من أكثر ما يتساءل عنه بعض المقيمين في الأراضي التركية الإجراءات القانونية اللازمة لإتمام معاملة حصر الإرث للسوريين في تركيا كونهم الفئة الأكثر تواجداً من بين العرب والأجانب ويسعى هؤلاء لتجنب العقبات المتعلقة بقضية التوريث سواء للمجنسين وغير المجنسين وهو ما نتناوله في هذا المقال.
ومعاملة حصر الإرث من الأدوات أساسية لتسوية الأمور المالية والقانونية التي تتم وفقًا للضوابط والقوانين المحلية وتحدد الحصص لكل وارث والديون والالتزامات المترتبة على المتوفى وتتيح استخدام الأصول المتاحة لتسديد هذه الديون وحماية الحقوق الشرعية والقانونية للورثة ومن لديهم حقوق مالية في ذمة الراحل.
ويتجاوز عدد السوريين في تركيا 3 ملايين ما بين حامل للحماية المؤقتة "الكمليك" ومن يملك إقامات بمختلف أنواعها، فضلاً عن تواجد مجنسين ومن هم على طريق الحصول على الجنسية، والكثير من هؤلاء ربما يتساءلون عن آلية إتمام معاملة حصر الإرث للأجانب دون تعقيدات ومشاكل.
معاملة حصر الإرث للسوريين في تركيا
وخلال معاملة حصر الإرث للسوريين في تركيا قد يواجه البعض صعوبات في حال توفي أحد أفراد الأسرة ممن يملكون عقارات أو ممتلكات منقولة، بعد حصولهم على الجنسية التركية في كيفية إتمام هذه المعاملة دون عقبات ومشاكل.
و يخضع قانون الميراث في تركيا لمعايير القانون المدني كون البلاد علمانية ولا تطبق أحكام الشريعة الإسلامية في بعض الأمور مثل أحكام التركة، وعلى سبيل المثال تحصل الزوجة أو الزوج على نصف الميراث في حال وفاة أحدهما بينما يقسم النصف الآخر بين الأبناء والبنات بحصص متساوية.
والقانون المعتمد بالنسبة للأموال غير المنقولة مثل العقارات بالنسبة للأجنبي المورث هو القانون التركي وهذا الحكم يعتبر آمراً حتى وإن لم يكن هناك وصية.
أما الأموال المنقولة التي تكون ضمن التَرِكة، فتخضع للقانون الوطني الخاص ببلد المورث ويكون رفع الدعوى داخل تركيا، لكن الحكم الصادر سيكون وفق قانون بلد المورث حسب ما أكدته قرارات صادرة عن المحكمة الدستورية التركية ANAYASA MAHKEMESİ لعام 2020.
خطوات حصر الإرث للسوريين في تركيا
ومما يجب اتباعه لإجراء معاملة حصر الإرث للسوريين في تركيا:
1. استخراج إثبات شهادة الوفاة
ويتم استخراج إثبات شهادة الوفاة للسوريين في تركيا عبر القنصلية السورية في إسطنبول.
وأحياناً يطلب أن يتم ذلك في سوريا مع ضرورة تصديقه في القنصلية السورية في إسطنبول وتختلف هذه التعليمات من وقت لآخر وفق التعليمات الصادرة من سوريا.
2. دعوى ضمن محكمة الصلح التركية
والخطوة اللاحقة لاستخراج إثبات شهادة الوفاة هي فتح دعوى ضمن محكمة الصلح Sulh Hukuk Mahkemesi في تركيا مع ضرورة توفر أوراق ثبوتية تؤكد صلة القرابة بين صاحب المعاملة وبين المتوفى.
ويتم الحصول على تلك الأوراق من مديرية الهجرة التركية ومن سوريا لإثبات النسب، ورفع دعوى في المحكمة لإتمام حصر الإرث.
أبرز الأوراق المطلوبة لحصر الإرث في تركيا
وبالنسبة للأوراق المطلوبة لمعاملة حصر الإرث للسوريين في تركيا هي بشكل عام:
- بيان إثبات الوفاة
- بيان ممتلكات
- شجرة العائلة في تركيا وسوريا
- نموذج طلب حصر إرث مصدق من كاتب العدل
- بيان وصية إن وجد شرط أن يكون مصدق من كاتب العدل
- بيان عائلي مترجم إلى اللغة التركية ومصدق من النوتر "كاتب العدل"
- إقامة قانونية أو جواز سفر ساري المفعول
- صور شخصية
وقد تطلب وثائق أخرى لإتمام المعاملة وفق تعليمات السلطات المختصة في تركيا.
وبالنسبة للسوريين المقيمين خارج تركيا، ولديهم أقارب حاملي الجنسية التركية وفارقوا الحياة يمكنهم رفع دعوى والحصول على تركة المتوفى وفق أحكام القوانين التركية.
مصاعب معاملة حصر الإرث وطريقة حلها
وبالنسبة للسوريين في تركيا ممن تقدموا بمعاملة حصر إرث لا يستطيعون تملك العقارات غير المنقولة ولحل مشكلتهم يحق لهم التصرف بقيمة العقار أو تأجيره أو بيعه بعكس المنقولات القادرين على التصرف فيها بعد إتمام حصر الإرث.
ويتم بيع العقار والتصرف فيه بطرق متعددة بالنسبة للسوريين في تركيا مثل تأسيس شركة لتسجيل العقار على اسمها ومن ثم بيع الطابو كاملاً بالاتفاق مع شخص قادر على التملك حسب القوانين التركية وللمزيد حول ذلك يمكن قراءة المقال التالي: "للسوريين في تركيا.. خيارات حل مشكلة توريث المجنسين للعقارات التركية 2023".
وقد يواجه الأجانب بعض العوائق والمشكلات في معاملة حصر الإرث للسوريين في تركيا مثل صعوبة إثبات النسب وإحضار الأوراق الثبوتية من سوريا، والتي يجب تصديقها من القنصلية السورية وتستغرق مدة زمنية.
وقد يصادف أيضاً وجود أشخاص مسجلين متوفين في النفوس بتركيا وما زال قيدهم فعالاً في النفوس السورية أو العكس.
كل ذلك قد يخلق صعوبات أمامهم معاملة حصر الإرث للسوريين في تركيا ولهذا من الأفضل تجنب ذلك عبر إتمام الإجراءات أولاً بأول مثل تثبيت الوفاة في حال حصل ذلك ضمن النفوس التركية أو السورية ومحاولة توكيل أحد أفراد الأسرة وكالة تمكن صاحب العلاقة من استخراج الأوراق المطلوبة من سوريا.
وقد تضع الدولة التركية يدها على تركة المتوفى في حال عدم وجود أي وارث، بالإضافة لعدم وجود زوجة وهو أمر نادر الحدوث سواء للسوريين أو العرب والأجانب ضمن تركيا.