لا شك أن اللغة التركية باتت واحدة من أكثر اللغات أهمية مع ازدياد نسبة المتحدثين بها حول العالم.
وبحسب معهد اللغة التركية العالي، تأتي هذه اللغة في المرتبة الخامسة بين لغات العالم الأكثر استخداما، إذ يتحدث بها ما يقارب 3% من مجموع سكان العالم.
تتعد أنواع اللغة التركية، إذ تنحدر من مجموعة لغات تركية تسمى لغات العائلة التائية، والتي تضم ثلاث أسر لغوية وهي: اللغات التركية، اللغات المنغولية، اللغات المنشورية التنغوسية.
وتعد "التركية" المستخدمة في الجمهورية التركية أكثر اللغات انتشارا.
تاريخ اللغة التركية
يختلف العلماء حول تحديد تاريخ دقيق يؤكد سنة اكتشاف اللغة التركية، ولكن أكثرهم يرجح أن تكون أصولها تعود لـ 5000 سنة من الآن، وهذا ما يفسره انتشارها الواسع في جميع أنحاء العالم.
ويعد السلاجقة أول من نقل اللغة التركية إلى أكثر من بلد، إذ كانت آنذاك تنطق ولا تكتب.
وكانوا يكتبونها بحسب الأحرف الأبجدية المتعارف عليها في البلد التي يقيمون بها، إلى أن وصلوا إلى منطقة الأناضول بعد انتصارهم على الروم في معركة ملازكرد عام 1070م، وجرى اعتماد الأحرف العربية لكتابة "التركية".
وتعتمد "التركية" كلغة رسمة في العديد من البلدان، مثل جمهوية شمال قبرص وأذربيجان وتركمانستان وأوزبكستان وقرغيزستان وكازاخستان.
وساعد اتساع رقعة الدولة العثمانية على انتشار اللغة بشكل ملحوظ، إذ تركت وراءها العديد من البلدان التي أصبحت تستخدمها بشكل جزئي، مثل كوسوفو ومقدونيا.
وكذلك بعض الأقليات في العراق وسوريا واليونان والبوسنة والهرسك وبلغاريا ورومانيا وألبانيا وصربيا.
التأثر باللغات الأخرى
وتأثرت اللغة التركية على مر العصور بعدة لغات كالفارسية والفرنسية والكردية والإنجليزية، إلا أن تأثرها باللغة العربية كان الأقوى والأبرز وأصبحت هناك كلمات تركية ذات أصل عربي.
وبقيت "التركية" حتى اليوم تحتضن مفردات عربية تستخدم بشكل مستمر ودائم في الحياة اليومية وفي الخطابات الرسمية، إلا أنها تلفظ بشكل مختلف قليلا.
بحسب الأبحاث يبلغ عدد الكلمات التركية من أصل عربي 6 آلاف و467 كلمة.
وكانت اللغة التركية تكتب بأحرف عربية حتى عام 1928 قبل أن ينتقل الأتراك لاستخدام الأحرف اللاتينية في كتاباتهم.
وللاطلاع على بعض المفردات والكلمات التركية ذات الأصل العربي، يمكنكم زيارة الرابط.
ومع تأسيس الجمهورية التركية، استبدلت الأحرف العربية باللاتينية، ومن ثم جرى تأسيس المعهد العالي للغة التركية بهدف تغيير المصطلحات العربية والفارسية الموجودة في هذه اللغة إلى مصطلحات فرنسية وإنجليزية.
كما احتلت اللغة في عهد الدولة العثمانية مكانة مرموقة، إذ لم يكن يتحدث بها سوى كبار السلاطين والعلماء والأدباء.
أما عامة الشعب فكانوا يتكلمون اللغة العامية، التي شكلت قاعدة للغة التركية الحالية.
أهمية تعلم اللغة التركية
يوجد العديد من الأسباب التي قد تدفع الشخص لتعلم "التركية"، نذكر لكم أبرزها:
- موقع تركيا الجغرافي المتميز جعل منها ملتقى للعديد من الثقافات المختلفة حول العالم.
- أهمية تركيا التجارية، فلا بد للتجار من تعلم اللغة أو اصطحاب المترجمين من أجل إتمام صفقاتهم التجارية.
- تكتسب تركيا أهمية سياحية كبيرة بين دول العالم، لما فيها من معالم تاريخية وحديثة جذابة.
- الجامعات التعليمية الرائدة على المستوى العالمي باتت سببا يدفع العديد من الطلاب حول العالم لتعلم اللغة.
- المسلسلات والأفلام التركية جعلت لدى متابعيها رغبة كبيرة في تعلم اللغة.
- التشابه الكبير في عدد الكلمات بين اللغتين التركية والعربية.
- تعلمك للغة التركية سيسهل عليك تعلم العديد من اللغات الأخرى القريبة منها.
