يتعرض بعض السوريين في تركيا للترحيل لأسباب مختلفة قضائية وإدارية وفق قوانين ولوائح خاصة بمديرية الهجرة، ويدور التساؤل عن طرق استعادة الكمليك بعد الترحيل إلى سوريا سواء في حال العودة الطوعية أو غيرها وهو ما نتناوله ضمن هذا المقال.
وفي حال خسارة اللاجئ السوري حق الحماية المؤقتة يمكن أن يتم إرساله نحو المعابر الحدودية إلى الأراضي السورية، وهناك من يحاول العودة بطرق غير قانونية وآخرون يبحثون عن وسائل شرعية لاستعادة الكمليك والعودة إلى تركيا.
وموضوع الترحيل من تركيا من القضايا الشائكة والحساسة لاسيما إن تمت إلى سوريا التي تتعرض لحرب مستمرة وظروف إنسانية خاصة منذ 2011، وفيما تحصل عمليات عودة طوعية بشكل مستمر من فئة واسعة من السوريين، يبحث آخرون عن طرق قانونية للعودة وتفعيل الحماية المؤقتة مرة أخرى.
طرق استعادة الكمليك بعد الترحيل إلى سوريا
والحماية المؤقتة في تركيا التي تخول صاحبها حمل الكمليك أحد أنوع استيعاب تدفق اللاجئين من بلدان تشهد حروباً ونزاعات لضمان الحقوق الأساسية لهم وعدم إعادتهم قسراً لبلدانهم التي قد يتعرضون فيها للخطر.
ومنحت تركيا اللاجئين السوريين هذا الحق بعد سنوات من نزوحهم إليها جراء الحرب في بلادهم ونظمت أوضاعهم بموجب لائحة الحماية المؤقتة رقم 6883 التي صدرت عام 2014 وحددت اللائحة ذاتها ما يوجب هذا الحق.
وحددد القانون رقم 6458 حدد ما يمكن أن يؤدي للترحيل وللمزيد عن ذلك يمكن قراءة المقال التالي: "حملة أمنية.. مخالفات تقود إلى الترحيل من تركيا".
قرار الإبعاد وفق القانون التركي
قرار الإبعاد حسب قانون الحماية الدولية يعني إرسال الأجنبي إلى بلده الأصلي أو بلد آخر لأسباب مختلفة أبرزها ما يشير إلى أن وجوده يشكل خطراً على الأمن والنظام العام أو أنه غير قانوني.
ويتم إبلاغ الشخص المعني بقرار الإبعاد عن طريق إشعار وفق أحكام المادة 52 من القانون الخاص بالأجانب والحماية الدولية رقم 6458.
وبالنسبة للسوريين عادة ما يتم ترحيلهم أو إبعادهم إلى مناطق الشمال السوري وباقي العرب يتم إرسالهم لبلدانهم وفي حال كان أيا مما سبق يملك جواز سفر ساري الصلاحية وتأشيرة تخوله الدخول لبلد غير بلده الأصلي يمكن له مغادرة البلاد إلى تلك الوجهة.
الطعن بقرار الترحيل في تركيا
يمكن للأجانب أو ممثليهم فتح دعوى طعن لدى المحكمة الإدارية للاعتراض على قرار الترحيل خلال 7 أيام من تاريخ إبلاغ الشخص أو ممثله القانوني بالقرار.
ويعلق تنفيذ قرار الترحيل في حال رفع الدعوى بقرار من المحكمة التي تجري عدة تحقيقات في القضية.
كل ذلك يتطلب معرفة جيدة بإجراءات الدعاوى في تركيا ومعرفة بالقوانين والأنظمة الخاصة بالهجرة والأجانب بما فيها كيفية استعادة الكمليك بعد الترحيل.
أهمية إزالة كود العودة الطوعية
وبالنسبة لطرق استعادة الكمليك بعد الترحيل إلى سوريا عادة ما تسجل أي عملية ترحيل تحت بند العودة الطوعية ولهذا يدرج كود V-87 ضمن ملف الشخص المرحل ويتطلب رفع أي دعوى إدارية لإعادة تفعيل الحماية المؤقتة إزالة هذا الكود قبل أي خطوة أخرى وفق ما نقلته إدارة الهجرة.
ووفق تجارب بعض السوريين في حال إلغاء كود العودة الطوعية قد يعاد تفعيل الحماية المؤقتة بما يشمل الكمليك بشكل تلقائي خلال 30 يوماً وفي حال لم يتم ذلك يجب رفع دعوى إدارية.
وما يفيد في مثل هذه الدعاوى لأجل استعادة الكمليك بعد الترحيل إلى سوريا أن يثبت مقدمها أن لديه عائلة وأقرباء ضمن تركيا من الدرجة الأولى وتقديم الوثائق والأوراق القانونية اللازمة وفي حال إقناع المحكمة بهذه الأسباب يعود الكمليك للشخص وبإمكانه الرجوع لتركيا.
