يرتبط الخبز في تركيا بالحياة اليومية للأتراك، ويعد جزءاً أساسياً من الثقافة. فهو ليس مجرد طعام، بل له مكانة خاصة في المجتمع التركي. إذ يُحترم الخباز ويعد شخصاً موقراً، كما أن رمي الخبز يُعتبر إهانة كبيرة نظراً لقدسيته لدى الأتراك.
ويُعرف الخبز التركي باسم إكمك (EKmek) ويُصنع بطرق تختلف بين منطقة وأخرى، حيث تتوارث الأسر أسرار صناعته عبر الأجيال. كما تختلف أسماؤه بحسب الشكل وطريقة التحضير.
تُعرف تركيا بإنتاج أفضل أنواع الخبز وأكثرها تنوعاً في العالم، ويُعد الخبز عنصراً أساسياً في النظام الغذائي التركي، إذ يتم تناوله مع كل وجبة.
ولا تخلو قرية أو مدينة تركية من وجود مخبز واحد على الأقل، ووفقاً للعادات التركية يتم خبز الأرغفة مرتين على الأقل يومياً.
أقدم خبز مخمر في العالم
في موقع تشاتالهويوك الأثري في جنوب وسط تركيا، عثر علماء آثار أتراك في مارس/آذار 2024 على بقايا خبز يعود عمره إلى 8600 عاماً، أي إلى العصر الحجري.
وبحسب ما أكدته CNN، استخدم الباحثون تقنيات متطورة للكشف عن محتويات الموقع، الذي يُعد جزءًا من التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو. وهو أحد أوائل الأماكن التي شهدت بدايات التحضر البشري.
وتجذب الولايات التركية السياح بالعديد من المعجنات الشهيرة المميزة برائحتها اللذيذة ومنظرها الجذاب، وبريقها الذهبي، وتتنوع ما بين المالح والحلو وللمزيد يمكن قراءة المقال التالي: "أبرز 5 أنواع من المعجنات التركية".
الخبز التركي للشاورما
تُعد الشاورما وجبة تركية مميزة، ويجب أن يكون الخبز المستخدم لتحضيرها مميزاً أيضاً.
ويُعد خبز اللافاش (Lavaş) واحداً من أشهر أنواع الخبز المستخدم لتحضير الشاورما.
ويتميز هذا الخبز بكونه رقيقًا ويُخبز في تنانير تقليدية، مما يجعله مثاليًا للف الشاورما. عادة ما يتراوح طوله بين 30 و40 سم، ويكون بيضاوي الشكل، ولا تتجاوز سماكته 1 إلى 1.5 سم.
تختلف طريقة تحضير هذا الخبز من منطقة لأخرى، إلا أنه يظل الخيار المفضل لعاشقي الشاورما التركية.
تقنيات الخبز
تعتمد تقنيات تحضير الخبز التركي على نوعين رئيسيين الأول هو الخبز المخمر الذي يعتمد على الخميرة، والآخر هو الخبز المسطح غير المخمر.
وتُجهز العجائن المختلفة من القمح أو الشعير أو الذرة، وبعد دحرجة العجين يتم ترقيقه باستخدام أداة خشبية تُعرف بـ أوكلافا، وهي أداة تستخدم لتحديد سماكة وعرض العجينة، إذ تختلف القياسات لكل نوع من الخبز.
وتتميز كل منطقة بأسلوب مختلف في طهي الخبز، من الأفران التقليدية إلى الطهي على الكيس، وهي عبارة عن صفيحة حديدية يتم تسخينها فوق النار.
ومن أكثر الأساليب التقليدية انتشاراً استخدام التنور الطيني، حيث يتم لصق العجينة على الجدار الداخلي للفرن.
وهناك واحدة من الطرق الشائعة في شرق الأناضول، وهي الخبز باستخدام الحصى من خلال وضع العجينة مباشرة على الحصى الساخنة داخل الفرن.
أنواع الخبز في تركيا
تشتهر تركيا بأنواع متنوعة من الخبز التي تختلف من منطقة إلى أخرى، ولكل نوع تاريخه وطريقته الفريدة في التحضير.
فيما يلي بعض من أشهر أنواع الخبز التركي وفق ما نقله موقع milliyet:
- بازلاما (Pazlama) وهو شائع في منطقة أضنة، وهو خبز دائري تختلف تسميته بحسب المنطقة. يُطلق عليه بازديرما في مدينة أيدن وتابيل في إسكي شهير. يتراوح قطره بين 20 و25 سم، ويُخبز في التنور التقليدي أو على صفيحة ترابية.
- البيدا (Ramazan Pidesi) وهو الخبز المميز لشهر رمضان. يعود تاريخه إلى عصر الدولة العثمانية في القرن السابع عشر. يتم إنتاجه فور إعلان حلول الشهر الكريم، ويُعد أساسيًا في وجبات الإفطار والسحور. له شكل دائري ويُخبز في أفران تقليدية.
- خبز الذرة (Mısır Ekmeği) وتُعتبر الذرة شائعة في النظام الغذائي لمنطقة البحر الأسود، وكذلك الخبز المصنوع منها. يتميز بلونه الأصفر ولا يُستخدم الخميرة في تحضيره، لذلك يختلف عن باقي أنواع الخبز. يتميز بقيمته الغذائية ويُخبز في أفران طينية.
- السميت (Simit) ويُعرف خبز السميت منذ عام 1525، وهو من أكثر أنواع الخبز شعبية. له شكل دائري وتُغطيه بذور الكتان أو السمسم. تتميز قشرته بالقرمشة وقوامه من الداخل هش. يختلف حجمه ونكهته حسب تقاليد المنطقة التي يُحضر فيها.
- خبز كيتي (Kete) ويُعد هذا الخبز شائعًا في مناطق شرق الأناضول والمنطقة الشرقية للبحر الأسود. يتم تناوله على وجبات السحور في شهر رمضان. يُقدم على شكل وردة ويُخبز في أفران طينية، ويُعد مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمعادن.
- خبز الفرن الحجري (Taş Fırın Ekmeği) ويُعد هذا النوع من الخبز من أكثر الأنواع التقليدية في تركيا. يتم خبزه على حجر مسخن، ويُعتبر جزءًا من المطبخ الأناضولي، ويُستهلك بشكل يومي.
- خبز الحبوب المشكلة (Karışık Tahıllı Ekmek) وهذا الخبز يجمع بين مجموعة متنوعة من الحبوب مثل القمح والشعير والشوفان، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يبحثون عن تغذية صحية ومتوازنة. يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن ويُعتبر مفيدًا للجهاز الهضمي.
- الخبز الأسمر ويُستخدم القمح غير المعالج في تحضير هذا الخبز، ويُعتقد أنه مفيد للجهاز الهضمي بسبب احتوائه على الألياف. وعند مقارنته بالخبز الأبيض، يتفوق الخبز الأسمر بكمية الفيتامينات والمعادن التي يحتوي عليها.
ويمكن اعتبار الخبز التركي جزءاً من الهوية الثقافية التي تمتد لعصور قديمة في التاريخ. من أقدم خبز مخمر إلى خبز الشاورما اللافاش، تتألق تركيا في إنتاج أنواع مميزة من الخبز تُلبي الأذواق المختلفة حول العالم.