لا يمكن لسائح عربي أن يزور تركيا من دون أن يحظى بفرصة شرب كأس من الشاي التركي مجانا، وإذا زار الولايات المطلة على البحر الأسود فلا بد أن يتضمن جدوله زيارة مزارع الشاي التركي ومصانعه.
ويعتبر الشاي التركي جزءا لا يتجزأ من الثقافة التركية، إذ يستهلك المواطن الواحد حوالي 1300 كوب من الشاي التركي سنويا، لتكون تركيا الأكثر استهلاكا للشاي عالميا.
الشاي الذي يعتبر المشروب الأكثر استهلاكا في العالم بعد الماء، يستقطب ذائقة السياح العرب وهو الأمر الذي يدفعهم إلى حمل عبوات منه، قبل أن يتطور الأمر إلى حد استيراد الدول العربية أصنافا من الشاي التركي.
تؤدي منطقة شرق البحر الأسود، التي تلفت الأنظار بنكهات الشاي التركي، دورا مهما في تفضيلات السياح العرب، خاصة القادمين من دول الخليج وبالتالي ارتفعت صادرات الشاي التركي.
ما هي الدول العربية التي تستورد الشاي التركي؟
وفقا لاتحاد مصدري شرق البحر الأسود (DKİB)، زادت صادرات الشاي التركي من تركيا إلى دول عربية في السنوات الماضية بنسبة 25% من حيث الكمية و31% على أساس العائدات، وجاءت وفق الترتيب التالي:
- العراق: 532 ألف كيلو جرام
- السعودية: +86 ألف كيلو جرام
- الإمارات: 15 ألف كيلو جرام
- الكويت: +9 آلاف كيلو جرام
- قطر: 8 آلاف كيلو جرام
أما دوليا، فقد صدّرت تركيا 4 آلاف و870 طنا من الشاي التركي إلى 106 بلدان خلال الفترة بين يناير/كانون الثاني – سبتمبر/أيلول 2022، بعائدات بلغت 16.5 مليون دولار.
وبذلك حققت صادرات الشاي التركي نموا خلال الفترة المذكورة بنسبة 42% في الكمية، و26% في العائدات، مقارنة بالفترة نفسها من 2021، التي بلغت فيها العائدات 13.2 مليون دولار.
السياح العرب والشاي التركي
في أثناء زيارة السياح العرب إلى مدينة طرابزون، يتضمن جدولهم زيارة إلى مصانع الشاي التركي، وهناك يطّلعون على أنواعه وطرق إعداده، كما يمكنهم مشاهدة أماكن زراعته على جانبي الطريق.
ويمكن رؤية العمال وهم يعملون على حصاد أوراق الشاي التركي عبر أدوات خاصة تقطف وتجمع في أكياس لتنتقل إلى المراحل اللاحقة من التجفيف والتغليف ونقلها للأسواق أو للتصدير.
وينجذب كثير من السائحين للجمال الخاص في منطقة زراعة الشاي التركي ضمن جولتهم السياحية، وتخليد ذكرياتهم الرائعة، حيث تعتبر منطقة البحر الأسود وجهة سياحية مميزة.
ونتيجة للجمال المميز للحدائق تلقى مزارع الشاي التركي اهتماما سياحيا كبيرا، ويُكثر السائحون من التقاط الصور التذكارية، كما أن كثيرا من المشاهير في تركيا يزورون المنطقة للاطلاع على جمالها.
تاريخ الشاي التركي
تاريخ إنتاج وزراعة الشاي التركي يعود إلى عام 1917، عندما أُرسل وفد من وزارة الغابات والزراعة التركية إلى منطقة شرق البحر الأسود، فتوصل إلى أنها مناسبة جدا لإنتاج الشاي التركي.
بعدها أخذ الأمر بعدا قانونيا، إذ سن البرلمان قانونا عام 1924 لزراعة عدة منتجات من بينها الشاي التركي لتنمية المنطقة، وخاصة في ولاية ريزة.
بعد 14 عاما أُنتجت أول ورقة شاي خضراء وجافة، وبعدها بعامين وُضع إنتاج الشاي التركي تحت حماية الدولة، وهو ما ساهم في توسع المساحات التي تزرع الشاي الشاي التركي.
ونظمت تركيا عملية إنتاج الشاي التركي وزراعته فأنشأت المديرية العامة لشركات الشاي التركي "تشايكور"، لتكون المسؤولة الرئيسية عن زراعة الشاي التركي وتسويقه، ويتبع لها 46 مصنعا مع 16 ألف موظف.
أشهر أنواع الشاي التركي
الشاي التركي له ثلاثة أنواع؛ الشاي التركي الأسود والشاي التركي الأخضر والشاي التركي الأبيض، لكن الشاي التركي الأسود يعتبر الأكثر انتشارا واستهلاكا في تركيا بـ250 طن سنويا.
وإذا كنتم تتساءلون عن أفضل وأشهر أنواع وشركات الشاي التركي، فإليكم أبرزها:
- شاي كور Çaykur
- أوف شاي Ofçay
- شاي دوغادان Doğadan
- شاي دوغوش Doğuş Çay
- شاي بيتا Beta Tea
- شاي أحمد Ahmad Tea
ما أشهر مناطق زراعة الشاي التركي؟
يزرع الشاي على السفوح المرتفعة إلى علو ألف متر فوق سطح البحر، وبسبب الارتفاع فإن الجو يوفر له الحماية من الميكروبات، وعدم استخدام الأسمدة لمكافحة الأمراض والحشرات.
تعتبر ولايات الحوض الشرقي للبحر الأسود بتركيا، وفي مقدمتها ريزة وتليها طرابزون وآرتفين وأوردو وغيراسون من أكثر الولايات إنتاجا للشاي التركي.
ويقدر إجمالي المساحة المزروعة فيها 849 ألف دونم بحسب أرقام وزارة الغابات والزراعة، لكن ولاية ريزا غطّت قرابة 50% من إنتاج الشاي التركي خلال 2021.
