تلتصق عشرات المحلات التجارية التركية والعربية في حارات عدة مشكلة لوحة من التآخي والود، ولعل موقعها في حي الفاتح العريق يُضفي عليها بريقا يشد الناس إليه.
يلفت انتباه السائر في حي الفاتح في القسم الأوروبي من مدينة إسطنبول، المتاجر العربية والتركية المتجاورة مشكلة نقطة تلاق ملفتة.
منتجات عربية وتركية على أرصفة واحدة في حي الفاتح
لا يستطيع المتجول في حي الفاتح إلا أن يستمتع بهذه اللوحة التي تبدو جذابة طوال أيام العام، لكنها تتوهج أكثر خلال شهر رمضان المبارك، حيث تُعرض المنتجات والمأكولات والعصائر التركية والعربية جنبا إلى جنب في مشهد جميل.
ولعل محال الأطعمة بسوق مالطا التركي في الفاتح، تتمتع بخصوصية فريدة لكونه سوقا تاريخيا، ويعتبر مركزا لتسوق المواطنين الأتراك والمقيمين العرب لتوفره على الحاجيات الأساسية التي تحتاجها كل عائلة.
المأكولات والمشروبات البارزة في حي الفاتح
تشاهد في حي الفاتح الأفران التركية في المنطقة وهي تشاطر الأزقة مع الأفران العربية، وكذا الأمر بالنسبة لمتاجر الحلويات والمطاعم، فضلا عن البقالات ومحلات اللحوم التي تلبي ذوق جميع الزائرين.
ويُلاحظ في التسوق اليومي خلال رمضان التركيز على خبز "البيدا" بالنسبة للأتراك و"المعروك" بالنسبة للسوريين والعرب، وهو طعام مرتبط بالشهر الفضيل وركن أساسي في مائدة الإفطار، فضلا عن اللحوم الطازجة أو المبهرة، ولا تخلو مائدة الإفطار من الحلويات التركية والسورية الشهيرة.
ومن أهداف المتسوقين المشروبات الخاصة بشهر رمضان مثل عرق السوس وتمر هندي والخروب وعصائر الفواكه الأخرى، الحاضرة بقوة على موائد الإفطار.
أجواء أسواق الفاتح في رمضان
يلاحظ قبيل ساعات من موعد الإفطار ازدحاما شديدا في أسواق حي الفاتح التاريخي، فتكون الحركة دؤوبة وصولا إلى ساعة يُذهب فيها الصائم ظمأه وتبتل فيها العروق.
في رمضان تمتزج الأجواء بين أسواق الفاتح مع جامع الفاتح الشهير الذي يتميز بروحانيات عالية ويقصده مصلون لكافة الصلوات خاصة في رمضان، وفي ساحته يوجد ضريح السلطان العثماني محمد الثاني الذي فتح إسطنبول (القسطنطينية) عام 1453م.
وتتكثف ساعات من الحراك المستمر من بعد صلاة العصر وصولا إلى وقت الإفطار، وتشهد فيها الأسواق سعيا حثيثا من الصائمين للجمع بين متعة التسوق في رمضان وتحصيل الأطعمة والمشروبات المميزة في الشهر الفضيل.
حي الفاتح يستقطب سكان اسطنبول
ونظرا للموقع المتميز لحي الفاتح فإن أسواقه تشهد زيارات وافدين من أحياء أخرى من إسطنبول، فضلا عن زيارات السائحين في المدينة له، فالحيّ هو قلب إسطنبول القديمة ومن أقدم أحيائها.
كما شكل الفاتح منطقة جذب كبيرة كونه قريب من أبرز الأماكن السياحية والتاريخية والأسواق المركزية، ففي منطقة الفاتح يقع البازاز المصري والبازار المسقوف (السوق المغطى) ومنطقة السلطان أحمد.
حتى أن كثيرا من اللافتات أصبحت تُكتب بالعربية، وسماع هذه اللغة لم يعد غريبا مقارنة بـ السنوات الأخيرة وأصبح الحي وكأنه قطعة من بلد عربي.
وقبل عام 2014 كان حي الفاتح الأثري تركي بامتياز فتفاصيل محلاته التجارية وأسواقه التي تعتبر وجهة يرتادها السياح الأجانب والعرب، كانت تخلو من أي طابع عربي.
وقلما كان هناك مطعم عربي أو سوري بالخصوص، ولكن اختلف ذلك تماما مع توافد آلاف ومئات آلاف السوريين والعرب إلى الولايات التركية وخاصة إلى مدينة إسطنبول.