شهدت الولايات التركية خلال شهر تموز/يوليو 2024 أحداثاً عنصرية متكررة خاصة في ولاية قيصري تزامنت مع حملات أمنية تقول السلطات في أنقرة إنها تستهدف المخالفين من المهاجرين العرب والسوريين وفي هذا المقال اخترنا لكم مجموعة نصائح لمواجهة المواقف العنصرية في تركيا.
وعلى مدار أكثر من 10 أعوام سادت حالة من الاندماج والتعايش بين مختلف السكان في تركيا من مواطنين وأجانب من مختلف الجنسيات لكن كأي دولة حول العالم لم يخل الأمر من خلافات وحوادث واعتداءات بعضها يحمل طابع عنصري يتساءل البعض عن كيفية التعامل معها وفق القانون.
وكانت السلطات التركية قد شنت حملات متعددة ضد من ينشرون خطاب الكراهية في منصات التواصل وقامت مؤخراً باعتقالات طالت المعتدين في ولاية قيصري وأكدت أنها لن تتهاون مع كل من يحاول زعزعة استقرار المنطقة.
وعالج القانون التركي مسألة العنصرية من خلال خطوات عاقب فيها كل من يقوم بالكراهية والتمييز والتفرقة على أساس الدين أو اللغة أو العرق أو الطائفة أو الحالة الصحية وهو ما ورد ضمن المادة 5237 من قانون العقوبات Nefret ve ayrımcılık suçu.
عقوبة العنصرية وفق القانون التركي
وتعاقب السلطات التركية على جرائم الكراهية والتمييز بما يفترض أنه يشمل التصرفات العنصرية في تركيا بالسجن ما بين سنة إلى 3 سنوات بالإضافة إلى حبس كل من يهين القيم الدينية علناً مدة ستة أشهر حتى عام في حال كان الفعل مضراً بالسلم العام.
ويطالب الحقوقيون المراقبون لحالات الاعتداءات العنصرية المتصاعدة في تركيا السلطات بسن مزيد من القوانين التي تردع كل من يحاول الإضرار بالأمن والسلم وإثارة النعرات ونشر الكراهية بين السكان.
وتزداد الحاجة إلى تنظيم هذا الأمر لمكافحة المواقف العنصرية في تركيا بعد مقاطع فيديو وحوادث متعددة تم الاستعانة من خلالها بالأطفال تحت السن القانوني ما يعني محاولة التنصل من المحاسبة والعقاب كما جرى في جريمة تسريب بيانات المهاجرين.
ويقول البعض إن القوانين الحالية قد تعد قضية نشر خطاب الكراهية والعنصرية في منصات التواصل مجرد رأي شخصي ما يزيد من حالة استغلال هذه الثغرات لزرع الحقد والضغينة بين السكان الأتراك والأجانب خاصة السوريين.
مواجهة العنصرية في تركيا
وفي حال التعرض لأي موقف عنصري يجب الانتباه لحساسية الأمر واتباع مجموعة من النصائح والتعليمات اخترناه لكم.
ومن أبرز تلك الخطوات التي يجب القيام بها في حال التعرض للمواقف العنصرية في تركيا:
- الابتعاد عن المسيء قدر المستطاع ومحاولة تقليل الأضرار المحتملة ما أمكن نظراً إلى أن الهدف الأول للعنصريين استفزاز الأجانب ومحاولة جرهم لردود فعل غاضبة واستغلالها إعلامياً لتسويق خطابهم على أنه محق ووجهة نظر.
- ضبط الأعصاب وعدم رد الإساءة بمثلها وتجنب الشجار ما أمكن وعادة ما يستغل العنصريون حالات الشجار لصالحهم للإضرار بالمواطنين الأجانب.
- يستثنى من تجنب الشجار وإبداء ردة الفعل والابتعاد إذا كان الاعتداء يشكل خطراً على حياتك أو حياة أحد أفراد أسرتك فهنا يجب المسارعة لصد الهجوم والابتعاد والاتصال بالسلطات التركية على الرقم 112.
- العمل على توثيق حالات الاعتداء والعنصرية في تركيا التي تتعرض لها بمختلف الوسائل والأدلة مع تجنب نشرها عبر المنصات حتى لا تتحول القضية لدعوى تشهير فيقوم العنصري بمحاولات إيذائك وتحريف القضية لقضية أخرى عبر ثغرات ووسائل قانونية.
- الشكوى لجهات أعلى في حال التعرض لاعتداء وانتهاك من قبل جهة إدارية أو تنفيذية مسؤولة ويمكن تقديم الشكوى لموقع رئاسة الجمهورية التركية بشكل مباشر.
- يمكن الحصول على دعم العديد من الجهات والمنظمات الحقوقية المرخصة في تركيا والالتزام بالنصائح والتوجيهات التي تجنب تعرضك لأي مشكلة.
- إقامة علاقات جيدة مع أصدقائك وجيرانك والمجتمع المحيط بك عموماً سواء كانوا من المواطنين الأتراك أو الأجانب وكل ذلك قد يخلق مجتمعاً داعماً يقف حاجزاً بين اعتداء جماعي قد تتعرض له.
- احرص على تحسين لغتك التركية بشكل أكثر من جيد فالعديد من المواقف السيئة ناتجة عن سوء الفهم والتواصل وعامل كل من حولك بشكل أكثر احتراماً.
- العنصرية تعكس جهل الشخص الآخر ولا تعكس الحقيقة لهذا لاتأخذ الأمور بشكل شخصي وحاول أن تعكس انطباعاً جيداً يفند الصورة السلبية التي يحاول العنصريون الترويج لها عن المجتمع الذي تنحدر منها سورياً كنت أم عربياً من أي جنسية أخرى.
ويمكن قراءة المزيد عن النصائح وتفاصيل قانون مكافحة الكراهية في تركيا عبر المقال التالي: "العنصرية في القانون التركي وخطوات التعامل مع الاعتداءات في تركيا 2023".