انتشر خلال السنوات الأخيرة في تركيا الحديث بكثرة عن جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية "موصياد" (MÜSİAD)، وهي منظمة غير حكومية بارزة.
وموصياد تأسست في عام 1990 في إسطنبول، بهدف تمثيل ودعم مصالح رجال الأعمال والصناعيين المستقلين داخل البلاد وخارجها ومساندة الاقتصاد التركي.
ومع ازدياد الحديث عنها مؤخرا، يقدم هذا التقرير لمحة عامة عن جمعية موصياد MÜSİAD وتاريخها وأنشطتها وتأثيرها.
وبرزت الجمعية التركية لرجال الأعمال والصناعيين المستقلين (MÜSİAD) كمنظمة بارزة ومؤثرة في مشهد الأعمال في تركيا في بداية التسعينات من خلال تشجيع رجال الأعمال الأتراك على توسيع أعمالهم خارج تركيا، إذ كانت ترى الجمعية ضرورة انفتاح تركيا على السوق العالمي.
تاريخ تأسيس جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية
تأسست جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين التركية "موصياد" (MÜSİAD) في مدينة إسطنبول في 9 مايو/أيار 1990 على يد رجال أعمال أتراك لديهم رؤية وخطة واضحة لفتح تركيا للسوق العالمية.
عملت الجمعية على تعزيز توسع رجال الأعمال الأتراك في أنشطتهم خارج تركيا وتوفير فرص لتطوير أنفسهم وإقامة شراكات مع المنظمات العالمية.
وتجاوزت الجمعية مرحلة النشأة بسرعة بفضل الدعم السياسي والرعاية التي قدمها نجم الدين أربكان، الذي قبل بتبني المجموعة ودعمها، خاصة خلال فترة توليه رئاسة الوزراء عام 1996.
إذ تلاقت توجهات أربكان السياسية والاقتصادية مع رؤية الجمعية، وهي دعم الاقتصاد من خلال الاكتفاء الذاتي، والإنتاج، والتصنيع، والتصدير.
أهداف وشعار جمعية موصياد MÜSİAD
تحت شعار "أخلاق عالية.. تكنولوجيا عالية" أوضحت موصياد رؤيتها للنهوض بقطاع الأعمال من خلال ترسيخ الاندماج بين الاقتصاد والتدين في المجتمع وحياة الفرد.
وتتمثل أهدافها في التالي:
- تمثيل ومناصرة حقوق ومصالح رجال الأعمال والصناعيين المستقلين.
- تشجيع ريادة الأعمال ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
- تشجيع وتسهيل الاستثمارات المحلية والدولية.
- تعزيز النمو الاقتصادي والتنمية في تركيا.
- ترسيخ القيم الأخلاقية والمسؤولية الاجتماعية والتضامن بين أفرادها.
أنشطة جمعية موصياد MÜSİAD الاقتصادية
ساهمت موصياد بشكل كبير في التنمية الاقتصادية ونمو الأعمال والمسؤولية الاجتماعية في البلاد.
فخلال عقدين من حكم حزب العدالة والتنمية، وسعت "موصياد" نطاق أنشطتها الاقتصادية بفضل زيادة عدد الأعضاء والدعم الذي تلقته من الحكومات.
وبفضل هذا التعاون، استطاعت الجمعية توفير التسهيلات اللازمة لأعضائها في تنمية أعمالهم.
وبات أعضاء "موصياد" يشتغلون في مختلف القطاعات الاقتصادية تقريباً، بدءًا من صناعة المحركات وقطع الغيار وصولاً إلى المنتجات الإلكترونية ومعدات الكهرباء والمنسوجات والمقاولات، ومعارض السيارات، والأثاث، والتعدين.
وحالياً تحظى موصياد بأعضاء قوامهم حوالي 10 آلاف رجل أعمال تركي، وتمتلك علاقات مع حوالي 60 ألف شركة. وتعد هذه الشركات مصدر توظيف لحوالي 1.8 مليون موظف وعامل.
لدى الجمعية 89 مكتب تمثيلي في مختلف مناطق تركيا، ما يعزز تمثيلها الجغرافي وقدرتها على دعم أعضائها في جميع أنحاء البلاد.
وبالإضافة إلى ذلك، توفر جمعية موصياد 225 نقطة تواصل وخدمات استشارية في 95 دولة حول العالم. وبفضل هذه الشبكة العالمية، تعتبر "موصياد" واحدة من أكبر تجمعات رجال الأعمال الأتراك على المستوى المحلي والدولي.
تلك النقاط التواصلية توفر الدعم والمساعدة لأعضاء الجمعية في التعامل مع المنظمات الدولية وتوسيع نطاق أعمالهم عبر الحدود.
