تختلف أجواء الدول العربية والإسلامية خلال شهر رمضان المبارك، ولكن بشكل عام، تكون هناك أجواء روحانية وتفاعلية خاصة بين المسلمين خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور.
في بعض الدول العربية، تكون هناك عادة الإفطار الجماعي في المساجد والميادين العامة، حيث يجتمع المسلمون لتناول الطعام والمشروبات بعد صيام النهار، كما يجتمع الأهل والأصدقاء في بيوت بعضهم البعض لتناول الإفطار وتبادل الأحاديث والأخبار.
أنشطة مختلفة بعد الإفطار في الدول الإسلامية
أول وأهم ما يفعله المسلمون بعد كسر صيامهم والإفطار، هو الاستعداد للذهاب إلى المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح، وبعد الصلاة تختلف الأنشطة التي يمارسونها في مختلف أنحاء العالم.
وفي بعض الدول، يذهب الناس للتسوق لشراء الأطعمة والحلويات التي تقدم خلال شهر رمضان، وتكون الأسواق حيوية خلال الفترة المسائية من بعد صلاة التراويح حتى السحور.
كما تكون هناك فعاليات دينية وثقافية خاصة بشهر رمضان، مثل تلاوة القرآن الكريم في المساجد والتواصل مع الجيران والأصدقاء، ويتم تحضير الأطعمة التقليدية التي تميز الشهر المبارك.
وفي بعض الدول الإسلامية مثل تركيا أو الدول الغربية التي تعيش فيها أقلية مسلمة، ينام الناس من بعد صلاة التراويح حتى وقت السحور، بسبب طبيعة الحياة فيها ونظام العمل الصعب خلال شهر رمضان.
تختلف النشاطات الترفيهية بعد وقت الإفطار في شهر رمضان، بحسب الدول والثقافات، ولكن بشكل عام، تتركز هذه النشاطات التي تكون غالبا ما بعد صلاة التراويح، حول الاستمتاع بالوقت مع الأهل والأصدقاء، والاسترخاء بعد يومٍ طويلٍ من الصيام والعمل.
في بعض الدول العربية، هناك عادة الجلوس في الأماكن العامة وتبادل الأحاديث، أو الذهاب للتنزه والمشي في الحدائق والشوارع، كما يلاحظ الجلوس في المقاهي والمطاعم.
ويحب بعض الناس القيام بالأنشطة الرياضية بعد الإفطار، مثل الركض أو السباحة أو لعب الكرة الطائرة أو كرة القدم، للحفاظ على اللياقة البدنية والتخلص من الضغوط النفسية والجسدية.
وفي الأوقات الحرة، يمكن للناس مشاهدة الأفلام أو المسلسلات التلفزيونية، أو قراءة الكتب، أو اللعب بألعاب الفيديو، ويمكن أن تكون هذه النشاطات فرصة لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع.
أجواء رمضان بعد الإفطار في بعض الدول العربية
ما يميز الدول العربية بشكل عام عن غيرها في شهر رمضان، أن الشوارع والحارات فيها تبقى حية طوال الليل، ومعظم الناس فيها تظل مستيقظة حتى صلاة الفجر، ما بين عبادة وزيارات وترفيه وفعاليات مختلفة متعلقة بالشهر الكريم.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، سنستعرض بعض الأجواء الرمضانية في دول فلسطين ومصر والسعودية كنموذج يمثل معظم الدول العربية.
أجواء رمضان في السعودية
تشهد مدينة مكة المكرمة، وخاصة المسجد الحرام، أجواءً خاصة في شهر رمضان لا تشبه أي مكان في العالم.
ومن قبل وقت الإفطار يتوافد المصلون من مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية ومن بلدان العالم لخوض تجربة رمضان والإفطار وأداء صلاة التراويح في الحرم المكي.
وبعد صلاة التراويح، يتوجه العديد من المصلين للاستمتاع بالمدينة وزيارة المعالم الدينية، حيث تزدحم الأسواق بالوافدين إما للتسوق أو التنزه، كما تشهد المدينة العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية والدينية.
وتتميز أجواء رمضان في مكة المكرمة بالروحانية والإيمان، حيث يتجه الناس للعبادة والذكر والدعاء، ويكثر النشاط في المساجد والأماكن الدينية خلال شهر رمضان.
