تحمل ألوان علم تركيا الكثير من المعاني التي ارتبطت بالأحداث التاريخية اللتي تعاقبت على ثرى الدولة وصنعتها على مر التاريخ.

كما تُشير الرموز التي تتوسطه إلى حكايات وأساطير ترامت في أنحاء تركيا منذ عصور مضت، وأشارت بدورها إلى هوية الدولة وثقافتها، والمقال أدناه تنقلك في رحلة متسلسلة لقصة علم تركيا.

ألوان علم تركيا الآن ورموزها

يتلون علم تركيا باللونين الأبيض والأحمر على النحو الآتي:

• المستطيل الأحمر الكبير، يُمثل الدولة العثمانية في القرن السابع عشر، ودماء الشهداء الذين سقطوا خلال حرب الاستقلال التركية ضد القوى الاستعمارية في فرنسا وإنجلترا واليونان وروسيا.
• الهلال، والذي يُستخدم تكريمًا للانتماءات الدينية للأمة وشعبها.
• النجمة البيضاء، والتي ترمز للديمقراطية وتنوع الثقافات التركية.

تاريخ علم تركيا

مرّ علم تركيا بالعديد من المراحل التاريخية التي كانت جزءًا من الشكل الذي هو عليه اليوم، والسطور أدناه توضحها متسلسة مع الزمن:

أول علم للأتراك في عام 1383

كان أول علم للأتراك في 1383 وهو العام الذي يُمثل الفترة الأولى للدولة العثمانية التي يتخللها الدفاع والكفاح من أجل بنائها، وكان العلم يتخذ الشكل المثلث باللون الأحمر الذي كان يُشير وقتها إلى دم الشهداء الذين سقطوا في حرب كوسوفو الأولى عام 1362- 1389.

فترة فتح القسطنطينية في عام 1453

يأخذ عام 1453 م مقامًا رفيعًا في قلوب الأتراك، حيثُ افتُتحت في هذا العام القسطنطينية على يد محمد الفاتح، وتوالت بعدها الانتصارات على الدولة العثمانية، وهنا شهد العلم إضافة جديدة تمثلت بالهلال الذهبي الذي يرمز للمسلمين.

فترة انضمام مصر للدولة العثمانية عام 1517، وسوريا وبلاد الشام

انضمت مصر إلى الدولة العثمانية في عام 1517، وسرعان ما انضمت سوريا بعدها وبلاد الشام وفلسطين والحجاز.

وهنا تطور مفهوم العلم عند الأتراك انطلاقًا من تغير مفهوم حاكم الدولة العثمانية إلى خليفة المسلمين، مما دفعهم لتخصيص العلم المثلث الأحمر وهلاله الذهبي للمؤسسات السياسية، وبحلته الخضراء للمؤسسات الدينية.

فترة اختيار العلم الموحد في عام 1844

أصبحت الدولة العثمانية في عام 1844 موحدةً فكريًّا، الأمر الذي دفع المسؤلوين لتوحيد العلم أيضًا، وحافظ وقتها اللون الأحمر على مكانته، مع إضافة النجمة الثمانية إلى جانب الهلال، والتي حافظت وقتها على رمزيتها الإسلامية.

وتجدر الإشارة إلى أنّ اختيار الهلال والنجمة في علم تركيا الموحد كان من صلب أحد الأساطير المتعلقة بانعكاس القمر والنجوم على دماء الشهداء الذين رووا في دمائهم أرض الدولة في حرب كوسوفو.

فترة سن قانون العلم التركي عام 1936

سُنّ قانون العلم التركي في عام 1936، ورجوعًا للقانون فقد صدر القرار باستبدال النجمة الثمانية إلى نجمة خماسية ترمز إلى الديمقراطية على أرض تركيا والهوية التركية كذلك.

يُمكنك التجوال في انحاء تركيا والتعرف على الأسرار التي يُخفيها تاريخها عند اتقانك اللغة، والمقال الآتي يُساعدك: مصادر يمكن الاستعانة بها لتعلم وتدريس اللغة التركية.

خصوصية العلم التركي عند الأتراك

صدر قانون خاص بالعلم التركي في دولة تركيا، حمل في سطوره مقدار الأهمية التي يمنحها الشعب التركي للعلم بقيادة رئيسه، وكذلك الخصوصية والحساسية التي يشعرون بها اتجاهه كونه ممثلًا لتاريخ الدولة العريق، والمواد الآتية كانت أبرز ما جاء فيه:

• لا يجوز استخدام العلم التركي ممزقًا أو مرقعًا أو متحصنًا أو متسخًا أو شاحبًا أو مجعدًا أو بأي طريقة من شأنها الإضرار بقيمته المعنوية.
• لا يمكن وضع العلم التركي كغطاء على المنصات والطاولات في المراسم مهما كان الغرض.
• لا يمكن تشكيل العلم التركي في أماكن الجلوس أو المشي. 
• لا يمكن ارتداء العلم كلباس موحد. 
• لا يمكن استخدام العلم كأساس أو تمويل على الجهة الأمامية أو الخلفية للشعارات والرموز وما شابه ذلك لأي حزب سياسي أو جمعية أو منظمة أو مؤسسة بخلاف التي يتم تحديدها في النظام الأساسي. 
• لا يجوز إهانة العلم التركي أو عدم احترامه لفظيًا أو كتابيًا أو بأي شكل من الأشكال. 
• لا يجوز تمزيق العلم أو حرقه أو إلقاؤه على الأرض أو استخدامه دون العناية الواجبة.

في حال فكرت في قراء القانون التركي، عليك التعرف على بعض المصطلحات من خلال المقال الآتي: مصطلحات قانونية باللغة التركية.

علم تركيا.. لماذا يشبه علم تونس؟

يأتي التشابه بين علم تركي وعلم تونس بكون تونس إحدى الدول التي انضمت تحت راية الدول العثمانية من بين دول عربية أخرى.

إذ استُمد اللون الأحمر من لون علم تركيا، وأُضيف له دائرة بيضاء تضمّ الهلال والنجمة اللذين أصبحا باللون الأحمر.