فمن خلال تلك النقاط توفر الجمعية:
- شبكات الأعمال: تنظم من خلالها المؤتمرات والندوات وأحداث المطابقة التجارية لتسهيل التواصل والتعاون بين الأعضاء ومع الكيانات الوطنية والدولية الأخرى.
- المعارض التجارية: تنظم موصياد المعارض التجارية "موصياد إكسبو - Musiadexpo"، ويتم هذا بشكل دوري للترويج للمنتجات التركية وتشجيع التجارة المحلية والدولية.
- الأبحاث والمنشورات: تجري موصياد البحوث حول مختلف الموضوعات الاقتصادية والتجارية وتنشر التقارير والمجلات والكتب لتقديم رؤى قيمة لأعضائها.
- التدريب والتطوير: توفر موصياد برامج تدريبية وورش عمل ومبادرات إرشادية لدعم النمو المهني لأعضائها وتعزيز ريادة الأعمال.
- المسؤولية الاجتماعية: تحرص موصياد على تنفيذ مشاريع المسؤولية الاجتماعية، بما في ذلك الأنشطة الخيرية، وتنمية المجتمع، والمبادرات التي تعزز الاستدامة البيئية.
بالإضافة إلي تلك النقاط، تتمتع "موصياد" بشبكة واسعة وتمثيلية قوية، مما يساهم في تعزيز مكانتها كأحد أكبر تجمعات رجال الأعمال في تركيا والعالم، وذلك بفضل حجم أعضائها والشركات التي تمثلها والقدرة على تقديم الدعم والخدمات في مختلف القطاعات والمناطق.
ففي عام 2003، أصبحت "موصياد" عضوًا في الاتحاد الأوروبي لجمعيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مما يعكس التزام الجمعية بتعزيز الروابط مع المنظمات الأوروبية ذات الصلة وتبادل الخبرات والمعرفة في مجال رجال الأعمال.
وبذلك، أصبحت الجمعية المساهم الأكبر في الاستثمارات التركية الخارجية، التي قدرت بنحو 40 مليار دولار في الفترة بين عامي 2000 و2017 وفقًا لتقرير صادر عن مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي (DEIK).
بجانب ذلك، افتتحت "موصياد" مكتبًا في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة عام 2013 بهدف تعزيز العلاقات التركية الأمريكية على المستويات السياسية والاقتصادية من خلال تنظيم مؤتمرات وندوات وفعاليات أخرى.
مساهمات جمعية موصياد في الاقتصاد التركي
وتسهم موصياد بشكل كبير في الاقتصاد التركي، حيث يقدر أنها تسهم بنسبة تصل إلى 18% من الناتج القومي الإجمالي للبلاد، مما يعكس أهمية وتأثير الجمعية في دعم قطاع الأعمال وتعزيز النمو الاقتصادي.
بالإضافة إلى ذلك، وصلت قيمة الصادرات التي أجريت بواسطة الشركات المنتمية إلى "موصياد" إلى حوالي 17 مليار دولار أمريكي عام 2018. مما يوضح القدرة الفعالة للجمعية على تعزيز التجارة الخارجية والعلاقات التجارية مع الأسواق العالمية.
ومن المتوقع أن يصل حجم الإسهام السنوي في الناتج القومي الإجمالي التركي من قبل أعضاء ومنتسبي موصياد إلى 200 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023.
وبالتالي تلعب موصياد أيضًا دورًا مهمًا في الحد من نسبة البطالة في تركيا، من خلال توفير فرص العمل لما يقرب من مليوني فرد في مختلف القطاعات التجارية والصناعية.
ساهمت جمعية موصياد (MÜSİAD) في بيئة الأعمال والمجتمع التركي بشكل كبير، فمن خلال تعزيز ريادة الأعمال، والمشاركة في أنشطة مختلفة، شجعت الحكومة على القيام بإصلاحات سياسات مواتية لرجال الأعمال والصناعيين المستقلين، مما أدى إلى تحسين ظروف الأعمال والأطر التنظيمية.
ولعبت الجمعية دورًا في دفع النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في تركيا، عن طريق تنفيذ فعاليات التواصل والمعارض التجارية، مما ساهم في زيادة الصادرات والاستثمار الأجنبي المباشر.
بالإضافة لذلك، عززت منشورات الجمعية البحثية وبرامج التدريب معارف ومهارات أعضائها، مما مكنهم من التفوق في مجالات تخصصهم، وخلق تأثير إيجابي على المجتمعات المحلية من خلال التعليم والرعاية الصحية ومشاريع الاستدامة البيئية.