يتنافس الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان وزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليجدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية التركية 2023، فمن هو الرجل الذي يلقب بزعيم المعارضة ويمثل تحالف الأمة في السباق الرئاسي؟
اللافت أن كليتشدار أوغلو الذي تسلم رئاسة حزب الشعب الجمهوري عام 2010 لم يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية لعامي 2014 أو 2018، لكنه هذه المرة حشد أحزاباً معارضة تحت مسمى تحالف الأمة للمنافسة على كرسي الرئاسة.
حاول كليجدار أوغلو جذب الأحزاب المعارضة الأخرى إلى صفوف تحالفه لضمان فوزه في الانتخابات لكنه فشل فيما يبدو أمام محرم إنجه المرشح الذي أعلن مؤخراً انسحابه من السباق الرئاسي وسنان أوغان الذي أكد الاستمرار حتى الرمق الأخير في انتخابات 14 مايو/أيار 2023.
من هو كمال كليجدار أوغلو وما هي وعوده الانتخابية؟
يعتبر كمال كليجدار أوغلو Kemal Kılıçdaroğlu وفق استطلاعات الرأي الحالية وحسب المعطيات الجارية أبرز منافسي أردوغان في الانتخابات الرئاسية.
لكن لطالما أشار أردوغان إلى كليجدار أوغلو كطرف مدعوم من قوى غربية ولم يستبعد أن يكون قد ضغط على محرم إنجه للانسحاب من الترشح للرئاسة.
ومن أبرز ما ينادي به كليجدار أوغلو ضمن حملاته الانتخابية خفض التضخم، وإعادة تركيا للنظام البرلماني بما يعني استعادة منصب رئيس الوزراء إلى جانب أجندة عديدة محلية ودولية.
ويعد كليجدار أوغلو بتغيير سياسة تركيا الخارجية 180 درجة حسب وصفه وانتهاج سياسة توافق الغرب في حال فوزه بالانتخابات.
ورأى مرشح تحالف الأمة أن علاقات تركيا مع الدول الغربية ساءت في السنوات الأخيرة وعليها أن تغير سياستها وتطبق القواعد الديمقراطية التي ينص عليها الاتحاد الأوروبي وفق قوله.
ما أصل كمال كيليتشدار أوغلو Kemal Kılıçdaroğlu؟
كمال كليجدار أوغلو أو بالتركية Kemal Kılıçdaroğlu من بلدة ناظمية في ولاية تونغلي شرقي تركيا.
وفق ما ترجمه أوراق تركيا عن موقع البرلمان التركي ولد كليجدار أوغلو سنة 17 كانون الأول/ديسمبر 1948 من عائلة تعود أصولها إلى خراسان الإيرانية.
واللافت أن لقب والد كمال كان قمر خان وقد غير كنيته سنة 1950 إلى كليجدار أوغلو.
ما دراسة كمال كليجدار أوغلو؟
درس كمال في ثانوية إيلازيغ التجارية الثانوية وتخرج منها سنة 1967 وارتاد قبلها مدارس ولايته تونغلي قبل الانتقال للمرحلة الجامعية.
اللافت أن زعيم حزب الحركة القومية التركي دولت بهجلي كان من بين زملاء كليجدار أوغلو في المرحلة الابتدائية.
وفي عام 1971 تخرج كليجدار أوغلو من معهد أنقرة للدراسات الاقتصادية والتجارية وهو تابع حالياً لجامعة غازي ويقع ضمن العاصمة التركية.
ويعود سبب دخوله للمعهد إلى عدم التمكن من دخول امتحان القبول بالجامعة لأنه في ذلك الوقت لم يكن يحق لخريجي الثانوية التجارية ذلك.
ويتحدث كمال كليجدار أوغلو Kemal Kılıçdaroğlu عن نفسه بأنه من عائلة فقيرة مكونة من سبعة أبناء.
وحسب روايته كان يضطر لاستعارة مريول المدرسة من صديقه لحضور المناسبات لأنه لم يكن يملك مريولاً.
ولطالما كرر زعيم حزب الشعب الجمهوري الحديث عن فقره في أيام صغره وشبابه وأن دخوله السياسة ليغير الأحوال نحو الأفضل "وفق وعوده الانتخابية".
حياة كمال كليتشدار أوغلو المهنية
وعن حياته المهنية يقول كليجدار أوغلو إن الفقر هو ما دفعه للعمل مبكراً والبحث عن وظيفة.
وقد عمل إخصائيّ حسابات مبتدئاً في وزارة المالية ثم أصبح محاسباً.
تلقى تدريباً في فرنسا وعين نائباً لرئيس الإيرادات في الوزارة.
عين رئيساً لمؤسسة التأمين الاجتماعي مابين 1992 و1999.
في سنة 1999 تقاعد كليجدار أوغلو من عمله وركز على نشاطه السياسي.
البداية من حزب الشعب الجمهوري
عام 2002 بدأ نشاط كليجدار أوغلو السياسي بالانضمام إلى حزب الشعب الجمهوري حسبما نقله موقع سوزجو.
وفي ذلك الوقت جاء الحزب في المرتبة الثانية بعد حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2002 بنسبة 19،39 بالمئة من الأصوات.
والحزب المذكور نشأ على يد مؤسس الدولة التركية مصطفى كمال أتاتورك في 9 أيلول/سبتمبر 1923.
في العاشر من مايو/أيار 2010، أعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق دنيز بايكال استقالته بعد تسريب شريط فيديو سري له ينطوي على فضيحة جنسية.
وانتخب كمال كليجدار أوغلو خليفة لدنيز ليترأس حزب الشعب الجمهوري وحافظ على موقعه في البرلمان كثاني أكبر الأحزاب.
وأسس كمال كليجدار أوغلو في انتخابات 2018 تحالف الأمة جنباً إلى جنب مع سياسيين معارضين وهم:
- زعيمة حزب إيي ميرال أكشينار
- تمل كرمولا أوغلو رئيس حزب السعادة
- رئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال
وفي عام 2019 حصل حزب الشعب الجمهوري على مكاسب في الانتخابات المحلية وفاز مرشحوه برئاسة بلديتي إسطنبول وأنقرة أحد أبرز معاقل حزب العدالة والتنمية.
وفي الوقت الحالي يمثل كليجدار أوغلو تحالف الأمة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لعام 2023 بعد عقده اجتماعات مع أحزاب أخرى معارضة ضمن ما يسمى "الطاولة السداسية".
وتوسع تحالف الأمة ليشمل مؤخراً الأحزاب التالية:
- حزب الشعب الجمهوري
- الحزب الجيد
- حزب السعادة
- حزب المستقبل
- حزب التقدم والديمقراطية
- الحزب الديمقراطي
ورغم الأيدلوجيات المختلفة التي تحملها تلك الأحزاب إلا أنها اتفقت على معارضة الرئيس التركي والعمل على الإطاحة به وبتحالف الجمهور الذي يقوده خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.