وتعد صلاة التراويح في المسجد الحرام أحد الأنشطة الرئيسية في شهر رمضان، حيث يتجمع الآلاف من المصلين للصلاة والاستمتاع بجو المسجد الحرام والاحتفال بشهر رمضان المبارك.
ولا يختلف كثيرا المسجد النبوي في المدينة المنورة عن الجو العام في مكة، من حيث المسلمين الوافدين للصلاة فيه خلال شهر رمضان.
أجواء رمضان في فلسطين
يعتبر المسجد الأقصى في القدس من أهم المعالم الإسلامية في العالم، ويشهد شهر رمضان فيه أجواء دينية وروحانية مميزة منذ وقت الإفطار حتى صلاة الفجر.
ويتميز المسجد الأقصى بتنظيم دروس دينية ومحاضرات توعوية بعد الإفطار، حيث يتحدث العلماء والدعاة عن أهمية هذا الشهر الكريم والأعمال الصالحة التي ينبغي للمسلمين القيام بها خلاله.
وتزداد أجواء المسجد الأقصى جمالا، خلال العشر الأواخر من رمضان، حيث يتوافد المؤمنون لتكثيف العبادة والاعتكاف منذ صلاة التراويح حتى صلاة الفجر، في طقوس روحانية لا توصف.
أما بالنسبة لباقي المدن الفلسطينية، فلا تغيب الحياة عن أزقتها وشوارعها، حتى طلوع الفجر.
أجواء رمضان في مصر
نسمع ونرى منذ وقت طويل، أن أجواء رمضان في مصر مختلفة، من جميع النواحي، سواء بزينة الحارات أو الإفطارات الجماعية أو موائد الرحمن التي تزين شوارع مصر، ويجتمع عليها الغني والفقير، الكبير والصغير، وكل فئات المجتمع.
تتميز أجواء رمضان بعد الإفطار في مصر بامتلاء المقاهي الشعبية بأهالي الأحياء السكنية، وحركة الأسواق النشطة، كما تشهد المدن المصرية العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية خلال شهر رمضان، مثل العروض الفنية والمسرحية والحفلات الموسيقية.
وعادة ما تظل معظم العائلات المصرية تتسامر وتستمتع بالأجواء العائلية حتى وقت السحور وصلاة الفجر.
اختلاف أجواء تركيا عن الدول العربية في رمضان
تختلف النشاطات التي تميز تركيا عن الدول العربية والإسلامية الأخرى في الفترة ما بعد الإفطار وحتى صلاة الفجر، وذلك نتيجة للتغيرات الثقافية والتاريخية المتعددة التي أثرت فيها.
عندما تسير في شوارع تركيا بعد الإفطار لا تجد أشخاصا كثر يتمشون فيها، على عكس الأيام العادية، وتجد معظم المحلات مغلقة باستثناء المقاهي والمطاعم التي تستقبل الزبائن حتى ساعات متأخرة.
وتكثر حركة المواطنين الأتراك في المساجد لأداء صلاة التراويح، وآخرون يتوجهون إلى المراكز التجارية والأماكن الترفيهية لقضاء بعض وقتهم فيها خاصة في أيام إجازة نهاية الأسبوع.
وتختلف هذه الأجواء قليلا في المدن السياحية التي تكون أكثر نشاطا بسبب حركة السائحين العرب والأجانب، التي لا تتوقف حتى خلال شهر رمضان.
وفي بعض المناطق السياحية في تركيا، يمكن للسياح المشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية التي تنظم خلال شهر رمضان، مثل المهرجانات الموسيقية والعروض الفنية التقليدية التي تقام في المسارح والصالات الكبيرة.
ويشهد الشهر الكريم في تركيا أيضا العديد من المناسبات الاجتماعية والعائلية، حيث يتم الاجتماع في بيوت الأهل والأصدقاء لتناول الطعام وتبادل الأحاديث.
وبالإضافة إلى ذلك هنالك العديد من الفعاليات الدينية الأخرى، مثل الإفطارات الجماعية وزيارات المقابر والمساجد التاريخية، ويعتبر ذلك جزءا من العادات والتقاليد الدينية والاجتماعية في البلاد.
وتعكس هذه الفعاليات والتقاليد العريقة في تركيا التنوع الثقافي الغني في البلاد، وتجعل شهر رمضان تجربة فريدة ولا تنسى لكل من يزور تركيا في هذا الوقت من العام.