تركيا بلد يمتد بين الشرق والغرب، مما يجعلها وجهة فريدة للمسافرين والسياح مع مجموعة متنوعة من التجارب، من مدينة إسطنبول الصاخبة والحديثة إلى الآثار القديمة للمدينة نفسها والمدن الأخرى كقونيا، أفسس، وكبادوكيا، بالإضافة إلى المناظر الطبيعية الخلابة في طرابزون.
فاعتمادا على اهتماماتك وتفضيلاتك، قد تجد أنك تنجذب أكثر إلى السياحة ذات النمط الغربي أو السياحة ذات النمط الشرقي.
في هذا المقال، سنستكشف الاختلافات بين هذين التفضيلين من السياحة ونبرز بعضًا من أهم المعالم السياحية في كل فئة.
السياحة في تركيا على النمط الغربي
تتأثر السياحة في تركيا ذات النمط الغربي بشكل كبير بالهندسة المعمارية الحديثة والمعاصرة، فضلاً عن التركيز على التجارب الاستهلاكية والترفيهية مثل مراكز التسوق والإقامات الفاخرة.
قد يهتم المسافرون الذين ينجذبون إلى السياحة ذات النمط الغربي باستكشاف معالم المدينة الحديثة في إسطنبول كالعديد من المباني والمعمار الأوروبي.
هذا بجانب مراكز التسوق والمطاعم والماركات الفاخرة التي تزخر بها المدنية كونها واحدة من أهم المدن التجارية في الشرق الأوسط والعالم اليوم، أو كالعديد من المتاحف والمعارض المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.
فإسطنبول، على وجه الخصوص، مدينة معروفة بالتسوق، حيث يوجد بها العديد من مراكز التسوق الحديثة ومتاجر المصممين المنتشرة في جميع أنحاء المدينة.
على سبيل المثال زورلو سنتر Zorlu center في إسطنبول هو مركز تسوق حديث يضم أهم المتاجر الراقية، والماركات العالمية، والشقق الفاخرة، ومركز الفنون المسرحية. بجانب ذلك، فإن التصميم الأنيق والمستقبلي للمبنى يجعله وجهة شهيرة للسياح المهتمين بالعمارة الحديثة.
مركز تسوق كانيون Kanyon مثال آخر على المعالم الحديثة في تركيا، وهو يقع في حي ليفنت Levent في إسطنبول. ويتميز المركز التجاري بتصميم فريد ومبتكر، مع مستويات متعددة وفناء مركزي في الهواء الطلق تحيط به المتاجر والمطاعم، بالإضافة إلى ما يزيد عن 160 متجرا لأهم وأشهر الماركات العالمية الفاخرة.
وبالطبع إذا تحدثنا عن الموضة فلا يجب أن ننسى وجهة تسوق شهيرة أخرى في إسطنبول وهي نيشان تاشي Nişantaşı المعروفة بمتاجرها الراقية ومتاجر المصممين العالميين.
فالحي معروف كوجهة مفضلة للسياح المهتمين بالموضة والذين يرغبون في التسوق لشراء سلع فاخرة.
بالإضافة إلى المعمار الحديث ومراكز التسوق الضخمة والموضة، تتميز السياحة في تركيا ذات النمط الغربي بالإقامة الفاخرة.
إذ يوجد العديد من الفنادق والمنتجعات الراقية في تركيا التي تقدم وسائل الراحة والخدمات ذات المستوى العالمي، وتلبي احتياجات ورغبات الباحثين عن الرفاهية.
أحد الأمثلة على الفنادق الفاخرة في تركيا هو فندق فور سيزونز إسطنبول على مضيق البوسفور Four Seasons Hotel Istanbul at the Bosphorus. والذي يقع على مضيق البوسفور.
يتميز الفندق بغرف وأجنحة أنيقة ومنتجع صحي فاخر والعديد من المطاعم والبارات التي تقدم خيارات متنوعة من الوجبات الراقية.
ولا تقف الإقامة الفاخرة عند مدينة إسطنبول فقط، ففي كل المدن التركية وخصوصاً الساحلية، كمدينة بودروم على سبيل المثال ذات الرفاهية، فهي تضم العديد من الفنادق الفاخرة والمنتجعات الفريدة مثل Mandarin Oriental Bodrum، الذي يقع على ساحل بحر إيجة في تركيا.
ويتميز المنتجع بفيلات فاخرة وشواطئ خاصة ومجموعة واسعة من الأنشطة والمرافق، ومرافق ذات جودة عالية للرياضات المائية.
ببساطة لمحبي السياحة في تركيا على النمط الغربي، سيجدون في معالمها الحديثة كل ما يريدون من إقامة فاخرة وفرص تسوق راقية.
السياحة في تركيا على النمط الشرقي
تتأثر السياحة فى تركيا على الطريقة الشرقية بشكل كبير بالتاريخ الغني للبلاد وثقافتها الفريدة، مع التركيز على الآثار القديمة والمناظر الطبيعية والتجارب الروحية.
فقد يهتم المسافرون الذين ينجذبون إلى ذلك النمط من السياحة في تركيا باستكشاف العديد من الآثار القديمة والمواقع الأثرية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، فضلاً عن المناظر الطبيعية الخلابة والتقاليد الثقافية لمناطق مثل قونيا، ومدينة أفسس القديمة، وكابادوكيا، وطرابزون.
