انعكس التقارب الثقافي للشعب التركي والعربي الذي خلفته الدولة العثمانية على ثقافة الطعام أيضا، ونرى ذلك واضحا في وجود العديد من الأكلات المشتركة بين المطبخ التركي والعربي.
يضم المطبخ التركي العديد من أكلات الشعوب المختلفة كالمطبخ العربي واليوناني والفرنسي.
واستمد المطبخ التركي العديد من الأكلات من الخارج وطور عليها ليجعلها مناسبة للثقافة التركية، بجانب أكلات المطبخ العثماني العريق.
وتجذب الأكلات التركية التقليدية الكثير من السياح الذين يأتون إلى تركيا بهدف التعرف على ثقافة الشعب التركي عن قرب.
تأثر المطبخ العربي كذلك بالمطبخ التركي واقتبس منه العديد من الأكلات التي سببت جدالا كبيرا بعد عدة سنوات عن أصلها والطريقة الصحيحة لطهيها.
نستعرض لكم في هذا التقرير بعض الأكلات المتشابهة بين المطبخ التركي والعربي
ورق العنب
يتفاخر العرب بورق العنب الذي يعتبر أحد أشهر وجبات المطبخ العربي، ويشتهر بشكل خاص في منطقة بلاد الشام ومصر.
إذ يجري طهي أوراق العنب الخضراء المحشورة بالأرز واللحم وتؤكل ساخنة كنوع من أنواع المحاشي التقليدية.
في نفس الوقت تعتبر أكلة ورق العنب إحدى أكثر الأكلات التركية الشهيرة.
إلا أن طريقة طهيها تختلف عن طريقة المطبخ العربي، إذ يضيف الأتراك القرفة على الأرز بدلا من اللحم ويفضلون أكله باردا بعكس المطبخ العربي الذي يفضل أكله ساخنا.
الكباب
بات الكباب التركي وجبة عالمية بفضل المطبخ التركي إذ يشتهر الأتراك بالكباب بأنواعه.
وبحسب الروايات فإن أصل الكباب يعود للعثمانين، فقد كان الجنود يشوون قطع لحم الحيوانات التي يصطادونها من خلال غرسها في السيوف فوق نار هادئة.
يعتبر العرب الكباب ضمن أكلاتهم التقليدية الرئيسية، إذ يتفننون في طرق شويه وطهيه.
ويختلف الكباب العربي عن التركي إذ يضيف العرب على اللحم بعض أنواع التوابل الخاصة غير الموجودة في المطبخ التركي.
شوربة العدس
تعتبر شوربة العدس أحد أهم الأطباق في المطبخ العربي والتركي، لكنها تعد أكثر شيوعا لدى الأتراك الذين لا تكاد تخلو موائدهم من أطباقه في جميع أيام السنة.
أما العرب فيفضلون الشورية بأنواعها في فصل الشتاء لما تعطيه من شعور بالدفء في درجات الحرارة الباردة.
لا يختلف طعم شورية العدس بين المطبخ التركي و العربي لأنها تطهى بنفس الطريقة تقريبا.
البقلاوة
تعرف البقلاوة بأصلها التركي، حيث باتت علامة مميزة في تاريخ المطبخ التركي القديم إلى أن جابت جميع أنحاء العالم كرمز يدل على الثقافة التركية الأصيلة.
إلا أن العرب أيضا أخذو البقلاوة التركية إلى بلادهم وغيروا قليلا في طريقة عملها.
يعترف العرب بكون البقلاوة نوع حلويات تركي الأصل، وصل المطبخ العربي مع الحكم العثماني للدول العربية مع بعض التغيرات التي أضافها العرب إليها.
الكبة
تعرف الكبة بأنها نوع من أنواع المقبلات التي تشتهرها بها دول بلاد الشام ويبرع بطهيها الشعبين السوري واللبناني على وجه التحديد.
وقد تتفاجىء عندما تعلم أن المطبخ التركي أيضا يحتوي في وصفاته على الكبة وهي ما يعرف باسم "içli köfte".
الكنافة
يتميز كل من المطبخ التركي والعربي بأنواع خاصة من الكنافة، ففي حين تشتهر تركيا بالكنافة الإسطنبولية يتفاخر العرب بالكنافة النابلسية.
ولا يجد الأتراك والعرب مشكلة في وجود عدة أنواع مختلفة من الكنافة بين المطبخين، إذ يشهد الطرفان دائما بلذة الكنافة التركية والنابلسية دون تفريق.
الشاورما
يعود الاختلاف على أصل الشاورما بين العرب والأتراك إلى سنين عديدة.
وبحسب رواية الأتراك فإن أصل الشاورما تركي عثماني وكان الحجاج الأتراك يأخدون معهم الشاورما في طريقهم إلى الحج مرورا بسوريا وهو ما تسبب في نقل ثقافتها إلى الدول العربية.
من ناحية أخرى يرفض العرب فكرة كون الشاورما تركية الأصل متمسكين بها كوجبة تقليدية عربية الأصل.
ويبررون ذلك بأن الواجب في طهي الشاورما خلط اللحم مع أنواع معينة من التوابل وهو ما كان يفتقر إليه المطبخ التركي قديما.
الدولما " المحشي"
يتشارك المطبخين العربي والتركي أيضا بوجبة الدولما أو ما يعرف بالمحشي، مع اختلاف في طريقة الطهي والأكل.
ففي حين يضيف العرب التوابل واللحم إلى الأرز المحشي، يفضل الأتراك عدم الإكثار منها.
أما عن طريقة الأكل فيفضل العرب أكل الدولما وهي ساخنة كونها وجبة رئيسية على مائدة الغداء، أما الأتراك الذين يعتبرون الدولما نوعا من المقبلات فيفضلون أكلها باردة.