يبحث المستثمر أو المهتم بشراء العقارات في تركيا عن كل ما يتعلق بذلك من قوانين وتجارب ونصائح لاسيما من ذوي الخبرة، بما يشمل مختلف الجزئيات ومنها أساليب الاحتيال العقاري في تركيا بهدف تجنبها والحيلولة دون الوقوع في فخ المحتالين.
قد يتجسد الاحتيال بوثائق مزورة أو سعر أعلى من القيمة الحقيقية أو مواصفات إعلانية مختلفة عن واقع وحقيقة العقار وكل ذلك يجري بخداع مدروس بغرض الغش والحصول على المال بطرق غير مشروعة.
لكن ضحايا الاحتيال العقاري في تركيا غالباً ما يقعون بالفخ جراء عدم إلمامهم بالسوق والأعراف السائدة فيه وإجراءات البيع والشراء فيتم خداعهم بالأسعار، الوثائق أو المواصفات.
أشكال الاحتيال العقاري في تركيا 2023
هناك أشكال عديدة للاحتيال العقاري في تركيا نذكر أشهر 5 منها للعام 2023:
1. نسب مواصفات إضافية غير موجودة في العقار
يقوم المحتال في هذه الحالة على سبيل المثال بإضفاء وصف الشقة الذكية على العقار ليتفاجأ الزبون بعد الشراء أن المنزل ليس كذلك وأنه تعرض لعملية خداع.
فمثلاً لمجرد وجود كاميرات مراقبة لتسهيل معرفة من على الباب، يقوم المحتال بإضفاء صفة النظام الذكي كميزة للشقة مع أنها ليست كذلك.
ولهذا يقع ضحية هذا النوع من الاحتيال العقاري في تركيا من لا يعرف مواصفات الشقق الذكية حيث يرتفع سعر العقار عن أنواع المنازل العادية.
ما هي الشقق الذكية في تركيا 2023؟
الشقق الذكية هو مفهوم واسع وفضفاض ويشمل مستويات عديدة مثل امتلاك خاصية التحكم عن بعد في الأجهزة والأدوات الموجودة ضمن المنزل عبر شبكة إنترنت أو شبكة محلية والتحكم بها، مثل إضاءة المنزل والتدفئة والأبواب والأجهزة الكهربائية.
2. التلاعب بوصف موقع العقار
يحاول المحتالون عادة التلاعب بإعلانات بيع العقارات أو حتى إيجارها عبر إضافة صفة موقعها بأن المنزل يقع ضمن أو قرب مركز المدينة.
تعد عبارة التسويق أن العقار أو المنزل قريب من مركز المدينة أمر مضى عليه الزمن وبات نوعاً من الاحتيال بسبب خطط البلدية ومشاريع الدولة نحو تحويل كل حي في ولاية إسطنبول لمركز مستقل ومتكامل.
فباتت غالبية المناطق والأحياء ضمن ولاية إسطنبول تتضمن مختلف الخدمات والمرافق دون الحاجة للذهاب إلى مركز المدينة لإجراء المعاملات المختلفة.
وبالتالي فإن إضفاء سعر أكبر على العقار بحجة القرب من مركز المدينة نوع من أنواع الاحتيال لاسيما في الأحياء القديمة لإسطنبول.
وبعض أجزاء إسطنبول القديمة باتت ذات بنية تحتية متهالكة وتحتاج للتجديد والتغيير وقد تؤثر عليها مشاريع التحول الحضري في المستقبل، وهو ما لا يفضله المستثمر الذي يبحث عن الاستقرار إلى جانب القيمة الحقيقية للعقار.
3. الاحتيال في نقل الملكية "الطابو"
تقع أساليب الاحتيال العقاري في تركيا بشكل متكرر خلال مرحلة نقل ملكية العقار عبر التلاعب بالمعلومات وبيع شقة مختلفة تماما عن المتفق عليها.
ولهذا لا بد من التأكد من كافة معلومات العقار عبر طلب الحصول على الطابو قبل عملية الشراء وكذلك خلال عملية نقل الملكية.
تتضمن كل وثيقة طابو اسم الولاية، والمنطقة، والحي والشارع ورقم الوحدة السكنية والبناء بالإضافة إلى رقم الطابق والشقة وأي تغيير في هذه المعلومات يضعك أمام فخ الاحتيال العقاري في تركيا.
ويمكن الاستعانة بتطبيق Turkiye imar التابع لبلدية إسطنبول للتحقق من معلومات العقار بالنسبة للعقارات في إسطنبول بشكل رسمي قبل وخلال عملية شراء المنزل ونقل الملكية.
ويمكن تنزيل التطبيق على أجهزة الأندوريد وآبل.
وللتحقق من معلومات ملكية العقار أو الطابو الخاص به لمختلف أنحاء تركيا يمكن الاستعانة بالموقع التالي الرسمي أيضاً: parselsorgu.tkgm.gov.tr
4. عدم ذكر معلومات المشروع
يتم ذلك من خلال الإعلان عن مشروع للحصول على شقة أو عقار مقابل مبلغ معين دون توفير معلومات مفيدة تهم العميل.
وعند الاتصال يقوم المعلن بتقديم أرقام ورموز غير مترابطة تعطي انطباعا جديا واحترافيا بأنها شركة كبيرة لا يمكن أن تلجأ للاحتيال ويتضح العكس تماماً بعد الشراء وفق ما ترجمه موقع أوراق تركيا عن صحيفة حريات.
بهذه الطريقة يحرص المحتالون على عدم التواصل المباشر بين المستثمر والجهة المسؤولة عن المشروع لتتلاعب بالأرقام كما يحلو لها فتصبح المصدر الوحيد للمعلومة التي لا يمكن للزبون أن يتحقق منها.
على العميل أن يتنبه لتلك الطرق في خداع المستثمرين كي لا يقع ضحية جديدة وأن يتواصل مع أكثر من جهة ويجري مقارنات ويستعين بخبراء قبل حسم قرار الشراء.
5. المبالغة في السعر
تعرض بعض الجهات المسوقة للعقارات والمشاريع أسعارا مبالغ فيها بحجة تسهيل عملية البيع للمشتري وتقديم خدمات إضافية.
لكن ذلك إذا زاد عن نسبة 3% من سعر العقار الحقيقي يصبح الأمر غير قانونيا ونوع من أنواع الاحتيال العقاري.
ولذلك فإن عمولة الوسيط العقاري على أساس السعر الأصلي الذي تحدده شركة الإنشاء المسؤولة عن العقار تبلغ 3 ٪، وبالتالي أي زيادة غير مشروعة تعد صورة من صور الاحتيال العقاري في تركيا.
يجب الانتباه أيضاً للإعلانات البراقة على وسائل التواصل التي تعرض أحياناً أسعارا مبالغ فيها عن السعر الحقيقي للعقار، كأن يتم الإعلان عن شقة بسعر 20 ألف دولار وهي على أرض الواقع أقل من ذلك بكثير.
لتجنب هذا النوع الرائج من الاحتيال العقاري في تركيا ينبغي سؤال شركات العقارات المعروفة عن الأسعار في المنطقة ومقارنتها مع السعر المعروض ولا بأس من الاستعانة بخبير للبحث في القيمة الحقيقية للشقة أو العقار المعروض للبيع.