فمن يبحث عن وجهة شهيرة للسياحة الروحية، ستكون مدينة قونيا وجهته الرئيسية.
وتقع قونيا في وسط منطقة الأناضول، وهي مدينة ذات تاريخ غني وتراث ثقافي. وتعرف أيضًا باسم مدينة الصوفية، فهناك عاش الشاعر والعالم الصوفي الأشهر جلال الدين الرومي أو كما يطلق علية الأتراك "مولانا".
فمنذ القرن الثالث عشر، وقعت المدينة تحت تأثير الرومي وأعماله الدينية والشعرية، حتى أصبحت وجهة شهيرة للسياحة الروحية من مختلف الأديان.
ويتردد زائري المدينة بشكل كبير على متحف مولانا، الذي يضم ضريحه، بالإضافة إلى مسجد ومكتبة ومعارض أخرى تتعلق بحياته وتعاليمه.
هذا بجانب العروض الصوفية ورقصة المولوية أو "السماح" الخاصة بالدراويش والتي تستند إلى التقليد الصوفي للغزل لتحقيق حالة من التنوير الروحي، والتي تقام كل سبت.
ولا تقف المدينة عند إرث مولانا وحسب، حيث تعد قونيا موطنًا للعديد من المواقع الإسلامية المهمة الأخرى.
فمثلا، يعود تاريخ مسجد علاء الدين إلى القرن الثالث عشر، وهو من أقدم وأجمل المساجد في تركيا، ويقع على تل يطل على المدينة.
وجهة روحية أخرى شهيرة في قونية هي مدرسة كاراتي Karatay Medresesi، وهي مدرسة إسلامية من القرن الثالث عشر جرى تحويلها إلى متحف يضم معروضات عن الفن والثقافة الإسلامية، بما في ذلك السيراميك والمنسوجات والخط.
وهذه المدينة آسره لمحبي الشرق فبمجرد المشي في شوارعها، يمكن رؤية الأضرحة الإسلامية ودور العبادة الكثيرة.
ومن قونيا إلى أحد أشهر الوجهات السياحية في تركيا ذات النمط الشرقي وهي منطقة كابادوكيا، التي تشتهر بمناظرها الطبيعية الفريدة من مداخن خرافية ومدن تحت الأرض.
ويمكن لزوار كابادوكيا استكشاف هذه التكوينات الجيولوجية الفريدة من خلال منطاد الهواء الساخن أو ظهور الخيل أو المشي سيراً.
ويمكنهم أيضًا زيارة المواقع التاريخية مثل متحف Göreme Open Air، وهو أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو الذي يضم كنائس وأديرة منحوتة في الصخور.
ومن أهم الوجهات الشهيرة الأخرى للسياحة في تركيا على النمط الشرقي، مدينة أفسس Efes القديمة.
وكانت أفسس ذات يوم مدينة يونانية ورومانية مزدهرة وهي الآن موطن لبعض من أفضل الآثار المحفوظة في العالم، بما في ذلك معبد أرتميس the Temple of Artemis ومكتبة سيلسوس Library of Celsus.
يمكن لزوار أفسس أيضا استكشاف بيت مريم العذراء House of the Virgin Mary القريب، والذي يُعتقد أنه مكان الراحة الأخير للسيدة العذراء مريم.
وأخيراً هناك وجهة لجميع محبي السياحة في تركيا بشكل عام هي مدينة طرابزون، التي تقع على ساحل البحر الأسود، وتتميز بجمالها الطبيعي وتراثها الثقافي الغني.
تتمتع المدينة بتاريخ طويل ورائع، حيث كانت مركزًا رئيسيًا للتجارة على طريق الحرير القديم، وتعد طرابزون اليوم وجهة شهيرة للسياح الباحثين عن تجربة سفر فريدة وأصيلة.
يعد متحف آيا صوفيا من أشهر المعالم السياحية في طرابزون، ويتميز بأمثلة مذهلة من الفن والعمارة البيزنطية والإسلامية، ويمكن للزوار استكشاف العديد من الغرف والمعارض فيه، بما في ذلك القبة الرائعة واللوحات الجدارية.
تعد طرابزون أيضًا موطنًا للعديد من المساجد الجميلة، بما في ذلك مسجد أتاتورك بافيليون Atatürk Pavilion ومسجد جولبهار هاتون Gulbahar Hatun، والتي تتميز بأساليبها المعمارية الفريدة وزخارفها المعقدة.
بالإضافة إلى معالمها الثقافية، تشتهر طرابزون أيضا بمناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تقع بحيرة أوزنجول Uzungöl في الجبال القريبة من طرابزون.
وهي وجهة شهيرة لجميع القادمين للسياحة في تركيا، حيث التنزه والاستجمام في الهواء الطلق، والبحيرة محاطة بالغابات الخضراء المورقة وتوفر مناظر خلابة للجبال المحيطة.
سواء كنت منجذبًا إلى مناظر المدينة الحديثة والرفاهية على النمط الغربي أو الآثار القديمة والتجارب الثقافية الفريدة والمناظر الطبيعية للسياحة ذات النمط الشرقي، فتركيا هي وجهة لديها ما تقدمه للجميع، من شوارع ومراكز إسطنبول الصاخبة إلى تلال وبحيرات كابادوكيا وطرابزون الهادئة.