هل تغني الديلكشا عن الدعوى الإدارية؟
وقد يسأل البعض ما إذا كان تقديم طلب الديلكشا (مكتوب توضيحي للمعاملة) لإدارة الهجرة التركية مفيداً في استعادة بطاقة الحماية المؤقتة وتغني عن رفع دعوى إدارية وتحمل تكاليف مادية ليست قليلة لا سيما وأنها تتطلب محامي خبير ملم بشؤون المهاجرين في تركيا.
ويشرح صاحب الطلب في الديلكشا وضعه القانوني وحالته الإنسانية مع وثائق داعمة مثل كمليك أفراد الأسرة والأقارب من الدرجة الأولى ودفتر العائلة وغيرها من الأوراق التي تعد مهمة لحل مشكلتك وإزالة الكود.
وقد تفيد الديلكشا فعلياً لإزالة الأكواد بمختلف أنواعها ومنها كود العودة الطوعية الذي بحال إزالته قد تعود الحماية المؤقتة لصاحبها تلقائياً بعد 30 يوماً دون ضرورة رفع دعوى إدارية ولكن هذا الأمر ليس بالضرورة أن يحصل فقد يتوجب إقامة تلك الدعوى في كثير من الأحيان.
ويكون تقديم الديلكشا إلى إدارة الهجرة في الولاية التي كان السوري مقيماً فيها وفي حال عدم الاستفادة من الطلب في إزالة الكود يلجأ صاحب العلاقة بطلب آخر لإدارة الهجرة في أنقرة وفي حال عدم التمكن من إزالته يتم اللجوء لمحامي مختص بهذا الشأن في خطوة لأجل استعادة الكمليك بعد الترحيل إلى سوريا.
تجنب التكاليف المادية للدعاوى الإدارية
ويشتكي الكثير ممن يودون استعادة الكمليك بعد الترحيل إلى سوريا من تكاليف الدعوى الإدارية وخاصة توكيل المحامي سواء لمجرد الاستشارة أو توكيله للمرافعة أمام القضاء.
ولهذا السبب نشطت بعض المنظمات المختصة بمساعدة السوريين في مختلف الشؤون القانونية وفي مقدمتها اللجنة السورية-التركية المشتركة التي تهتم بمساعدة من تم ترحيلهم عن طريق الخطأ.
وحسب ما ذكرته مديرة التواصل في اللجنة إناس النجار في تصريحات لعدد من وسائل الإعلام السورية يتم حالياً دعم الحالات التي لا تستوجب الترحيل بل التسوية القانونية.
وتحدثت النجار عن إرسال اللجنة نموذج لرئاسة الهجرة ووزارة الداخلية في تركيا عن حالات تحتاج لتسوية و استعادة الكمليك بعد الترحيل إلى سوريا مؤكدة أهمية متابعة المهتم بإعادة تفعيل الحماية المؤقتة لوضعه من خلال محامي ورفع دعوى إدارية أو التواصل بشكل مباشر مع الجهات المختصة.
تجدر الإشارة إلى أن طلب إعادة تفعيل الكمليك بعد العودة الطوعية إلى سوريا يسمى طلب استرحام وله آليات شبيهة بآية الديلكشا المذكورة ضمن هذا المقال.
للسوريين في تركيا.. شروط تحويل الكمليك إلى الإقامة السياحية 2024
تبعات الترحيل من تركيا
هناك العديد من الآثار التي تترتب على الترحيل والإبعاد بعد تنفيذه وعدم صدور طعن بخصوصه منها منع دخول تركيا لفترة معينة قد تصل إلى 5 أعوام حسب akademikhukuk.
ومن التبعات الأخرى التي قد تترتب على ذلك أيضاً فقدان العمل وعدم القدرة على الوصول للخدمات مثل الحسابات البنكية وتوقف قيد الجامعة أو المدرسة وما شابهها من قيود.
لهذا ينصح بوجود ممثل قانوني في حال عدم القدرة على دخول البلاد وسحب الأموال وتصفية الأعمال في حال عدم الرغبة أو عدم القدرة على الطعن والعودة لتركيا واستعادة الكمليك بعد الترحيل.
العودة الطوعية إلى سوريا
فتحت السلطات التركية للسوريين المتواجدين في أراضيها تحت بند الحماية المؤقتة حق العودة الطوعية إلى سوريا وهو ما يتضمن إجراءات يجب معرفتها قبل الإقدام على الخطوة.
ويجب أن تكون العودة نابعة من كامل إرادة السوري ودون أي ضغط أو إجبار وإلا يمكن رفع دعوى لدى القضاء وتقديم شكوى ومن ثم طلب استعادة الكمليك بعد الترحيل.
وللمزيد حول ذلك وكل ما يرتبط به من بنود وقوانين يمكن قراءة المقال التالي: "6 خطوات مطلوبة من السوريين لإتمام العودة الطوعية من تركيا".
