إلى الله خلال أيام الشهر الكريم.
يمكن أن يتمثل ذلك في الاجتماع لإقامة صلاة التراويح في المسجد أو في الأماكن المخصصة لذلك، وقراءة القرآن الكريم والأدعية والأذكار الدينية.
أبرز طقوس الصوفية التركية في شهر رمضان
يتبع بعض الصوفيين الأتراك تقاليد معينة في شهر رمضان، مثل تقديم الطعام والشراب للصائمين، وإخراج الصدقات ومنح الهدايا للفقراء والمحتاجين.
كما يمكن أن يمارس الصوفيون الأتراك بعض العادات الخاصة بهم في رمضان، مثل الذكر والدعاء والتسبيح والصلاة في الأماكن المخصصة لذلك، وقراءة القرآن الكريم بشكل مكثف.
ويتوجه البعض إلى زيارة المقامات والأضرحة الدينية لإحياء الذكرى والتواصل مع الأولياء.
بشكل عام، فإن الصوفيين في تركيا يحرصون على تكريس وقتهم وجهدهم للعبادة والتقرب من الله في شهر رمضان، وذلك من خلال الصيام والصلاة والذكر والدعاء والتسبيح وغيرها من الأعمال الصالحة.
كما أن الصوفية التركية تشتهر ببعض الطقوس الخاصة بها في رمضان، مثل تحضير الحلويات والمأكولات التقليدية المخصصة لهذا الشهر الكريم، مثل البقلاوة واللقيمات الحلوة، وتوزيعها على الجيران والأصدقاء والأقارب.
ويعتبر شهر رمضان فرصة للتواصل والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع، والصوفية التركية تحرص على القيام ببعض الأعمال الخيرية والإنسانية، مثل توزيع الطعام والملابس على الفقراء والمحتاجين، وإطعام الصائمين والمساهمة في بناء المساجد والمدارس والمستشفيات وغيرها من المشاريع الخيرية.
ومن العادات الأخرى التي تمارسها الصوفية التركية في رمضان، هي "الزيارة الرمضانية"، وهي عبارة عن زيارة النساء لبعضهن البعض خلال شهر رمضان لتبادل الأطعمة والهدايا والتحدث عن الدين والأخلاق.
بشكل عام، تتميز عادات الصوفية التركية في رمضان بالتقوى والالتزام الديني، والتركيز على العبادة والتضامن والإحسان والتواصل مع المجتمع، وتحرص على إظهار الجانب الإنساني والروحي في هذا الشهر الكريم.
طقوس الصوفيين الأتراك في ليلة القدر
يحتفل الصوفيون بليلة القدر بطرق خاصة ومميزة، ومن بين عاداتهم فيها:
- الصلاة والذكر وجلسات الوعظ والارشاد: يصلي الصوفيون في ليلة القدر بشكل متواصل، ويقومون بالذكر والتسبيح والاستغفار.
- الانشاد: يقوم الصوفيون بالانشاد والتلاوة بطريقة مميزة ومليئة بالروحانية والتأمل، ويقدمون الانشاد بالطريقة الصوفية التي تشمل الإيقاعات الموسيقية والأداء الجماعي.
- الرقص الخاص بالصوفية: يؤدي الصوفيون بعض الرقصات الروحية في ليلة القدر، حيث يؤدون حركات معينة ويلتفون بشكل دائري، وهذا يسمى بالسماع.
- الإفطار الجماعي: يفطر الصوفيون معا في ليلة القدر، ويوزعون الطعام على الفقراء والمحتاجين.
يجب التنويه إلى أن هذه العادات قد تختلف من طائفة صوفية إلى أخرى، وقد تختلف حتى داخل نفس الطائفة الصوفية.
أين يتواجد الصوفيون في تركيا؟
يتوزع الصوفيون في تركيا في مدن عدة، ولهم بعض المراكز والمؤسسات الخاصة بهم، التي يؤدون فيها طقوسهم الروحانية على مدار العام، وتزداد هذه الأنشطة في شهر رمضان المبارك.
ولعل أشهر هذه المدن في تركيا هي مدينة قونيا.
تعرف باسم "مدينة مولانا جلال الدين الرومي"، وتعد عاصمة المتصوفين لتأثرها الكبير بفلسفة وروح وأفكار العالم الصوفي جلال الدين الرومي الذي أسس فيها طائفة الدراويش المولوية، ما أضفى عليها صفة دينية وروحانية كبيرة لا تزال ممتدة حتى يومنا هذا.
تتمحور فلسفة الرومي حول قيم إنسانية، مثل الحب والتسامح والأخوة والإخلاص والإحسان والحكمة، التي تجمع أبناء البشر في جميع أنحاء العالم بغض النظر عن اللغة أو الدين أو العرق أو الجنس.
هل عادات الصوفيين الأتراك غريبة؟
لا يمكن وصف العادات التي يتبعها الصوفيين الأتراك في رمضان بأنها "غريبة"، بل هي عادات تعكس تراثهم الثقافي والديني والروحي، والتي تعتبر جزءاً من التقاليد الشعبية في تركيا.
ومن العادات الشائعة التي يتبعها الصوفية التركية في رمضان هي "الدعاء الجماعي"، حيث يجتمعون في المساجد والأماكن العامة ويؤدون الصلاة والدعاء معا، وهذا يعتبر من أسس الصلة الروحية بين أفراد المجتمع وتعزيز الإحساس بالوحدة والتضامن.
وتتبع الصوفية التركية بعض العادات المتعلقة بالصوم والإفطار، حيث يمكن أن يفطر الصائمون على وجبات بسيطة مثل الخبز والماء، ويفضلون تجنب الترف في الطعام خلال هذا الشهر، ويمكنهم أيضا الصيام عن الكلام أو الشكوى أو الحديث السيء.
ويعمل الصوفيون على بعض الأمور المرتبطة بالروح والجسد خلال شهر رمضان، مثل الصيام عن الطعام والشراب والكلام لفترات طويلة، والصلاة والتأمل والتفكير في الله وذكره باستمرار.
يجدر الإشارة إلى أن هذه العادات ليست غريبة بالمعنى السلبي، بل هي عادات تهدف إلى تطوير الروحانية والتقوى والتركيز على الجانب الروحي والإنساني في الشهر الكريم، وهي ممارسات يقوم بها الصوفية التركية وبعض المسلمين المتصوفين في العالم.